ترجماتشؤون خليجية

مترجم – بعد 14 عامًا: قصة حب بين السعودية والعراق

"الاكتشاف الجديد" لا ينفصل عن الحرب الشاملة التي تقودها المملكة ضد التأثير الإيراني

ترجمة كيو بوست – 

كتب الصحفي تسيبي برئيل، بتاريخ 24 نوفمبر، مقالة في صحيفة “هآرتس” تحت عنوان “السعودية تحاول منافسة إيران في العراق”. وافتتح الصحفي المقالة بقوله إن هناك قصة حب جديدة تُنسج بين السعودية والعراق بعد 14 عامًا من القطيعة المتبادلة. لقد مرت عدة شهور على إدانة العراق للسعودية وطردها لسفيرها والتي شكلت تعبيرًا عن طبيعة العلاقات المُتعكرة منذ سنوات. لكن خلال الشهر الماضي حدثت نقطة تحول، ألا وهي أن السعودية برئاسة الملك سلمان شكّلت مع العراق لجنة تنسيق مشتركة، وبالفعل وقعت اللجنة على اتفاقات اقتصادية بوجود الراعي الأمريكي، وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وبعد مرور أسابيع على تشكيل اللجنة، اجتمعت مرة أخرى من أجل توسيع التعاون.

وأوضح الكاتب أنه طوال 27 عامًا، أي منذ احتلال الكويت من قبل صدام حسين، لم تهبط أية طائرة سعودية في العراق، لكن فجأة ظهر وفد تجاري سعودي رفيع المستوى في مطار بغداد وتم استقباله بترحيب واسع، حتى من طرف وسائل الإعلام العراقية.

وأكد الكاتب على أن “الاكتشاف الجديد” للعراق من طرف السعودية لا ينفصل عن الحرب الشاملة التي تقودها المملكة من أجل إيقاف التأثير الإيراني. لكن مثل لبنان وسوريا، يبدو أن هذه الخطوة قد جاءت متأخرة جدًا، إذ أن السعودية كان لديها فرص كثيرة للتواصل مع العراق بعد حرب الخليج، لكنها فضلت الاستمرار في معاقبة العراق لأنها فتحت علاقات متشعبة مع إيران حتى تحولت إلى “دولة برعاية إيرانية”، وإلى أكبر شريك تجاري لإيران.

وأشار الكاتب إلى أن الجانب الأهم من كل هذا هو موافقة إيران على العلاقة المتجددة بين العراق والسعودية. يبدو أن السبب وراء ذلك هو أن طهران واثقة من التزام العراق تجاهها. بالإضافة إلى ذلك، في حال حسنت العراق من علاقاتها مع السعودية وحققت شرعية أكبر في العالم العربي، فإن هذا يثبت أن العلاقات الوثيقة مع إيران لن تحولها إلى دولة منبوذة. وكذلك لو استعدت السعودية لاستثمار المليارات في العراق فإن هذا سيكون جيدًا بالنسبة للعراق، وستحاول إيران استغلاله أيضًا. وهذا هو نفس التكتيك الذي اتخذته إيران تجاه لبنان التي تمتعت باستثمارات سعودية هائلة دون أن يمس الأمر قدرات إيران في التأثير على السياسة في لبنان.

وبيّن الصحفي أن العلاقة بين السعودية والعراق قد تدلل على تحول استراتيجي للسعودية بالنسبة للأزمة في سوريا. الافتراض السعودي يرتكز على أساس الواقع السياسي الذي رسخ تواجدًا لروسيا وإيران كـ”أصحاب بيت في سوريا”. يبدو أن السعودية توصلت إلى استنتاج كان لا بد أن تصل إليه، ألا وهو أن عليها أن تختار لنفسها جبهات جديدة تواجه بها إيران، والعراق قد تكون بمثابة جبهة ممكنة لمواجهة كهذه، خصوصًا من أجل منع تشكيل خط شيعي يربط إيران مع سوريا بممر بري.

بن سلمان والعبادي

وأردف الصحفي قائلًا إنه من أجل تحقيق هذا التطلع ستضطر السعودية لإقناع الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي بالموافقة على إبقاء قوات أمريكية في العراق رغم انتهاء الحرب ضد داعش، لكن مسألة تواجد القوات الأمريكية تحولت إلى موضوع مختلف فيه في البرلمان العراقي.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة