الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
كيف ننظر إلى الميليشيات الإيرانية في المنطقة العربية؟
تصدير الثورة هو ما يحرك المقاتلين!

كيو بوست –
بحسب الصحافة الإيرانية، تشمل نشاطات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة 6 جبهات هي: العراق، ولبنان، وسوريا، وأفغانستان، واليمن، وفلسطين. وبينما تقوم إيران بنشر صور مقاتليها باستمرار في سوريا والعراق، لا تقوم بذلك في بقية الجبهات.
ويقدر محللون غربيون أعداد القوات الإيرانية المقاتلة في سوريا بـ16 ألف جندي، إضافة إلى 60 ألف شيعي يندرجون تحت ميليشيات متعددة الجنسيات تسيطر عليها طهران. أما لواء فاطميون فيتكون من مقاتلين شيعة أفغانستانيين، جندتهم إيران بعد أن أصبحوا لاجئين لديها على إثر الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979. كما يمتلك حزب الله قرابة 10 آلاف مقاتل كحد أدنى.
اقرأ أيضًا: مؤسسة أمريكية تكشف معلومات صادمة حول وكلاء إيران في المنطقة العربية
تحليلات خاطئة
يصف كثير من المحللين الميليشيات الشيعية الإيرانية في المنطقة العربية بأنها مجموعات تقاتل من أجل المال، وبأنها تندفع إلى القتال بدافع الفقر واللجوء. لكن هذا التحليل يسقط البعد العقائدي الذي تقدمه مثل تلك الميليشيات، الأمر الذي يستلزم إعادة لبناء بعض الأفكار التي تتعلق بتلك التنظيمات.
بحسب التصريحات الرسمية في إيران، تحاول طهران بناء مركزية لها في العالم الإسلامي. وفي إطار تلك المركزية، يسعى نظام ولي الفقيه إلى التواجد في الساحات الحساسة والإستراتيجية في المنطقة. تعتبر إيران أن لديها الحق في تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة من أجل تعزيز هذا التواجد، الأمر الذي عبر عنه الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري، حين قال: “في العراق، لدينا جيش شعبي متصل بالثورة الإسلامية، ويفوق تعداده حزب الله في لبنان عشرات المرات، فضلًا عن حلقة المقاومة المركزية في سوريا، على الأرض هناك جيش من الناس المعبئين والمرتبطين بالثورة الإسلامية… إن حاصل هذه المجاهدة العاشورائيّة من شأنه أن يغيّر موازين القوى لصالح الجمهورية الإسلامية”.
اقرأ أيضًا: كيف وصلت الدبابات الأمريكية إلى الميليشيات الإيرانية في العراق؟
وحول ذلك، تستحضر الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي مقولة “تصدير الثورة” كفعل لازم لهذه المركزية، تحاول إيران من خلالها الوصول إلى “ثورة إسلامية” في مناطق أخرى غير إيران، حتى بات قائد فيلق القدس قاسم سليماني يتباهى بنفوذ يمتد من اليمن إلى لبنان.
15 يومًا
يذكر أحد قادة لواء الفاطميين الذي يقاتل حاليًا في سوريا أن اللواء كان قد تأسس قبل بدء الحرب السورية، على يد الأفغان الذين تلقوا الدعم من الحرس الثوري، تحت مسمى جيش محمد، قبل أن يؤيدوا الثورة الإسلامية، ويتحولوا إلى قوة من قوات الخميني.
ويضيف القائد –يُدعى سيد إبراهيم- أن قادة اللواء في طهران طالبوا بلادهم بالمشاركة في الحرب السورية، الأمر الذي وافق عليه الحرس الثوري. وتشكلت النواة الأولى للمتوجهين إلى سوريا من 25 شخصًا، وعملت كقوة صغيرة إلى جانب مجموعات عراقية أخرى، قبل أن يتضاعف أعداد مقاتليها.
اقرأ أيضًا: مقتل جنرال إيراني يكشف معلومات خطيرة حول فيلق القدس السري
كما يذكر أحد قادة الحرس الثوري حسين همداني –الذي قُتل في حلب- خطة كان يقوم عليها، تتلخص بأن يجري اجتذاب الشباب، وتقديم دورات مكثفة لهم خلال 15 يومًا على استخدام السلاح، من أجل الزج بهم في ساحات المعارك السورية، لمناصرة النظام هناك. يقول همداني: “لقد كان القائد خامنئي يرى أن سوريا هي عمقنا الإستراتيجي، ولهذا كنا هناك”.
كخلاصة، يمكن القول إن الاعتقاد بأن الميليشيات الإيرانية في المنطقة العربية تقاتل من أجل المال فقط، قد لا يكون صحيحًا بالمطلق، لكنه -في الواقع- مدفوع بالعقائد التي ترى ضرورةً في تصدير الثورة الإيرانية إلى العالم الإسلامي، الأمر الذي تسعى من خلاله طهران إلى فرض نفوذها على دول المنطقة.