الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
ما هي الأسباب الحقيقية وراء انسحاب قطر من أوبك؟
هل يؤثر الانسحاب في المنظمة؟ أم في قطر نفسها؟

كيو بوست –
في خطوة مفاجئة، قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، اليوم الإثنين، إن بلاده ستنسحب نهائيًا من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بدءًا من يناير/كانون الثاني 2019.
ويأتي القرار بعد أقل من شهر على دخول المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، المتعلقة بمحاصرة إنتاج النفط في إيران، والتعامل معه على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا: 87 مليار دولار ديون الحكومة القطرية للبنوك، وعجز في الأصول الأجنبية
ما علاقة المقاطعة الخليجية؟
ورغم أن قطر لا تصدر إلا 600 ألف برميل يوميًا من النفط -وهو إنتاج ضعيف نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى في المنظمة؛ إذ تنتج السعودية مثلًا 11 مليون برميل يوميًا- إلا أن مراقبين ينظرون بعين الريبة تجاه الحركة القطرية، خصوصًا أن الإعلان عن الانسحاب يسبق التنفيذ الفعلي للخطوة بشهر واحد فقط، أي بداية يناير/كانون الثاني المقبل، وهو وقت غير كافٍ لدراسة تبعات الانسحاب من جميع الجوانب.
وفي 6 و7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ستجتمع دول الأوبك بهدف بحث تخفيض الإنتاج. ورغم أن قطر ستكون حاضرة في هذا الاجتماع، إلا أن توقعات تشير إلى أنها لن تلتزم بما سيصدر عنه من قرارات ستتخذها منظمة منتجي النفط العالميين؛ لأنها ستكون خارج المنظمة مع مطلع 2019.
وقال الكعبي إن قرار الانسحاب لا يتصل بقرار المقاطعة الخليجية لبلاده؛ وإنما الرغبة في تطوير قطاع آخر هو قطاع الغاز الطبيعي، إذ تعتبر قطر المصدر الأول في العالم للغاز المسال في العالم، وتخطط لزيادة إنتاجه من 77 مليون طن سنويًا، إلى 110 ملايين.
يذكر أن الإعلان الأولي عن هذه الزيادة جاء في 5 يوليو/تموز 2017، أي بعد شهر واحد على بدء المقاطعة الخليجية، وبتأثير مباشر منها، لكن قطر اليوم تزعم أن القرار ليس له علاقة بذلك!
اقرأ أيضًا: تفاصيل كاملة: كيف أثرت المقاطعة الرباعية على القطاع السياحي في قطر؟
تأثير ضئيل في المنظمة
وبحسب مراقبين، فإن تأثير قطر في قرارات إنتاج المنظمة كان تأثيرًا محدودًا، ما يعني أن خروجها لن يؤدي إلى تغيير فعلي في سياسات أوبك. ورغم أن قطر تعهدت بالالتزام بالتعهدات المتعلقة بشأن الدول التي لا تنتمي إلى أوبك، إلا أن مراقبين يتخوفون من أن يكون الانسحاب مقدمة للاتجاه نحو إيران، بهدف التقليل من آثار العقوبات الأمريكية على طهران، خصوصًا المتعلقة بالنفط. ومن المتوقع أن تعلن الدوحة في الربع الأول من 2019 أن تعلن عن شركائها الذين اختارتهم من أجل بناء أكبر وحدة لتكسير الإيثان في العالم، إضافة إلى بناء 4 وحدات إضافية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، المقرر في منتصف 2019، ما يزيد المخاوف من أن تكون إيران هي أحد الخيارات.
ويرى محللون أن القرار اتخذ في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه قطر بسبب المقاطعة الخليجية التي بدأت على خلفية اتهامات للدوحة بدعم جماعات متطرفة في المنطقة، بالتزامن مع عدم مقدرة الدوحة على التعاطي مع سياسات أوبك لضبط السوق وإعادة الاستقرار لسوق النفط على مستوى العالم.
الوزير الكعبي قال خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الانسحاب: “بالنسبة لي، [لماذا] أضع جهودًا وموارد ووقتًا في منظمة نحن بها لاعب صغير للغاية، ولا قول لنا فيما يحدث… عمليًا هذا أمر غير فعال، وبالتالي بالنسبة لنا من الأفضل التركيز على إمكانية النمو الكبيرة لدينا“.
اقرأ أيضًا: بسبب المقاطعة الخليجية: الاقتصاد القطري في مهب الريح
وقال مصدر في أوبك لرويترز إن القرار رمزي لأن القطريين “ليسوا منتجًا كبيرًا”.
وقالت رئيسة تحليلات النفط لدى إنرجي أسبكتس للاستشارات، أمريتا سين، إن انسحاب قطر ”لا ينال من قدرة أوبك على التأثير؛ إذ أن قطر لاعب صغير جدًا“.
تأثير كبير في قطر
وقال محللون وخبراء لشبكة العين الإخبارية إن الانسحاب القطري يؤكد عمق الأزمة التي تعاني منها صناعة الطاقة في قطر، بعد تأثر الاقتصاد المحلي بفعل المقاطعة.
وقال الخبير الاقتصادي محمد سلامة إن “الانسحاب لن يؤثر بالمطلق في المنظمة، لكن تبعاته على قطر ستظهر عقب خروجها الرسمي”. وقال أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية في القاهرة، ثروت راغب، إن القرار سياسي من أجل لفت الأنظار، وهي محاولة لتكون قطر من خلالها بؤرة الأحداث في المنطقة”، مستغربًا من ربط القضية من بالغاز المسال؛ إذ تحاول الدوحة إثارة البلبلة في سوق النفط بعد هبوط الأسعار خلال الفترة الأخيرة، بحسب ما قال.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا