الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

مجلس النواب الأمريكي يوافق على سحب تفويض استخدام القوة في العراق

كيوبوست

صوَّت مجلس النواب الأمريكي، الخميس الماضي، لصالح قرار سحب تفويض استخدام القوة في العراق، بموافقة 236 عضوًا في مقابل 166 نائبًا أمريكيًّا رفضوا القرار الذي تم تفعيله منذ عام 2002، واستفادت منه القوات الأمريكية في عملية اغتيال قاسم سليماني، أوائل الشهر الماضي.

وتم اتخاذ هذا القرار الذي اعتمده مجلس الأمن بقانون رقم 1441، لأول مرة في أكتوبر عام 2002؛ ليعطي التخويل التشريعي للولايات المتحدة لإطلاق حرب العراق في 2003.

اقرأ أيضًا: نائب عراقي يكشف لـ”كيوبوست” كيف حولت ميليشيا “حزب الله” العراقي “جرف الصخر” إلى قواعد عسكرية وسجون سرية

ويمنح قرار استخدام القوة في العراق الرئيسَ صلاحيات واسعة وحريات كبيرة للتصرف ردًّا على أي تهديدات؛ سواء داخل العراق أو التهديدات الأخرى التي توجهها إيران ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة عبر محاورها في العراق؛ وهو ما حدث مؤخرًا من خلال اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، في بغداد.

واعتمدت الولايات المتحدة القرار من خلال رؤسائها المتعاقبين، بدايةً من جورج بوش الابن ووصولًا إلى الرئيس الحالي دونالد ترامب؛ لتبرير تدخلاتها العسكرية في العراق، واتخاذ القرار الخاص بتسليح وتدريب الجيش العراقي، وغيرهما من الأمور، كما كان هذا هو المسوغ الأساسي لغزو العراق عام 2003، وكذلك إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، مستفيدةً من القرار 1441 الذي منحها سلطة التدخل العسكري الكامل وغير المشروط.

إحدى جلسات مجلس النواب الأمريكي – وكالات

واستنادًا إلى هذا القرار أيضًا، قامت الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي وتشكيل جيش جديد بقيادة وتدريب أمريكي اقتصر دوره على الداخل العراقي فقط، ولم تعد له سيطرة أو حضور لصد الهجمات التي تستهدف العراق من الدول المعادية له.

الدكتور صباح الخزاعي، المحلل السياسي العراقي المقيم في لندن، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن من الصعب تنفيذ قرار سحب تفويض استخدام القوة في العراق؛ بسبب عدم موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي عليه”، موضحًا أن التصويت من قِبَل مجلس النواب لا يمنح القرار قوة التنفيذ؛ بل يبقيه في حيز شكلي فقط.

د.صباح الخزاعي

تحديد صلاحيات ترامب

وأضاف الخزاعي: “الكونجرس الأمريكي يقوم على غرفتَين؛ إحداهما مجلس النواب الذي صوَّت لصالح القرار، في حين تبقى الغرفة الأكبر والأهم هي مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه أكثرية جمهورية؛ وبالتالي لن يمرر هذا القرار في تقديري على الإطلاق داخل هذا المجلس، ما يعني في النهاية أن الكونجرس سيرفضه بالتأكيد، وحتى لو صوَّت مجلس الشيوخ لصالح القرار، يبقى من حق الرئيس الأمريكي استخدام (الفيتو) تحت عنوان المصالح العليا الأمريكية”.

وأكد المحلل السياسي العراقي أن الهدف الأساسي وراء قرار البرلمان الأمريكي هو تحديد صلاحيات ترامب، وتفويت الفرصة عليه لاستغلال أية حركة تمكنه من إضافة رصيد لدى جمهوره من الناخبين الأمريكيين مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر من العام الجاري؛ لأن أي تحرك عسكري يمكن لترامب أن يسوِّقه كانتصار سياسي له يزيد به من التأثير على توجهات الناخب الأمريكي، وهو ما لا يرحِّب به بالطبع مجلس النواب الأمريكي.

اقرأ أيضًا: كيف دفعت واشنطن بالعراق بين ذراعَي إيران؟

الاستهلاك الإعلامي

النائب العراقي السابق رائد فهمي، قال خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “إن القرار الذي صوَّت عليه مجلس النواب الأمريكي، يمكن التعامل معه من خلال نقطتَين أساسيتَين: الأولى أنه قرار للاستهلاك الإعلامي، والثانية أنه جاء لهدف سياسي واحد بعينه، بغض النظر عن أي شأن آخر.

رائد فهمي

وأضاف فهمي: “مجلس النواب يعرف جيدًا أن القرار لن ينفذ؛ لأن موافقة مجلس الشيوخ مطلوبة، وهي موافقة لن يسهل الحصول عليها، وبالتالي يمكن اعتباره من نوعية القرارات التي تهدف إلى خلق حالة من الجدل الإعلامي والصخب المتزايد ولكن بلا جدوى حقيقية، أما الأصل وراء ذلك فهو إظهار ترامب بمظهر الرئيس غير المتوافق عليه الذي لا تقف إلى جانبه مؤسسات الدولة ولا ترضى عنه الغالبية السياسية، كما أنه قرار يصدِّر إلى المجتمع الدولي فكرة أن ترامب غير قادر على اتخاذ القرارات كرئيس صاحب سلطات واسعة؛ بمعنى أنها خطوة لتقليص صلاحياته على نطاق واسع، بما يضمن لأعضاء مجلس النواب أن لا ينجح ترامب في اجتذاب شريحة أكبر من الناخبين قبل انطلاق عملية الانتخابات الرئاسية”.

اقرأ أيضًا: متظاهرو البصرة يشيِّعون بغضب صحفيَّين اغتيلا على يد ميليشيات مسلحة موالية لإيران في البصرة العراقية

وأكد النائب العراقي السابق أن هناك ضغوطات سياسية كبيرة داخل المجتمع الأمريكي الآن، والتلويح بورقة استخدام القوة في العراق لا يمكن التعامل معه إلا من خلال منظور واحد يرتبط بالتحليل السياسي للقرار، والذي يستهدف تحديد تحركات الرئيس الأمريكي وتحجيمه بشكل واسع.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة