الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

مجلس حقوق الإنسان العالمي يُدين الانتهاكات التركية

كيوبوست

شهدت الدورة الخامسة والثلاثون لمجلس حقوق الإنسان، المقامة حاليًّا في جنيف، ندوةً لمناقشة الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان؛ سواء في ما يخص التجاوزات في حق المواطنين والصحفيين الأتراك، أو التجاوزات التي تتعدَّى حدود الدولة التركية وتشهدها دول أخرى؛ مثل سوريا وليبيا.

التعذيب والتمييز العنصري

انتقد المشاركون حالات التعذيب الوحشي التي تمارسها السلطات التركية في حق المواطنين، فضلًا عن التورط في قضايا التمييز العنصري؛ حيث كانت محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 بمثابة فرصة انتهزتها أنقرة لفرض حالة الطوارئ، وإعلان عدم التقيُّد بالتعهدات الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، وتمرير سلسلة من المراسيم التي انتهكت حقوق الإنسان على نحو كبير ولافت؛ حيث لاحظت المفوضية الأوروبية أنه تم سن نحو 22 مرسومًا خاصًّا بالطوارئ في الفترة بين يوليو 2016 وديسمبر 2017، وهي أحكام وقوانين خالفت المواثيق والعهود الدولية المتعارف عليها لحقوق الإنسان، والتي يجب على تركيا أن تتعهد بها، كما مثَّل التعديل الخاص بتوسيع صلاحيات الرئيس وبسط نفوذه على جميع مؤسسات الدولة خطرًا كبيرًا على المجتمع التركي.

اقرأ أيضًا: هيومن رايتس ووتش: تبخر حلم العودة إلى احترام حقوق الإنسان في تركيا

وسائل الإعلام

وانتقدت اللجنة ما تبثّه وسائل الإعلام الرسمية من خطابات وبيانات تستهدف التفرقة العنصرية، وتعمل على توطين خطاب الكراهية وتستهدف الأقليات؛ مثل الأكراد والأرمن والغجر، بل وتشجع، حسب المشاركين، على ارتكاب جرائم عنصرية بحقهم؛ وهي الجرائم التي لا تخضع لتحقيقات كافية، فضلًا عن الاستهداف الصريح للمثليين من الجنسَين، وتعريضهم إلى حالات من العنف المجتمعي والجسدي، كما أن التقييدات الكبيرة على السلطات القضائية لصالح السلطة التنفيذية كانت عاملًا آخر في تفشي الجريمة واستمرار حالات التعذيب والاختفاء القسري أيضًا.

جانب من المؤتمر

شمال سوريا

وكانت الغارات الجوية والعمليات العسكرية البرية التي خاضتها القوات التركية في سوريا بمثابة فرصة لانتقاد السياسات التركية والانتهاكات الخطيرة بشأن حقوق الإنسان هناك؛ حيث أفادت تقارير أن هناك عديدًا من حالات التعذيب والاختطاف والترهيب والقتل والسرقة أيضًا، وذلك على أيدي جماعات إرهابية مسلحة تدعمها تركيا، بل وتطور الأمر ليصل إلى رفض تسليم جثامين القتلى إلى ذويهم من أجل دفنهم؛ ما أعطى صورة سيئة للغاية لما تفعله تركيا ليس داخل حدودها فقط، بل وخارجها أيضًا.

وكان للتعامل السيئ مع المهاجرين الأجانب؛ خصوصًا السوريين، نصيبٌ من الانتقادات التي تم توجيهها إلى حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان؛ حيث قام الرئيس التركي بتهجير المئات بشكل قسري وإعادتهم إلى بلادهم، في انتهاك واضح لمبدأ عدم الإعادة القسرية.

اقرأ أيضًا: تفاصيل وأرقام صادمة أوردها تقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تركيا

دعم الجماعات المتطرفة

وبسبب المعلومات المتوافرة بكثرة والتي لم يعد من الممكن للحكومة التركية أن تخفيها أو تتظاهر بعدم وجود علاقة بها، تم توجيه انتقادات كثيرة إلى أنقرة؛ بسبب صلاتها مع جماعات متطرفة وتنظيمات مسلحة، من أجل تمرير مصالح تركيا في المنطقة؛ سواء من خلال عناصر تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة أيضًا، في سوريا وفي ليبيا الآن؛ وهو ما تؤكده عمليات نقل مسلحين ومقاتلين ومرتزقة للقتال إلى جانب الصفوف التركية هناك، ما أضر بسمعة تركيا في المجال الحقوقي على نطاق واسع؛ حيث تتسع علاقاتها مع الإرهابيين في العالم يومًا تلو الآخر.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- المصدر: “رويترز”

وأكد المشاركون أن السمعة الدولية لتركيا باتت مرتبطة على نحو وثيق الصلة بالجماعات الإرهابية؛ حيث لعبت هذه العناصر المتطرفة دورًا في إعادة تشكيل السياسة التركية خارجيًّا وداخليًّا أيضًا، إذ إن العلاقة لا تقتصر فقط على ما هو خارج الحدود، ولكن أنقرة تستضيف الإرهابيين الأخطر في العالم وتقدم لهم الملاذ والملجأ والدعم المادي واللوجستي والغطاء الأمني أيضًا، ولعل هذا هو الخط الأبرز للسياسة الخارجية التي ينتهجها أردوغان حاليًّا.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة