الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
مترفعة عن الخلاف السياسي.. الإمارات تدعم الصومال في وجه “كورونا”
بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.. طائرة إماراتية محملة بـ27 طنا من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية تحط في مطار مقديشو

كيوبوست
أثبتت الإمارات، مجدداً، ترفعها عن جميع الخلافات والحسابات السياسية، والوقوف إلى جانب دول وحكومات عدة تحتاج إلى المساعدة العاجلة في مواجهة جائحة كورونا؛ فبعد المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى إيران، ها هي طائرة إماراتية تحط صباح اليوم في مطار مقديشو الدولي، محملةً بـ27 طناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، والهدف هو تقديم المساعدة العاجلة للعاملين في القطاع الطبي الصومالي؛ لمواجهة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
خطوة قوبلت بترحيب كبير من قبل الحكومة الصومالية، وشخصيات مهمة في هذا البلد، كما تفاعل المغردون الصوماليون مع هذه الخطوة التي تستحق التقدير والشكر، على حد تعبيرهم، بينما جاءت تصريحات السفير الإماراتي في الصومال محمد الحمادي، لتؤكد “المسؤولية الإنسانية التي تقع على عاتق الإمارات لتقديم كل أشكال الدعم وتعزيز الجهود العالمية في مكافحة هذا الوباء”.
اقرأ أيضًا: “سي إن إن” عن مساعدات الإمارات لإيران لمواجهة “كورونا”: خطوة غير تقليدية

تواصل الإمارات سياستها في التعامل مع الصومال بحسن نية، على الرغم من الاتهامات الباطلة التي تتعرض إليها أبوظبي، في ما يتعلق بدعم انفصال بعض الأقاليم الصومالية، حسب الباحثة الإماراتية المختصة بالشأن الإفريقي د.أمينة العريمي، والتي ترى أن بلادها “تساعد الحكومة المركزية في مقديشو، كما تساعد بعض الولايات؛ وهي سياسة ناجحة في ظل الخبرة الإماراتية في التعامل مع الاتحادات الفيدرالية، نظراً للطبيعة الإماراتية القائمة على نظام الاتحاد الفيدرالي”.
دعم متواصل
العلاقات بين الإمارات والصومال ممتدة منذ عقود، وتحديداً من أواخر عام 1977 عندما قامت الإمارات بدعم مشروعي “سكر جوبة” و”بربرة”؛ وهو الدعم الذي استمر على مدار السنوات الماضية، كما تؤكد الدكتورة أمينة العريمي؛ حيث أسهمت الإمارات بتنفيذ مشروعات السدود في عددٍ من المدن الصومالية، فضلاً عن حرصها على تحقيق التوافق السياسي بين الفرقاء في الصومال، وهو ما جرت ترجمته على أرض الواقع عبر ميثاق دبي عام 2012، والذي شكل ركيزة مهمة.

كما لعبت دولة الإمارات دوراً إنسانياً كبيراً منذ انهيار النظام العسكري الصومالي، في تسعينيات القرن الماضي، حسب الباحث الصومالي المتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور عبد العزيز نور عابي، والذي شدد على “وقوف الإمارات في تلك الفترة إلى جانب المتضررين الصوماليين، حتى في أوقات الخلاف السياسي مع الحكومة الصومالية”.
وبلغت حصيلة المساعدات التي قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى جمهورية الصومال منذ عام 1993 حتى نهاية 2016؛ أي خلال 23 عاماً، 277 مليوناً و553 ألف درهم، وفقاً لتقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات التي أعلنت عنها وزارة الخارجية والتعاون الدولي عام 2018.
وقوف الإمارات إلى جانب الشعب الصومالي اتخذ أشكالاً عدة؛ أبرزها “تدريب الجيش ومحاربة القرصنة ودعم ميزانية الدولة”، حسب عبد الرحمن عبد الشكور، رئيس حزب ودجر الصومالي المعارض، الذي ناشد الإمارات تقديم المزيد من المساعدات للصوماليين، مع اقتراب شهر رمضان؛ وذلك للتخفيف من الآثار المؤلمة للوباء.

وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد أطلقت في فبراير 2017 حملة “لأجلك يا صومال” التي استهدفت تقديم المساعدة للملايين هناك؛ لمواجهة شبح الجوع والجفاف المحدق بهم، والذي تسبب في تشريد الملايين؛ حيث وصلت التبرعات خلال الحملة إلى نحو 165 مليون درهم.
اقرأ أيضًا: إيطاليا تشكر الإمارات على المساعدات: لن ننسى أصدقاءنا
اعتبارات إنسانية
إرسال مساعدات إماراتية إلى عدة دول إفريقية تم دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى؛ ففلسفة المساعدات الإنسانية هي إحدى الأدوات الأساسية في السياسة الخارجية الإماراتية، بغض النظر عن الأيديولوجيات التي تتبناها الأطراف التي تحتاج إلى تلك المساعدات، حسب الدكتور حمدي عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة.

ويضيف عبد الرحمن أن الإمارات لعبت دوراً مهماً في الصومال، خلال السنوات الماضية، بعدما قامت بتدريب فرق من الجيش والشرطة بالحكومة الاتحادية، وسددت رواتبهم لفترة، فضلاً عن الجهود في إعادة الإعمار بشكل عام خلال السنوات الماضية؛ ما يعكس الرغبة الإماراتية في دعم الصومال، ليعود كدولة فاعلة داخل النظام الإقليمي العربي.
اقرأ أيضًا: مبادرة إنسانية إماراتية على أعتاب نظام عالمي جديد
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية للصومال منذ عام 2010 حتى مارس 2020 نحو 1,2 مليار درهم، استفاد منها أكثر من 1,2 مليون صومالي؛ خصوصاً من فئة النساء والأطفال الأكثر احتياجاً، وهي المساعدات التي جرى تقديمها في شكل منحٍ لا ترد بشكل كامل.