الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةملفات مميزة

ما حقيقة “الزر النووي” الذي يمتلكه كيم أون وترامب؟

كلمة السر لشن الحرب النووية "بسكوتة"!

ترجمة كيو بوست –

تبادل كل من رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراشق التهديدات مؤخرًا، بخصوص “زر نووي” موجود على مكاتبهم، في إشارة للقدرة على شن حرب نووية بكبسة زر وفي فترة قصيرة جدًا. وكان كيم قد وجه تحذيرًا إلى واشنطن في خطاب له بمناسبة العام الجديد، قائلًا إن بلاده “قادرة على مواجهة أي تهديد نووي من الولايات المتحدة، وهي تملك قوة (ردع) قادرة على منع الولايات المتحدة من اللعب بالنار”، مضيفًا أن “الزر النووي موجود دائمًا على مكتبي. على الولايات المتحدة أن تدرك أن هذا ليس ابتزازًا، إنما الواقع”.

بدوره، رد ترامب ساخرًا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بقوله: “نحن أيضًا لدينا زر نووي، لكنه أكبر، وأقوى، والأهم من ذلك أنه يعمل!” في إشارة إلى أن “زر” كوريا الشمالية وهمي ولا يعمل.

ولكن هل يوجد فعلًا “زر نووي” على مكتب كل منهما؟ وما أصل العبارة التي جاءت منها؟

تعقب الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز راسل جولدمان أصل العبارة ووجد أنها تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وتدل -وفقًا لجولدمان- على الاستعداد لشن حرب نووية، كما ويستخدم هذا المصطلح كثيرًا في المناظرات الانتخابية في الولايات المتحدة. وقد كان آخرها ما ورد على لسان هيلاري كلينتون في مناظرات الرئاسة الأمريكية عام 2016: “ترامب يجب أن لا يضع إصبعه على الزر النووي، أو على الاقتصاد الأمريكي”.

 

ولكن فعليًا كيف يعلن ترامب شن الحرب النووية؟

تختلف كل دولة في طريقة شن ضربة نووية، وبالرغم من أن تغريدة الرئيس ترامب كانت “لدي زر أكبر، وأقوى وأكثر فعالية، من الذي يملكه الرئيس كيم!”، إلا أنه في الحقيقة ليس هناك “زر نووي” حقيقي، وإنما توجد حقيبة تبلغ من الوزن 20 كغم، وتعرف باسم “كرة القدم النووية” يحملها مرافقو الرئيس في جولاته. ويتم تعيين حراسة مشددة على الحقيبة مكونة من خمسة حراس من مختلف فروع القوات المسلحة. والرئيس الأمريكي هو الوحيد الذي يملك قرار إطلاق الرؤوس النووية باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ إذ يتم إطلاق الترسانة النووية عن طريق تفعيل شيفرات خاصة، يتم حفظها في الحقيبة.

وتحتوي الحقيبة أيضًا مجموعة من التعليمات حول كيفية إطلاق الترسانة النووية، إضافة إلى لائحة المواقع التي من الممكن استهدافها بـ900 رأس نووي. كما تحتوي على جهاز استقبال وإرسال راديوي، ورمز للتصديق على هوية الرئيس، ومستندات ورقية؛ أكثرها أهمية ما يسمى بالكتاب الأسود المكون من 75 صفحة تحتوي على وصف للأهداف المحتملة، وعدد الضحايا المحتمل وقوعهم جراء الضربات النووية.

وفي حال أراد الرئيس ترامب شن حرب نووية، فعليه أولًا أن يثبت هويته من خلال رمز من المفترض أن يحمله في كل الأوقات، وغالبًا يطلق على هذا الرمز اسم مستعار هو “البسكوتة”!

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة قد كتب متخوفًا من طريقة شن الحرب النووية، أن “رئيس الولايات المتحدة لا يحتاج إلى موافقة أي شخص لشن ضربة نووية؛ بما في ذلك الكونغرس أو الجيش”، وأن “هذا القرار يجب أن يؤخذ في غضون لحظة”، وما تزال هذه الإجراءات مطبقة بالرغم من مطالبة العديد من السياسيين بأن تؤخذ موافقة أطراف أخرى قبل أن يشن الرئيس حربه.

 

ماذا عن كوريا الشمالية؟

لا تتوفر معلومات دقيقة عن آلية شن ضربة نووية من قبل كوريا الشمالية، بسبب الغموض والسرية اللذين يحيطان بكوريا الشمالية ونظامها السياسي، ولكن من المعلوم أن كيم جونغ أون، هو الوحيد الذي يملك القرار في هذا الموضوع.

ومع ذلك، فمن المرجح عدم وجود “زر نووي” حقيقي على مكتب أون حتى بعد تهديده بأن صواريخه الباليستية العابرة للقارات قادرة على ضرب أراضي الولايات المتحدة، بكبسة زر، وخلال وقت قصير.

والسبب وراء ذلك يعود إلى أن عملية تجهيز الصواريخ النووية التي يمتلكها أون عملية معقدة تحتاج وقتًا طويلًا؛ على أقل تقدير بضع ساعات، وذلك لأن صواريخها تعمل بالوقود السائل الذي لا يحتمل تخزينه لفترة طويلة؛ أي أن عملية إطلاق الصاروخ الباليستي تحتاج تجهيزات قبل فترة طويلة نسبيًا.  

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة