شؤون دولية
مبعوث واشنطن للتحالف الدولي “بريت ماكغروك” يتهم تركيا بالتواطؤ مع داعش
ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم تركيا بالتنظيم المتطرف

كيو بوست –
بعد شهر من تقديم استقالته كمبعوث لواشنطن في التحالف الدولي الذي يُحارب تنظيم “داعش” الإرهابي، قال بريت ماكغروك لقناة CNN: “قضينا معظم وقتنا نحث أنقرة على منع تسلل داعش من تركيا إلى سوريا”.
اقرأ أيضًا: كيف انخرطت المخابرات التركية في دعم الحركات الجهادية في الصومال وسوريا؟
وأضاف ماكغروك في اللقاء أن “معظم الدعم كان قادمًا من تركيا لداعش عبر الحدود التركية – السورية، كان ذلك مُحبطًا للغاية… لم تقم تركيا بالكثير من الإجراءات على الحدود لمنع ذلك الدعم”.
معظم وقتنا قضيناها في أنقرة لنحث تركيا لمنع تسلل داعش من تركيا الى سوريا
المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة داعش: معظم وقتنا قضيناها في أنقرة لنحث تركيا لمنع تسلل داعش من تركيا الى سوريا، لأن معظم المواد والدعم كانت قادمة من تركيا لداعش عبر الحدود مع تركيا إلى سوريا كان عمل محبط للغاية و تركيا لم تأخذ الكثير من العمل والإجرائات على الحدود لمنع ذلك "
Posted by المرصد السوري on Tuesday, 22 January 2019
اتهامات ماكغروك المباشرة لتركيا على دعمها لداعش، جاءت بعد شهر من استقالته من منصبه في التحالف، احتجاجًا على إعلان ترامب سحب 2000 جندي أمريكي من سوريا بعد محادثة هاتفية مع إردوغان. وكان ماكغروك قد سجّل في الشهر الفائت اعتراضه على قرار ترامب الذي وصفه بـ”المتهور”، ثم قدم استقالته.
وقد شغل ماكغروك منصبه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، ليكون المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة “داعش”.
تشكيك بالدور التركي
كانت تركيا أول المستفيدين من استقالة ماكغروك، وذلك بسبب انتقاداته الدائمة لدعم أنقرة لتنظيم داعش، إضافة لتضامن ماكغورك مع الأكراد، ورفضه لأي عملية عسكرية داخل الأراضي السورية قد تفاقم الوضع ويستفيد منه الإرهابيون.
وكان ماكغروك قد أشار أكثر من مرّة إلى مساعي تركيا لدعم الإرهاب في سوريا، وتقديمها لتسهيلات من أجل عبور عناصر التنظيم للحدود والقتال في سوريا، وهو ما ذكره في مقال له الشهر الجاري في صحيفة واشنطن بوست، معتبرًا أن تركيا ليست شريكًا موثوقًا للتحالف في القضاء على تنظيم داعش، مما عرضه لانتقادات تركية.
اقرأ أيضًا: تقرير أمريكي يكشف خطط “داعش” لإعادة التمويل، وتركيا الوجهة
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية جاويش أوغلو ما ورد في المقال بأنه “بروباغندا” جديدة يقوم بها ماكغروك لصالح المقاتلين الأكراد.
وكان وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو قد اتهم، في مايو/أيار 2017، ماكغروك بدعم المقاتلين الأكراد السوريين، وردت واشنطن عليه آنذاك بتجديد دعمها لموفدها.
تدخلات تركيا العسكرية تقوي داعش
عارض ماكغروك وهو على رأس منصبه التدخلات التركية في سوريا، حتى تلك التي تقوم بها أنقرة لمحاربة الأكراد، إذ شكك سابقًا بدوافعها، معتبرًا أن التدخلات العسكرية التركية ستعجل بانتشار الفوضى وتهيئة بيئة تسمح “بازدهار المتطرفين”.
وقد فنّد في الوقت ذاته مخاوف تركيا من الأكراد عندما كتب “أن الولايات المتحدة تستطيع مساعدة تركيا على حماية حدودها، ولكن الحل المطروح حاليًا، الخاص بدخول الجيش التركي والمسلحين المدعومين من تركيا إلى مناطق تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمالي وشرقي سوريا، سيساعد على عودة تهديد تنظيم داعش مجددًا”.
اقرأ أيضًا: مترجم: تركيا توفر لسجناء داعش الرفاهية الكاملة!
وفي مقابلته التلفزيونية الأخيرة مع CNN، رأى ماكغروك أن تركيا لا يمكنها أخذ مكان الولايات المتحدة في المنطقة، قائلًا: “لا يمكننا توقع أن تحصل تركيا أو أي شريك آخر لنا في التحالف على مكان الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا” بعد الانسحاب منها.
ولكن الشيء الوحيد الذي يجزم به ماكغروك هو أن “الجميع متفق على أن داعش لم يُهزم بعد”.