الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية

مترجم: الجيش اللبنانيّ أصبح تحت تصرف حزب الله

"لبنان أصبح دولة داخل دولة حزب الله"

ترجمة كيو بوست –

تغيّر خطاب الجيش اللبناني مؤخرًا “على نحو مماثل لحزب الله”، ويدلل هذا التغيير على “خطف” حزب الله للمؤسسة العسكرية الرسمية بشكل كامل، هذا ما جاء على لسان آري ليبرمان، الذي نشر مقالة في مجلة “فرنت بيج ماغازين” الأمريكية. ويضيف الكاتب أن “ممارسات حزب الله في بيروت تطمس السيادة اللبنانية لصالح سياسات النظام الإيراني الخارجية، وأن الجيش اللبناني اتجه نحو المحور الإيراني بسلاسل الحزب”.

 

هدد قائد الجيش اللبناني جوزيف عون مطلع هذا الأسبوع “بمواجهة أيّ عدوان إسرائيليّ مهما كانت التكاليف، وعدم ادخار أية وسيلة من أجل تحدي إسرائيل”، في ِإشارة إلى نزاعات لبنان البحرية والحدودية مع إسرائيل. وبهذه الكلمات، يكون عون قد وقع على مذكرة إعدام الجيش اللبناني في أية مواجهة مستقبلية، خدمة لحزب الله وطهران.

من الواضح أن الجيش اللبنانيّ أجرى تغييرًا جذريًا في خطابه الأخير، وأصبح مماثلًا لحزب الله، الذي يعمل كجيش مرتزقة لحساب إيران. فعلى مدى السنوات الأخيرة، عمل الحزب على  ضم المؤسسات اللبنانية تحت سيطرته المطلقة، بما في ذلك الجيش اللبنانيّ.

لم يرضخ الجيش اللبناني لحزب الله بهذه الطريقة في السنوات الماضية؛ ففي عام 2008، حاولت الحكومة اللبنانية إعادة التأكيد على سيطرتها على مطار بيروت الدولي، ومنع حزب الله من بناء بنيته التحتية المستقلة للاتصالات. إلا أن الحزب أحبط هذه الجهود في شهر أيار عام 2008 عندما استولت قواته على مواقع إستراتيجية رئيسة ومؤسسات إعلامية رئيسة. لم تدُم المواجهات لفترة طويلة إلا أنها أكدت على شيء واحد؛ وهو أن حزب الله الموالي لإيران هو صاحب اليد العليا في البلاد، لدرجة أن الجيش اللبناني وقف عاجزًا أمام الحزب ولم يستطع التدخل على الإطلاق.

وما يؤكد دور حزب الله في تحويل الجيش إلى كتيبة من كتائبه، هو أن قائد الجيش شخصيًا غيّر من نغمة خطابات المؤسسة العسكرية الرسمية بشكل جذري، ووضع الجيش بكامله تحت تصرّف حزب الله، بعد أن كان يلتزم الحياد في الحروب السابقة، لا سيما في حرب عام 2006.

تصريحات جوزيف عون تؤكد على سيطرة “دولة حزب الله” على البلاد بحكم الأمر الواقع، فالجيش لم يفعل شيئًا إزاء قرارات مجلس الأمن رقم 1701 و1550 التي تدعو إلى نزع سلاح الحزب. في الحقيقة، يؤدي الجيش اللبناني الآن دور القوة المساعدة لحزب الله، ويؤمن المسارات اللوجستية للمقاتلين على الحدود.

وهنالك دلائل دامغة على أن حزب الله يسرق إمدادات الجيش اللبناني ومعداته بموافقة قيادة الجيش. حتى أن عناصر قوات “اليونيفيل” تنظر الآن إلى الجيش باعتباره وكيلًا لحزب الله. وقد أشارت الكاتبة اللبنانية البارزة حنين غادار، التي رحلت عن بلادها، بوضوح إلى أن “حزب الله كان دولة داخل الدولة اللبنانية، بينما أصبح لبنان اليوم دولة صغيرة داخل دولة حزب الله”.

هنالك حقيقة واقعة يدركها الجميع الآن، هي أن الجيش اللبناني أصبح جزءًا لا يتجزأ من حزب الله، الذي يعمل لصالح إيران علانية في وضح النهار. إلا أن الغريب في الأمر أن الجيش اللبناني لا يزال خامس أكبر مستفيد من المساعدات العسكرية الأمريكية. ولا شكّ في أن حزب الله استفاد كثيرًا من تجاهل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عن أنشطته العسكرية والاقتصادية المحظورة في الخارج. في الحقيقة، تغاضى أوباما عن سياسات إيران في لبنان بهدف تحقيق انفراجة مع النظام الإيراني في ذلك الوقت. والآن، ينبغي على الولايات المتحدة أن تواجه الحقيقة مرة وإلى الأبد؛ أن الحكومة اللبنانية ليست مستقلة، بل جرى سحبها باتجاه طهران بسلاسل حزب الله.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة