الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية
مترجم: ممثل إيران في لبنان هو الفائز الأكبر
لبنان - قاعدة عمليات إيرانية لاستهداف دول عربية

ترجمة كيو بوست –
“النظام الإيراني يحكم لبنان بأيدي حزب الله، والحكومة اللبنانية تقف عاجزة بلا حول ولا قوة”، هذا ما ذكره المحلل السياسي الأمريكي المعروف جوناثان شانزر، في مقالته في مجلة “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية.
اقرأ أيضًا: مترجم: هكذا تحول لبنان إلى “مقاطعة إيرانية” بقوة حزب الله
وقال شانزر في مقالته إن “وكيل إيران، حزب الله، يستخدم لبنان كقاعدة لاستهداف الدول الخليجية، مثل السعودية، عبر اليمن، والبحرين، والكويت، وحتى دول عربية مثل المغرب. كما حوّل الدولة إلى مكان التقاء لقادة ميليشيات يديرها الحرس الثوري الإيراني”.
استطاعت مجموعة حزب الله التابعة لإيران في لبنان حصد المزيد من المقاعد في الانتخابات الأخيرة، بمساعدة مجموعات شيعية أخرى مثل حركة أمل، من أجل دفع أجندتها المحلية والإقليمية الخطيرة، غير المرتبطة بأهداف لبنان السياسية.
يُحكم حزب الله قبضته السياسية والعسكرية على الدولة اللبنانية منذ فترة طويلة. ولكن الآن، بفضل ترسانته العسكرية الآخذة في التوسع باستمرار، فضلًا عن السيطرة المحكمة على الأراضي، إلى جانب المقاعد البرلمانية الجديدة، لا يمكن إنكار حقيقة أن الجماعة صاحبة الأجندة الخارجية تهمين على الدولة اللبنانية بكامل تفاصيلها.
اقرأ أيضًا: 3 أسباب بارزة لتراجع السنّة في انتخابات لبنان
كان العالم الغربي يعوّل على الانتخابات الأخيرة، بوصفها جوهرية للحفاظ على استقرار الدولة اللبنانية وتعزيز استقلالية مؤسساتها. ولكن السياسة الغربية -لا سيما الأمريكية- تجاه لبنان فشلت فشلًا ذريعًا، ولم تؤد إلا إلى تثبيت وتعزيز النظام الإيراني في لبنان، الذي يديره حزب الله.
حتى قبل فوز حزب الله في الانتخابات الأخيرة، كانت الحكومة اللبنانية مغلوبًا على أمرها، عاجزة بلا حول ولا قوة، ولم تستطع سوى مشاهدة حزب الله يقوم بتجميع واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ في الشرق الأوسط، دون أن تحرك ساكنًا.
في الحقيقة، قوات الأمن اللبنانية واقعة تحت تأثير حزب الله، وربما قدمت له المساعدة والتسهيلات في جمع هذه الترسانة. في الوضع الحالي، لا يفعل الجيش اللبناني سوى التنسيق والانسجام مع الجماعة الشيعية. وفي بعض الحالات، يعمل حزب الله إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية، مما يدل على التعاون الكامل بينهما.
اقرأ أيضًا: الجيش اللبنانيّ أصبح تحت تصرف حزب الله
ما لا يجري مناقشته كثيرًا برغم أهميته، هو أن لبنان أصبح مقرًا حقيقيًا لعناصر أخرى من شبكة إيران الإقليمية. إنها حقيقة اعترف بها وزير الداخلية اللبناني علانية قبل عامين، حين وصف لبنان بـ”غرفة عمليات أمنية إرهابية عالمية”.
تحول لبنان اليوم إلى مكان التقاء لقادة التنظيمات المتشددة، التي تخدم أجندة غير الأجندة اللبنانية. على سبيل المثال، لا يتردد قائد الميليشيا الشيعية العراقية عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، في عقد اجتماعات معلنة مع عناصر حزب الله في بيروت. وهذا ينطبق على قادة الميليشيات المميتة الأخرى التي يديرها الحرس الثوري الإيراني في سوريا، مثل لواء الباقر.
ومن جديد، لم تفعل الحكومة في بيروت شيئًا لوقف هذا، كما أنها لم تفعل شيئًا لطرد بعض الجماعات الإرهابية الأخرى التي تستهدف دول الخليج العربي. لقد تلقت جماعة الحوثي في اليمن تدريباتها في لبنان منذ عام 2010، تحت إشراف مدربين من حزب الله، وهذه حقيقة اعترف بها بعض أعضاء حزب الله علانية. وقد افتتحت جماعة الحوثي مكتبًا رسميًا لها في بيروت، وأطلقت قناة تلفزيونية تبث دعايتها بأسلوب حزب الله.
لقد استغلت التنظيمات التابعة لإيران في الشرق الأوسط لبنان كقاعدة يمكن من خلالها استهداف دول خليجية أخرى، مثل الكويت، والبحرين. لكن الأمر لم ينتهِ إلى هذا الحد، فهنالك المغرب أيضًا، التي عانت من عمليات تهريب الأسلحة، من قبل حزب الله إلى جبهة البوليساريو، الجماعة الانفصالية العنيفة في الصحراء الغربية.
اقرأ أيضًا: عميلة سرية جزائرية وراء قطع العلاقات الإيرانية المغربية
مشكلة الإرهاب في لبنان لن تختفِ طالما واصل حزب الله ممارسة نشاطاته الإقليمية انطلاقًا من بيروت. ومن الواضح أن مؤسسات الدولة بالكاد تكافح ضد شبكات إيران على أراضيها السيادية، بل اضطرت إلى التعايش معها كما فعل الجيش اللبناني. هذه الحقيقة تشرح جزئيًا كيف يواصل حزب الله السيطرة على البلاد، سواء بالتهديد والقوة أو من خلال صناديق الاقتراع.
لقد حان الوقت للاعتراف علنًا بدور لبنان كمركز عمليات لإيران ولشبكات وكلائها الآخذة في التوسع. وعلى الغرب أن يدفع الحكومة اللبنانية الجديدة لاتخاذ إجراءات ملموسة، من أجل وقف انتهاك السيادة اللبنانية عبر شبكات طهران.
اقرأ أيضًا: لماذا اختار حزب الله منطقة حدودية في أمريكا اللاتينية كمنصة لأنشطته؟
المصدر: مجلة “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية