ترجماتثقافة ومعرفةمجتمع

ما هو تأثير حفظ الأسرار في العلاقات الزوجية؟

كيف يمكن أن يؤثر الكذب فينا؟

ترجمة كيو بوست –

جميعنا لدينا أسرارًا تثقل كاهلنا، فوفقًا لدراسة نشرت العام الماضي في المجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، فإن الناس يحتفظون بـ13 سرًا بالمتوسط، وإن أكثر الأسرار شيوعًا هي التي تخص الطبيعة الجنسية. لكن جميع الأسرار -إن كانت كبيرة أو صغيرة- لديها تأثير عميق في الأشخاص وفي حياتهم الزوجية، حتى إن لم يلاحظوا ذلك.

قرأ أيضًا: عليك التخلص من أسرارك الآن، والسبب!

وجود الأسرار في العلاقات الزوجية شائع جدًا، ولها تأثيرات في الصحتين العقلية والبدنية، لأن العقول تميل إلى التفكير كثيرًا فيها، ما يؤدي إلى تقليل شعور الفرد بالرفاهية والراحة، بحسب ما خلصت إليه دراسة للأستاذ في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا “مايكل سليبان”، وهي الأحدث فيما يخص تأثير الأسرار في الأشخاص.

وتشير ورقة بحثية للأكاديمي في جامعة الشرق الأوسط التقنية “أحمد أويصال”، نشرت عام 2012، إلى أن حفظ الأسرار عن الشريك، يجعله أقل ثقة وتشككًا بحافظ السر، ويؤدي إلى الإضرار بالعلاقة في نهاية المطاف. في السياق ذاته، وجد باحثون بلجيكيون أن الأسرار ذات الأهمية وغير السعيدة، كان لها تأثير سلبي في صحة حافظها، وتسبب له الشعور بالعار والخجل والذنب باستمرار.

 

البوح بالأسرار يعزز احترام الذات

كشفت دراسة لجامعة سانتا باربرا أن البوح بالأسرار يساعد في إنهاء القلق بشأنها، ويعزز من احترام الذات، ولكن فقط في حال الحصول على ردود أفعال إيجابية من الشخص المقابل.

وفي الاتجاه ذاته، أشارت دراسة أخرى إلى أن الكشف عن الأسرار قد يشعر الأشخاص بتحسن، في حال لم يحاكموا بقسوة على ما قالوه. ونستنتج من ذلك، أن حاملي الأسرار يفضلون البوح بأسرارهم لأشخاص يعتقدون أنهم سيخبروهم بما يودون سماعه للتخفيف من آثار الكشف عن الأسرار.

 

الآثار البدنية لحفظ الأسرار

هناك الكثير من الأدلة الكافية لمعرفة أن الأسرار قد تسبب الإجهاد والقلق وتؤثر في صحة العلاقات؛ فبحسب الطبيب النفسي السريري جون غاريسون، يزيد حفظ الأسرار وعدم البوح بها من الأنسولين في الجسم وهرمون الكورتيزول، ويمكن أن يسبب خفقان القلب، ويؤثر في الدماغ.

تعتمد هذه الآثار على الطبيعة النفسية للشخص، فعلامات الإجهاد الفسيولوجي لن تحدث مع أشخاص لم تجعلهم الأسرار يشعرون بالقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه العلامات لن تزعج بعض الفئات المحددة من الأشخاص: كالمرضى النفسيين، والسيكوباتيين، والنرجسيين على سبيل المثال.

 

الصدق عامل رئيس في السعادة الزوجية

في المقابل، هناك أشخاص لا يخفون أسرارًا عن شركائهم ويتعمدون أن يحافظوا على صدقهم، لسبب واحد فقط هو “الخوف” من حدوث أشياء سيئة في حال الكذب، كأن تنكشف كذبتهم، أو حدوث خسارة فادحة.

يقول عالم الاجتماع كارل بليمر إن الصدق هو العامل الرئيس في إبقاء الأزواج سعداء على المدى الطويل، ففي مقابلاته مع كبار في السن، أجابوا أن الصدق والاتصال المفتوح هما العنصران الأهم لعلاقات ناجحة ودائمة. وعندما سئلوا عما يأسفون عليه، جاء عدم الصدق تمامًا مع الشريك في المرتبة الأولى.

 

المصدر: Fatherly  

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة