شؤون عربية
ما وراء سقوط الإخوان في انتخابات نقابة مهندسي الأردن
جدل كبير في الشارع الأردني عقب كلمات نابية من نائب إخواني

كيو بوست –
على إثر الخسارة التي منيت بها جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين، ثار جدل واسع في الشارع الأردني، بعد أن وصف قيادي في الجماعة، الفريق الفائز بـ”المثليين واللادينيين”.
وللمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن، خسرت الجماعة منصب نقيب المهندسين في المملكة، بعد أن ظهر ذلك في نتائج انتخابات مجلس نقابة المهندسين بدورتها الـ28 للأعوام 2018-2021، التي جرت الجمعة.
وفاز أحمد سمارة الزعبي، المرشح عن قائمة النمو، بمنصب نقيب المهندسين، بحصوله على 7933 صوتًا، متقدمًا على مرشح قائمة “إنجاز” التابعة للإخوان المسلمين، النقيب السابق، عبد الله عبيدات، الذي حصل على 6790 صوتًا.
“ماسون ومثليين”
وأضاف نائب من الجماعة، جرعة جدل كبيرة إلى الخسارة، عندما وصف المهندسين الذين صوتوا ضد الجماعة بالمثليين وبقايا اليسار.
وكتب النائب الإخواني سعود أبو محفوظ على صفحته في “فيسبوك”: “بقايا اليسار بأنواعه، لها الحق الكامل للتحشيد ضد قائمة إنجاز في نقابة المهندسين، وكذلك الأمر لكافة العلمانيين والليبراليين وأبناء الطوائف، وفصائل حركة فتح القدامى والمستجدين من الملتزمين والمتفلتين، وفروع القوميين والناصريين والبعثيين والماسون والمستغربين واللادينين والمثليين، وهؤلاء وأولئك أمة من الناس لا يستهان بعددهم”.
ومن ضمن الردود، كتب النائب السابق ليث الشبيلات: “صحيح أن للإسلاميين خصومًا ومنافسين، ولكن العدو الأكبر للإسلاميين هو من داخلهم، ومن داخل نفوسهم، ومن تصرفاتهم المجانبة لمبادئهم”.
وبنوع من السخرية، كتب الكاتب الأردني أحمد أبو خليل: “لاحظوا أن المفردات الواردة تشكل جزءًا تقليديًا من خطاب الحركة باستثناء مفردة المثليين، فقد اعتادوا على كلمة لوطيين للدلالة على المعنى ذاته، فإنه يدل على اختيار دقيق وموفق لنقطة البدء في المراجعة الفكرية المطلوبة في مواجهة أزمات الأمة”.
وفي مقال بجريدة الرأي بعنوان “الحركة الإسلامية: شجرة نخرها السوس”، كتب طايل الضامن أن “ما تفوه به أبو محفوظ، يعزز ما كان يقوله خصوم الإخوان عنهم بأنهم «إقصائيون»، ولا يرون في الساحة غير تيارهم، ولا يملكون القدرة على التشارك مع الآخر، وهذا أحد أسباب فشلهم في مصر كما فسره البعض”.
السقوط ليس انتخابيًا فقط
وحازت خسارة الإخوان على اهتمام الوسط الثقافي والسياسي الأردني، واعتبرها كتاب ومحللون نقطة بداية لسقوط الجماعة سياسيًا.
في جريدة الدستور كتب فارس الحباشنة أن “سقوط الإخوان ليس انتخابيًا فحسب، إنما المسألة تمتد إلى مشروعهم السياسي، وهي رسالة سياسية مشفرة. وفي الأردن، المجتمع هو من حاكم مشروع الإخوان المسلمين لا قوى أخرى منافسة، لقد رأينا في الانتخابات النيابية والبلدية واللامركزية قوة وامتداد حضورهم السياسي والشعبي”.
وأضاف حباشنة أن “الفائز في انتخابات المهندسين ليس «قائمة نمو»، إنما المشهد، عبر عن تحريك للطبقة الوسطى، التي خرجت عن صمتها وحيادها المطبق، لتلعب دورًا مؤثرًا في إحداث التغيير، وتحمل مسؤولياتها الوطنية في تكريس التنوع والتغيير والمشاركة الديمقراطية كمنهج عمل”.
واعتبر أن المهندسين أعلنوا انتصارًا سياسيًا ومهنيًا وماليًا للنقابة، و”تخلصوا من سيطرة قلة قليلة تتحكم بأموال النقابة ومدخراتها وموجوداتها”، على حد قوله.
ووصف خسارة الجماعة بـ”نهاية لابتزاز يقام باسم الدين”.
وفي مقاله، أضاف الكاتب الأردني طايل الضامن أن الحركة الإسلامية فقدت الكثير من شعبيتها خلال السنوات الماضية، “نتيجة مواقف كثيرة خذلت فيها الشعب، فلم تعد جماعة الإخوان تيارًا مثاليًا ومقبولًا عند الكثيرين”.
ورغم عدم محاربة الجماعة داخل الأردن كما في دول أخرى وفقًا للضامن، إلا أن أعضاءها باتوا “يتنافسون على المصالح وعلى السلطة، ويتقاذفون الناس بعبارات عجز عنها “المثليّون”، فقد انحدرت اللغة وانحدر معه نسيج الحركة، فهي بحاجة اليوم إلى “التموضع”، وفق ما ورد في المقال.