شؤون خليجية

ما سر عداء الإخوان المسلمين للإمارات؟

الخطاب المعتدل لا يعجب جماعة الإخوان المسلمين

كيو بوست –

حلت دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة الدول العشر الأكثر أمنًا في العالم، ضمن تقرير التنافسية العالمية 2017-2018 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، رغم أنه يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، تمثل أكثر من 150 قومية وتستعمل 100 لهجة.

واحتلت الإمارات المرتبة الثامنة عالميًا في انخفاض معدلات الجريمة، حسب التقرير السنوي لمؤشر الجريمة العالمي على موقع موسوعة قاعدة البيانات الشهيرة “نامبيو”، كما تصدرت للسنة السابعة على التوالي القائمة كأفضل بلد للعيش فيه، متفوقة على الولايات المتحدة الأميركية وكندا وألمانيا بنسبة وصلت إلى 35% حسب نتائج استطلاع رأي الشباب العربي لسنة 2018.

ليس هذا فحسب، فقد سجلت كذلك المرتبة الأولى عربيًا والعشرين عالميًا في تقرير  السعادة العالمي لعام 2018، الصادر عن “معهد الأرض” في جامعة كولومبيا وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، كما تقدمت دولة الإمارات أربع مراتب في مجال الصادرات السلعية خلال عام 2017، لتتبوأ المركز 15 عالميًا، محافظة على صدارتها عربيًا وشرق أوسطيًا وإفريقيًا، متجاوزة كلًا من روسيا وإسبانيا وسويسرا، وذلك ضمن تقرير إحصاءات التجارة الدولية والتوقعات، الصادر عن منظمة التجارة العالمية لعام 2018، بالإضافة إلى تصدر الإمارات المركز الأول عربيًا والـ17 عالميًا في قائمة أكثر الدول تنافسية في مؤشر التنافسية الرقمية للعام 2018، الذي يصدره مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في مدينة لوزان السويسرية.

 

وسطية الإسلام لتعزيز التسامح

وعلى الصعيد الديني، تتبنَّى دولة الإمارات العربية المتحدة منهجًا فكريًا ودينيًا راسخًا ينطلق من الخلفية الثقافية والدينية المعتدلة لشعبها، معتمدة على الوسطية في منهجية الخطاب الديني في الدولة، حتى أصبحت خير من يمثل الإسلام الوسطي الذي يدعو إلى السلام والتسامح والتعايش السلمي، ومكنها من تقديم نموذج إيجابي للدولة التي تدافع عن الإسلام بوجهه المعتدل، بعيدًا عن التزييف، أو التمييع، أو التفسير المتشدِّد الذي ينبذ الآخر.

وحسب تقرير صادر عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء في الإمارات نهاية عام 2017، فإنه يوجد في مختلف أنحاء الدولة 6747 مسجدًا و163 مصلى للعيد، بالإضافة إلى 344 مسجدًا قيد الإنشاء، ومن المتوقع أن تتسلم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف 228 مسجدًا منها خلال العام الجاري، كما أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات “قانونًا اتحاديًا” خلال العام الحالي يختص بتنظيم ورعاية المساجد، وتستضيف الدولة سنويًا في رمضان عددًا كبيرًا من العلماء وشيوخ الدين ضمن برنامج تحت مسمى العلماء ضيوف رئيس الدولة، كما تنظم سنويًا جائزة دبي للقرآن الكريم التي تعتبر أكبر مسابقات العالم الإسلامي في حفظ القرآن وترتيله، بالإضافة إلى إطلاق وتأسيس “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” في مايو/أيار 2018، متخذًا من أبوظبي مقرًا له، ليكون كيانًا مؤسساتيًا يعزز دور المسلمين ويرتقي بممارساتهم التطبيقية في مجتمعاتهم، إلى جانب المحافل الدولية.

 

مواجهة التطرف محور الخلاف

تصاعد الاهتمام بالخطاب الديني في العالم العربي بشكل عام، منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وسط أجواء اضطراب واحتراب تشهدها الكثير من بقاع عالمنا الإسلامي، وتتخذ من الدين غطاء لها، إذ ظهرت دعوات متباينة للتعاطي مع الخطاب الإسلامي، تتراوح بين التخويف منه وربطه بالعنف والإرهاب تارة، والخوف من اختطافه من جانب تيارات متشددة تأخذ من الدين قشورًا، تارة أخرى.

وتبنت دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولية مواجهة ومحاربة الفكر المتطرِّف، وحققت نجاحًا كبيرًا على المستويَين الإقليمي والعالمي، ما جعلها نموذجًا رائدًا في أعين العديد من الدول الرامية إلى وضع منظومة فكرية-عسكرية-أمنية متكاملة لمواجهة خطر الإرهاب والخطاب المتطرِّف، كما مكَّنها من أن تكون أفضل شريك إستراتيجي لمواجهة الإرهاب العالمي، ومحاربة الفكر المتشدد، فضلًا عن تمكنها من تقديم نموذج إيجابي للدولة التي تدافع عن الإسلام بوجهه المعتدل، بعيدًا عن التزييف، أو التمييع، أو التفسير المتشدِّد الذي ينبذ الآخر، ولعبت دورًا محوريًا في ترسيخ صورة الإسلام المعتدل.

 

إجراءات الإخوان العدائية ضد الإمارات

اختلاف فكر الإسلام المعتدل الذي تبنته الإمارات مع فكر الإخوان التكفيري، بالإضافة إلى جهود الحكومة في مواجهة الفكر المتطرِّف، لم يرق لقيادة جماعة الإخوان، وجعلها تتخذ من الإمارات عدوًا لها، كعادتها مع كل من يتعارض مع فكرها، وهذا الحقد جعل الإخوان يخططون لتنشيط خلاياهم النائمة في دولة الإمارات كتنظيم سري غير شرعي للسعي إلى الاستيلاء على نظام الحكم، وذلك بالتوازي مع أبواقها الإعلامية الخارجية، للعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتشويه سمعة الإمارات بما يضر بسيادتها وصورتها الحقيقة بمعلومات وتقارير مغلوطة وملفقة، لتبدأ بعدها حرب الإخوان الخبيثة ضد الإمارات ونظامها.

في منتصف يوليو/تموز 2012، أعلنت السلطات الإماراتية تفكيك مجموعة “سرية”، قالت إنها كانت تعد مخططات ضد الأمن وتناهض دستور الدولة وتسعى للاستيلاء على الحكم، واعتقلت السلطات في إطار هذه القضية العشرات من المشتبه بهم. وكان معظم الموقوفين في تلك القضية ينتمون إلى جمعية الإصلاح الإسلامية المحظورة القريبة من فكر الإخوان المسلمين، مما كشف حينها خيوط المؤامرة التي فشلت في خطوتها العملية ضد النظام الإماراتي، وجعلها الهدف الأساسي في مواجهتها العلنية.

هذه هي الأسباب وراء حقد الإخوان على الإمارات وعدائها المستمر لنظام الحكم فيها، ومع هذا تبقى الإمارات محور تجديد الخطاب الإسلامي وتساهم بامتداداته إلى ساحات أرحب، تسمح بصدور خطاب جامع للأمة يحتضن أفكار ورؤى علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة