الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

مترجم: الجمعيات القطرية الخيرية تدعم الفِكر الإسلامي المتطرّف

قطر تَتَبرّع لتلميع سمعتها الملطّخة!

ترجمة كيو بوست – 

كتب الباحث والمؤلف الأمريكي “ميلارد بيير” مقالة في مجلة “أميركان ثينكر” الأمريكية يتحدث فيها عن سياسة قطر في دعم الفِكر الإسلامي المتطرف، وأسلوبها “المُراوغ” في تبييض سمعتها “الملطخة” دوليًا. يستند “بيير” في مقالته على حقيقة أن المؤسسات القطرية مرتبطة بمؤسسات “خيرية” دولية معروفة بدعمها للإرهاب والفكر المتطرف، ويقول إن قطر تستغلّ مؤسّساتها “الخيرية” لدعم المتطرفين وإحداث الفوضى على المستويين الإقليمي والدولي، وفي المقابل تعمل على تلميع سمعتها من خلال التبرعات التي تتفاخر بها.

لقد أدّى الدعم القطري للإخوان المسلمين والمجموعات الإسلامية المتطرفة وإيران وتركيا إلى قطعِ جميع علاقات الدوحة بالسعودية والبحرين ومصر والإمارات في حزيران المنصرم. في الواقع، ليس سرًا أن قطر لديها تاريخ طويل في إيواء العناصر الإرهابية، وتمويل الجماعات المتطرفة المختلفة، بما فيها طالبان والقاعدة وجبهة النصرة والإخوان المسلمين.

وبرغم هذا السجلّ الحافل بدعم الجماعات المتطرفة، لا زالت قطر تدّعي بأن “الحصار” ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان. في الحقيقة، وضعت اللجنة الرّباعية لمكافحة الإرهاب قطر على “قائمة مراقبة تمويل الإرهاب” وحَظَرَت مؤسساتها “الخيرية” الكبرى. ومن بين المؤسسات القطرية الداعمة للإرهاب “قطر الخيرية” التي تدّعي مهمّة “المشاركة في الحفاظ على الثقافة الإسلامية من خلال بناء المساجد ونشر التعاليم الإسلامية إلى العالم”، ولكنّ المعطيات جميعها تشير إلى أنها تقوم بتمويل مجموعاتٍ إسلامية متطرفة جدًا، وهي المجموعات المدرجة في قائمة الحظر الخاصة باللجنة الرباعية لمكافحة الإرهاب.

اقرأ أيضًا: المال القطري في تونس: عابر للحدود بغطاء خيري

وبالإضافة إلى دعم المجموعات المتطرفة، تدخلت قطر في شؤون دولٍ أخرى. فعلى سبيل المثال، شاركت الدوحة في الإطاحة بنظام القذافي في ليبيا، وادّعت تقديم 550,000 دولار على شكل مساعدات للاجئين الليبيين من خلال “قطر الخيرية”. ومع ذلك، الخريطة التي تنشرها الجمعية والتي تسرد نشاطاتها التاريخية حول العالم لا تُظهر أي نشاط في ليبيا على الإطلاق. لقد لعبت قطر دورًا محوريًا في القضاء على نظام القذافي، وتسبّبت بفوضى أثّرت على تونس ومصر وسوريا ودول خليجية، ولكن ذلك لم يلقَ الاهتمام المُستحقّ في الإعلام الغربي.

قطر تَتَبرّع لتلميع سمعتها الملطّخة

الأمر الغريب حقًا أن الأمم المتحدة دعمت الرواية القطرية التي تُنكر تمويل الإرهاب، فقد أشار المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى أن المنظمة الدولية غير ملتزمة “بقائمة السعودية للإرهاب”، بل وادعى أنّ قطر “احتلت المرتبة الأولى في الأمم لجهودها الإغاثية في سوريا وفلسطين والصومال”. ولذلك، ليس من المستغرب أن تقوم قطر بمكافئة غوتيريس في الأول من آب عام 2017 بتقديم تبرعٍ للأمم المتحدة بقيمة 8,5 مليار دولار. وبالطبع، هذا هو النوع من التبرّعات التي “تعشقها” الأمم المتحدة تستخدمها الدول لتلميع سمعتها الملوّثة.

ومن بين المؤسسات القطرية الأخرى التي تدعم المجموعات المتطرفة “مؤسسة عيد الخيرية” التي أسسها عيد بن محمّد آل ثاني، وهي مدرجة أيضًا في قائمة اللجنة الرباعية للإرهاب. تأسست هذه الجمعية عام 1995، ووسّعت عملياتها لتشمل 60 دولة على الأقل. وقد أظهرت مراجعة وكالة الإيرادات الكندية من عام 2010 حتى عام 2013 أن “مؤسسة عيد” تسيطر على “الجمعية الإسلامية” الكندية في مقاطعة برتيتش كولومبيا. إن ارتباط الجمعية الإسلامية الكندية بمؤسسة عيد أمر مقلق حقًا نظرًا لنشاطاتها في دعم الإرهاب. وما يثير القلق أيضًا أن “مؤسسة عيد” عضو في “اتحاد الخير”، وهو ائتلاف عالمي للجمعيات الإسلامية الخيرية، تُديره حماس، ومُدرج على قائمة الإرهاب في كندا.

وفي عام 2011 قدّمت “مؤسسة عيد” مبلغًا ماليًا بقيمة 1,4 مليون دولار لشراء “مركز دار التوحيد الإسلامي”، و”مدرسة الصفا والمروة الإسلامية”. وبعد 5 سنوات، في كانون الثاني 2016، باشَرَ إبراهيم -إمام مركز دار التوحيد الإسلامي- في دعوة “كل المجاهدين” إلى النهوض، علانية وصراحة، بالجهاد في كل مكان، كما وذهب إلى قطر في مهمة لجمع الأموال والتبرّعات. وفي وقت لاحق من ذاك العام، استضاف إبراهيم الشيخ نشأت أحمد، الداعية السلفي المصري، الذي اعتقل في مصر لحثّه على دعم “المجاهدين الذين يقومون بمهمة الجهاد العالمي”. ووفقًا لمركز الجزيرة للدراسات، يشتهر الشيخ نشأت بخطبه “النارية” ودعمه لفكرة تأسيس الخلافة الإسلامية.

اقرأ أيضًا: أسباب الأزمة الخليجية: دور قطر في تعزيز التطرّف

وفي الوقت الذي تواصل فيه قطر إنكار انخراطها في دعم المتطرفين الإسلاميين، يتفاخر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري بتوسيع برامج “الدعوة” القطرية؛ إذ أشار إلى أن موقع “إسلام ويب” الخاص بالإخوان المسلمين، والمُموّل من قطر، آخذ في الانتشار حتى وصل إلى نحوِ ثلاثة ملايين زائر.

وفي واشنطن، أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الجنرال ماكماستر، أن “تركيا انضمت إلى قطر باعتبارها مصدرًا رئيسًا للتمويل؛ إذ تساهم في نشر الفِكر الإسلامي المُتطرّف بشكل نشط”. وأكّد ماكماستر “أننا لم نولِ اهتمامًا كافيًا لكيفية تقديم الأيدلوجيات المتطرفة في المساجد والمدارس، وما يسمى الجمعيات الخيرية على النطاق الأوسع”. ومع ذلك، وبرغم هذا الدعم القطري الصريح للمجموعات المتطرفة، لم يتم الإعلان عن عقوبات قادمة ضد الجمعيات القطرية والتركية.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة