ترجماتشؤون عربية

مجلة غربية: لماذا سيكون الأردن الوجهة التالية لـ”داعش”؟

ماذا سيفعل الأردن في مواجهة خطر التطرف؟

ترجمة كيو بوست – 

مع انحسار تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق “داعش”، قد يجد مقاتلوه قريبًا ملاذًا آمنًا لهم، هو المملكة الأردنية، على الرغم من سمعة الأردن المستقرة، كونها الحليف الرئيس للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة، الأمر الذي وضعها في مقدمة الحرب على الإرهاب، إلا أن العلامات المتزايدة داخل المملكة توحي بأن البلاد قد تصبح عما قريب هدفًا خطيرًا لـ”الدولة الإسلامية”.

في أغسطس/آب الماضي، اعتقل 5 مواطنين أردنيين ينتمون إلى الفكر المتطرف الخاص بالدولة الإسلامية في أعقاب هجوم إرهابي في مدينة السلط، أدى إلى مقتل 4 ضباط أمن، وجرح 16 مدنيًا. كان لدى المهاجمين حينها كميات كبيرة من المتفجرات محلية الصنع، مدفونة في مكان قريب، الهدف منها شن هجمات مستقبلية على المدنيين والمنشآت الأمنية.

اقرأ أيضًا: دراسة: أكثر من 3000 أردني جندهم تنظيم داعش، فما هو مصيرهم؟

حطمت هذه الحادثة الهدوء الهش الذي ساد المملكة في السنوات الأخيرة، وقد تكون نذيرًا لأحداث متطرفة أخرى، خصوصًا أن النشاط المتطرف في الأردن آخذ بالارتفاع منذ عام 2015، وذلك عندما أخذ مستوى الحرب السورية بالثبات، ما أدى إلى تزايد عدد الخلايا الإرهابية وتزايد محاولات شن الهجمات.

 

الأرقام تروي القصة

يحتل الأردن المرتبة الثالثة كأكبر مصدّر للمقاتلين الأجانب إلى داعش؛ إذ سافر نحو 3 آلاف متشدد أردني للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي، ما يثبت أن الدولة عرضة بشدة للتطرف. علاوة على ذلك، جاء في تقرير المركز الدولي لدراسات التطرف لعام 2017، أنه بينما ينجذب الكثير من الأردنيين إلى داعش بسبب البطالة والفقر، فإن قضايا التهميش، وضعف الإدارة الحكومية، والتعليم الديني كلها تلعب أيضًا أدوارًا هامة في التجنيد والانضمام للتنظيم.

تتزايد عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، مع هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق. في حالة الأردن، عاد نحو 250 منهم بالفعل إلى البلاد. وبينما نجحت عمّان في منع الهجمات الإرهابية سابقًا، سيصبح ذلك من الصعب عليها الآن، خصوصًا مع فيضان المقاتلين العائدين من الحرب السورية، المشبعين بأيديولوجية داعش المدمرة، والمسلحين بالتدريب القتالي وخبرات ساحات المعارك، بالإضافة إلى قدرتهم على تجنيد وتعبئة المستضعفين، إما بشكل مباشر، أو من خلال التأثير عليهم من الوكلاء والعلاقات العائلية.

اقرأ أيضًا: سيناريوهات ما بعد إنهاء اتفاق “الباقورة والغمر” الأردنيتين

 

اللاجئون السوريون يواجهون الخطر الأكبر

يمكن القول إن اللاجئين السوريين في الأردن هم الأكثر عرضة لخطر الإرهابيين. وقدر عددهم في فبراير/شباط الماضي بأكثر من 657 ألف لاجئ في البلاد، أي ما يعادل 7% من إجمالي السكان البالغة أعدادهم 9.5 مليون نسمة. يعيش هؤلاء ظروفًا إنسانية قاسية في المخيمات المكتظة، ويتعرضون لمستويات عالية من الجوع والفقر والجريمة المحلية، وهذه عوامل رئيسة محتملة للتطرف.

حتى اليوم، لا تزال سياسة مكافحة الإرهاب في البلاد تثير الجدل؛ على سبيل المثال، جَرّمت الحكومة الأردنية الانضمام أو دعم التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن هذا التركيز القوي على الجانب الأمني، جعل من الصعب على السلطات أن توقف بشكل وقائي عمليات التوظيف الراديكالي أو الانخراط في المنافسة الأيديولوجية مع التنظيم.

مع ذلك، بدأت المملكة الهاشمية بالحصول على مساعدة بخصوص مكافحة التطرف؛ ففي مارس/آذار الماضي، اشتركت مع الولايات المتحدة في إطلاق مركز تدريب جديد لمكافحة الإرهاب جنوب الأردن. وجاء إنشاء هذا المركز لزيادة قدرتها على مكافحة الإرهاب الداخلي، بتخصيص مساعدات عسكرية بحوالي 350 مليون دولار.

اقرأ أيضًا: وطن عربي مصغر: حقائق عن اللجوء في الأردن

إلا أن هذا الجهد لا يزال وليدًا، ولم يحقق نتائج ملموسة بعد في تحسين الوضع الأمني في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، لم يولِ المجتمع الدولي اهتمامًا كبيرًا بشكل عام حول الضعف الذي تعاني منه الأردن، إذ ركز على تفكيك “الخلافة الإسلامية” في سوريا والعراق، ومحاربة مقاتلي داعش المتجهين إلى أوروبا، ما يعد خطأ فادحًا؛ فالعوامل التي سبق ذكرها تجعل الأردن مرشحًا رئيسًا للتخريب من طرف التنظيمات الإرهابية التي تعلم هذا جيدًا. لذلك، يجب أن يكون هجوم “السلط” الإرهابي بمثابة دعوة للاستيقاظ لكل من الأردن والمجتمع الدولي للانتباه للخطر المحدق بالدولة.

 

المصدر: The National Interest

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة