الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

مثلما شوهت صورة المرشحين لاستضافة المونديال، قطر تهاجم الدول العربية!

توظف الدوحة مأجورين لتنفيذ أجنداتها!

كيو بوست –

لا يزال التقرير الذي نشرته صحيفة “صنداي تايمز”، حول الدعاية السوداء التي مارستها قطر من أجل استضافة كأس العالم 2022، يلقى صدى واسعًا على الساحة الدولية؛ فقد طالب البرلمان البريطاني بالتحقيق بـ”السموم” التي نشرتها قطر ضد الآخرين، قبل أن يكتب الرئيس السابق لـ”فيفا” جوزيف بلاتر تغريدة قال فيها: “أخبار سيئة: قطر متهمة باللجوء إلى حملات تشويه ملفات الدول المنافسة! الحقيقة هي أن قطر فازت بعد تدخل سياسي من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ونائب رئيس الفيفا بلاتيني”.

اقرأ أيضًا: بالوثائق: “صنداي تايمز” تكشف خروقات قطر لاستضافة كأس العالم 2022

وكان تقرير صحيفة “صنداي تايمز” قد نشر بالتفصيل معلومات عن الطريقة التي تعاملت قطر فيها من أجل تشويه منافسيها، بعيدًا عن الروح الرياضية للعبة، وبما يناقض المبادىء الأخلاقية التي تشدد عليها لوائح الفيفا. ودفعت قطر الكثير من الأموال لصحفيين ونشطاء وأكاديميين وشركات علاقات عامة ولمسؤولين بوكالة الاستخبارات الأمريكية من أجل تشويه ملفات الدول المنافسة، بناءً على تعليمات من الدوحة، من أجل المال فقط.

وانحصر دور كل هؤلاء في جملة واحدة: “إظهار عدم وجود دعم داخلي في الدول المنافسة لاستضافة كأس العالم 2022″، لأن من شروط استضافة دولة ما لكأس العالم، بحسب لوائح الفيفا، أن تكون الاستضافة مدعومة من داخل الدولة المرشحة. وقد حاول هؤلاء إسقاط ذلك الشرط، وعملوا على تشويه صورة بلدانهم لصالح قطر.

الطريقة ذاتها انتهجتها قطر وأذرعها الإعلامية عندما قامت بحملات تشويه لصورة الدول والأنظمة التي ضربها ما سميّ بـ”الربيع العربي”، فقد اشترت الآلاف من الصحفيين من الدول العربية، ووظفتهم من أجل خدمة أجنداتها. ويقدّر أن الجزيرة لوحدها تدفع مرتبّات لما يقارب 9 آلاف صحفي، ناهيك عن باقي الأذرع الإعلامية القطرية، التي تقدّر بالمئات، وتعزف بصوت واحد، بما يتماشى مع مصالح الثلاثي: الإخوان المسلمون وقطر وتركيا.

اقرأ أيضًا: تصريحات بلاتر الجديدة تسلط الضوء على “فساد” في حقوق “قطر 2022”

وتلعب تلك الأذرع الموجهة لعبة سوداء مشابهة للعبة القطرية في السعي نحو استضافة كأس العالم 2022، فيسقطون عن بلدانهم شروط الاستقرار والديمقراطية، على الرغم من أن جماعة الإخوان استخدمت الديمقراطية سلمًا للوصول للحكم، بينما أدبياتها المتشددة تكفر ذلك الأسلوب في الحكم، لأنه -وبحسب ادعائهم- يتنافى مع مبادىء الشريعة الإسلامية!

وبالأسلوب ذاته، اشترت قطر شركات علاقات عامة لتشويه صورة بلدانها، كما أنشأت الكثير من المراكز البحثية وشبكات حقوق الإنسان، التي ينحصر دورها في دعم التقارير الصحافية التي ينشرها الإعلام القطري-الإخواني، فمثلًا كانت “الشبكة العربية لحقوق الإنسان” التي تمولها قطر، ومقرها الدوحة، السباقة في الظهور على شاشة الجزيرة وأخواتها لإدانة أحكام الإعدام التي حكم بها القضاء المصري ضد متهمين بتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، وأسفرت عن سقوط مدنيين وعسكريين.

كما أدانت الشبكة حكم الإعدام بحق القيادي الإخواني وجدي غنيم، الهارب إلى تركيا، بعد أن أفتى بالصوت والصورة -عبر قناته على اليوتيوب- بأن الجيش المصري “كافر”! بينما لم تصدر تلك الشبكة أي بيان يدين -مثلًا- انتهاكات الجيش التركي في شمال سوريا، بعدما احتل عفرين بمساعدة 25 ألف إخواني مسلح، وقيامهم بالتنكيل بأهلها المدنيين، ومصادرة أراضيهم ونهب ممتلكاتهم.

المال القطري الذي استطاع شراء كأس العالم، استطاع من قبل إنشاء الكثير من الجمعيات الخيرية والمنابر الإعلامية وشبكات حقوق الإنسان، التي يصفها مراقبون بأنها “عوراء”، ولا ترى سوى عيوب منافسي الإخوان وقطر وتركيا، مثلما عملت بالضبط الجهات التي دفع لها من أجل تشويه صورة بلدانها وإسقاط أهم الشروط اللازمة لاستضافة كأس العالم.

وكما فضحت صحيفة صنداي تايمز ألاعيب قطر في تشويه منافسيها من أجل التقليل من أحقيتهم باستضافة كأس العالم، فضح عالم السياسة الدور ذاته للدوحة، عندما بدأت الأخيرة تروج لفكرة أن القطاع السياحي المصري يتدهور بسبب ثورة 30 يونيو/حزيران على الإخوان، وأن النظام الحاكم هو المسؤول عن تدهورها، بينما تقول الحقيقة إن السياحة في مصر تدهورت بسبب العمليات الإرهابية التي نفذتها جماعة الإخوان وغيرها من أفرع التنظيمات الإرهابية، مثل التفجير الذي استهدف طائرة روسية تقل سياحًا زاروا مصر.

ويتجاهل الإعلام القطري تلك الحوادث، ويحمل المسؤولية لجهات أخرى غير إرهابية، ضمن حملة تشويه مارستها قطر ضد الدول العربية، قائمة بالأساس على تشويه صورة البلدان العربية، وعلى ضرب مقوماتها الاقتصادية والسياسية.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة