الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

ما وراء إعلان المغرب قطع علاقاتها مع إيران

تاريخ طويل من الشد والجذب بين البلدين

كيو بوست –

أعلنت المملكة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية بالكامل مع إيران، على خلفية علاقات مشبوهة بين سفير طهران في الجزائر، وعناصر من جبهة البوليساريو التي تطالب بالانفصال عن المغرب.

وذكر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن بلاده أعلنت إيقاف العلاقات مع طهران، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد، بسبب علاقة بين “حزب الله والبوليساريو”. وأضاف الوزير أن بلاده قررت إغلاق السفارة المغربية في طهران، وطلبت من سفيرها هناك مغادرة البلاد.

اقرأ أيضًا: حرب وشيكة قد تندلع بين دول المغرب العربي بسبب جبهة البوليساريو!

وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت أن سبب الخطوة هو تورط حزب الله اللبناني، المدعوم بشكل مباشر من إيران، في علاقة مشبوهة مع الحركة الانفصالية “البوليساريو”، بما يهدد أمن المملكة المغربية، ويمس استقرارها بشكل مباشر.

وقالت الحكومة إنها تمتلك أدلة قاطعة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر منهم على أيدي عناصر الحزب، عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر.

وتمتلك جبهة البوليساريو الانفصالية مخيمات على الحدود المغربية الجزائرية، من جهة الجزائر، يقول المغاربة إنها مقرات لقيادات الجبهة. وحدثت خلال الفترة الماضية، مجموعة من التطورات في تلك المنطقة، كادت أن تتسبب في اندلاع حرب أهلية بين دول المغرب العربي، خصوصًا أن المغرب تتهم جارتها الجزائر بدعم الجبهة أيضًا.

 

أدلة دامغة

جاء الإعلان الأخير عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني، على خلفية ورود معلومات مؤكدة، حول علاقة مشبوهة بين حزب الله والبوليساريو.

وقال وزير الخارجية المغربي إن العلاقة بين الطرفين نشأت عام 2016، حين تشكلت لجنة دعم الشعب الصحراوي في لبنان، برعاية من حزب الله، تبعها زيارة وفد عسكري من الأخير إلى تندوف، التي تقع فيها مخيمات البوليساريو على الحدود الجزائرية.

وكانت نقطة التحول، بحسب بوريطة، في 12 آذار 2017، حين أوقف المسؤول في مالية حزب الله قاسم محمد تاج الدين في مطار الدار البيضاء، بناء على مذكرة اعتقال دولية بتهمة تبييض الأموال والإرهاب، خصوصًا أنه على قائمة الإرهاب الأمريكية.

اقرأ أيضًا: مسارات المخدرات المشتركة بين العصابات الإجرامية وحزب الله

 

تاريخ العلاقات بين البلدين

لطالما كانت العلاقات بين المغرب وإيران علاقات حذرة، تتحكم فيها أسس البرغماتية السياسية. قبل عام 1979، تمتعت العلاقات بين الدولتين بنوع من التوافق. وقد منحت المملكة المغربية حق اللجوء السياسي لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي، الذي كان على علاقة شخصية بملك البلاد في حينه حسن الثاني. لم يرق الأمر لحكام إيران الجدد، الأمر الذي أدى إلى تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ومع بدء تحركات جبهة البوليساريو من أجل استقلال “الجماهيرية الصحراوية”، قامت إيران بتمويل وتسليح وتدريب عناصر الجبهة. ومع اندلاع الحرب الإيرانية العراقية، وقفت المغرب إلى جانب شقيقتها العراق، الأمر الذي أغضب “المرشد الأعلى”، لتستمر العلاقة بين شد وجذب حتى بداية الألفية الجديدة.

ومع وقوف المغرب إلى جانب شقيقتها البحرين في أزمة 2009، أعربت إيران عن رفضها لهذه الخطوة، وقامت على إثر ذلك بإصدار بيان يعترض على دعم المغرب للبحرين، فيما اعتبرت المملكة الإفريقية أن البيان يحتوي “عبارات غير مناسبة”. بعد شهر واحد من تلك الأزمة، أي في آذار 2009، أعلنت المغرب قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بعدما ظهرت أدلة على قيام “الجمهورية الإسلامية” باستغلال السفارة في الرباط من أجل نشر مبادئ التشيع بين المغاربة. واعتبرت -حينها- المغرب أن طهران تحاول تغيير أسس الهوية المغربية عبر تقويض المذهب المالكي السني الذي تتبناه المملكة.

عام 2014، أعطت المغرب فرصة أخيرة لإيران، ووقعت معها اتفاقًا مشتركًا للتعاون، واستعاد الطرفان العمل في سفارتي البلدين. وكبادرة حسن نية، أرسل الملك محمد السادس رسالة للرئيس الإيراني حسن روحاني يعبر فيها عن رغبته بالعمل سويًا “من أجل إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين”.

ووصولًا إلى الإعلان الأخير، تبين أن طهران لم تحترم “العلاقات بين البلدين”، عبر تيسير السفارة الإيرانية في طهران عمليات تواصل وتدريب عسكري بين عناصر من حزب الله اللبناني والبوليساريو الانفصالية.

اقرأ أيضًا: لماذا اختار حزب الله منطقة حدودية في أمريكا اللاتينية كمنصة لأنشطته؟

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة