شؤون خليجية

ما وراء قمة ترامب وأمير الكويت: هل بدأ التحرك الجدي لإنهاء أزمة الخليج؟

واشنطن تسعى لحلف ضد طهران

كيو بوست – 

زيارة جديدة يجريها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى واشنطن، لعقد محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حسب التصريحات الرسمية، فإن الزيارة تأتي في سياق تقوية العلاقات وتطويرها بين الكويت وواشنطن.

لكن لا يمكن فصل الزيارة عن الأزمة التي تسيطر على مشهد الخليج العربي منذ أكثر من عام، بين قطر وجارتيها السعودية والإمارات، الأزمة التي لعبت الكويت دور الوسيط فيها، لكنها فشلت في إنهائها حتى الآن.

اقرأ أيضًا: الولايات المتحدة تحذر من مخططات إيرانية، وخامنئي يصرح: لا حرب ولا تفاوض

وفق مراقبين، فإن نقطة تلاقي بارزة تدفع واشنطن تجاه الإسراع في إنهاء الشق الخليجي، سعيًا لهدفها الأكبر المتمثل بمحاصرة إيران ومحاربتها على الصعد كافة. وقد تكون سبل إنهاء الأزمة محورًا حاضرًا في الزيارة.

لكن هل من الممكن أن تنجح واشنطن والكويت في إحداث التغيير؟

ما فحوى الزيارة؟

لم يتضح بعد ما الذي سيناقشه الزعيمان، في حين نشرت وكالة رويترز للأنباء تقريرًا نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وعرب قالوا إن إدارة ترامب تمضي قدمًا سرًا في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع الدول الخليجية الست، ومصر، والأردن، لأهداف من بينها التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.

وقالت المصادر للوكالة، إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتًا اسم “تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي” خلال قمة تقرر مبدئيًا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول، على الرغم من أنهم أشاروا إلى أن الأزمة مع قطر قد تشكل عقبة كبرى أمام الأمر.

خلاف عميق

بعد مرور الأشهر الأولى على اندلاع أزمة الخليج، أصبح الخلاف يتجذر أكثر فأكثر، ففي حين أصرت دول المقاطعة على مطالبها من قطر، سلكت الأخيرة خطًا معاديًا بالتقرب أكثر من إيران والدخول في حلف مع تركيا.

وقطعت قطر شوطًا جيدًا في العلاقات مع طهران، بعد أن كانت تحارب حليف طهران في اليمن، ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

انعكس تقارب العلاقة بين الدوحة وطهران في تصريحات المسؤولين من الطرفين، وخطوات فعلية على الأرض، لعل آخرها مطالبة قطر من إيران بزيادة حركة المرور بين مينائي “بوشهر” و”حمد” لتعزيز التجارة بين البلدين.

اقرأ أيضًا: سيناريوهات متتابعة ترسم ملامح حرب حقيقية بين إيران والولايات المتحدة

“نظرًا لأن قطر تخضع للحظر من قبل الإمارات والسعودية، أبلغناهم بإمكانية الاستفادة من ميناء بوشهر لتصدير واستيراد بضائعم”، قال هادي حق شناس، مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية.

وأضاف شناس، في تصريحات نقلتها وکالة (إرنا) الإيرانية أنه يتم حاليًا نقل جزء من الإنتاج الزراعي من بوشهر إلى ميناء حمد في قطر، مشيرًا إلى إمكانية نقل البضائع العابرة من تركيا والدول المجاورة الأخرى إلى موانئ قطر، باستخدام خطوط الشحن المناسبة من ميناء بوشهر.

هذا التقارب يَصْب في اتجاه الاستنتاج بأن قطر تتجه للانفصال عن العلاقة مع الخليج تمامًا.

لكن قد يكون من هذا التقارب مع إيران، نقطة انطلاق أمريكية للضغط على الدوحة لثنيها عن ذلك، خصوصًا أن الأخيرة لا يمكن أن تقامر في استعداء الولايات المتحدة، وهي التي تحتضن أكبر قاعدة أمريكية، وسعت بشكل حثيث لاسترضاء اللوبيات المؤثرة في واشنطن لخلق موقف أمريكي معتدل في أزمة الخليج، بعد أن أعلن ترامب في بدايتها وقوفه إلى جانب السعودية، وإدانته لتمويل قطر للإرهاب.

ماذا يمكن أن تضيف قمة أمير الكويت مع ترامب؟

في تصريحات له، قال سفير الكويت لدى الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح إن زيارة أمير البلاد إلى واشنطن بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وقال السفير إنه “يجب النظر إلى هذه الزيارة التاريخية كبداية لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، إذ نتطلع الآن إلى الـ25 سنة القادمة من العلاقات الكويتية-الأمريكية، ووضع أسس جديدة لدفعها إلى مراحل متقدمة”.

وأضاف أن الأمير سيعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا أن ملف الإرهاب يتصدر أولويات البلدين، وسيتم بحثه على مستوى القمة، إذ أن الكويت تعتبر شريكًا رئيسًا في الحرب على “الإرهاب”.

قد يتجه ترامب في ظل تعقيدات الأزمة الخليجية مع قطر، للتوافق مع الكويت التي أخذت موقفًا محايدًا تجاه أزمة الجيران، على تشكيل حلفه ضد إيران.

لكن ذلك لا يستبعد ما يتوقعه مراقبون من أن زيارة الشيخ صباح، تأتي تحت إطار تحرُّك دبلوماسي كويتي لعقد اجتماع قمة بين أطراف الأزمة الخليجية، في سبتمبر/أيلول الجاري.

ولعل ما يدفع واشنطن التي لم تُبْد أي تحرك ملموس لرأب الصدع الخليجي في بدايته، إلى الاهتمام أكثر هو إلغاؤها الاتفاق النووي مع طهران، ودخول مرحلة تحد لتقليم امتدادات الأخيرة في الإقليم.

 “الأزمة الخليجية بمنزلة صداع إستراتيجي في رأس واشنطن، التي تريد تحجيم إيران، وهي بحاجة إلى مساعدة حلفائها في الخليج العربي الذين يجب أن يكونوا متحدين”، قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير سابق.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة