الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
ما بعد الانسحاب: هذه هي الخطوات الأمريكية المحتملة ضد إيران
ما الخطوات الأمريكية التي قد تتبع الانسحاب من الاتفاق النووي؟

كيو بوست –
أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عكس الموقف الدولي من جديد، وأعلن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران من طرف واحد.
وحسم ترامب الجدل حول قراره، الثلاثاء، في إعلان سيكون له تأثيراته طويلة المدى وفق مراقبين.
اقرأ أيضًا: من تاريخي إلى “كارثي”: قصة الاتفاق النووي مع إيران
فماذا يمكن أن يتبع هذا القرار من الطرف الأمريكي؟
ويرى المدير التنفيذي لمعهد واشنطن للدراسات روبرت ساتلوف أن 4 خيارات رئيسة ستتبلور حول الإستراتيجية تجاه إيران بعد الانسحاب:
1- التفاوض على اتفاق أفضل يقوم بتصحيح عيوب الاتفاق الأصلي، من خلال تضمين قيود دائمة على التخصيب، وفرض حظر على تطوير الصواريخ الباليستية، واعتماد نظام تفتيش أكثر دقة.
وفي هذا البند، يوضح سالتوف أن تحقيقه يتطلب ضغطًا يُجبر إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات، ويشمل ذلك إعادة فرض العقوبات التي وضعتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وربما فرض غرامات ثانوية على الدول التي لا تقلّص مشترياتها من النفط الإيراني إلى مستويات منخفضة بما فيه الكفاية.
2- التفاوض على اتفاق آخر مختلف.
من المعروف أن مسألة الاتفاق لم تعد الأبرز على سلم السياسات الأمريكية، بقدر ما تبرز مسألة التوسع في الشرق الأوسط، والتواجد العسكري الإيراني في سوريا.
ومن باب التماشي مع مصالح إسرئيل، التي تستحوذ على حصة كبيرة من السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، قد يعود ترامب إلى اتفاق يشمل هذا الوجود الإيراني.
يقول ساتلوف إن المطالبة باتفاق جديد في حال حصلت، فإنها ستتناول الأنشطة الإقليمية الإيرانية في سوريا والعراق وغيرها من البلدان.
اقرأ أيضًا: تقديرات إسرائيلية: 6 دول عربية تتسابق لامتلاك السلاح النووي
3- إطلاق سياسة تسعى إلى تغيير النظام
“قد يأتي هذا النهج الجريء نتيجة تقييمٍ يبرز فيه فساد النظام في طهران، بحيث لن ينفع معه أي اتفاق”، يقول ساتلوف.
ويرى أن إحداث تغيير في النظام يمكن أن يأخذ أشكالًا عديدة، مع استبعاد احتمال قيام مواجهة عسكرية. ولكن من شأن تحديد الهدف فقط أن يرسم مسارًا جديدًا للانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط.
4- تنفيذ إستراتيجية الانكماش في الشرق الأوسط
على غرار ما يلوح به ترامب مرارًا من نيته الانسحاب من سوريا، قد يتبع الانسحاب من الاتفاق النووي تقليص الولايات المتحدة لما اعتبره ساتلوف “المشاكل الخطيرة والمستعصية في المنطقة”، وذلك من خلال تراجع حضورها في الشرق الأوسط.
“وفي هذا السيناريو، ستواصل الولايات المتحدة تقديم، أو حتى، بيع الأسلحة إلى حلفائها المحليين لكي يتمكنوا من مواجهة إيران ووكلائها”، حسب ساتلوف.
لكنه يؤكد في الوقت ذاته، أنه من الصعب تصور أي احتمال قد يلجأ له ترامب، لغياب التماسك الإستراتيجي في الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بإيران والشرق الأوسط على نطاق أوسع.
كيف سيؤثر هذا القرار على إيران؟
في تقريرها، تقول مجلة فورين بوليسي، إن العقوبات التي فرضت في عام 2012، خفضت صادرات إيران النفطية إلى النصف، وتسببت في اضطرابات اقتصادية هائلة في البلاد، مما ساعد على جلب إيران إلى طاولة المفاوضات.
اقرأ أيضًا: كيم أون يخشى “مصير صدام”: ما أسباب تخليه عن النووي؟
ودفع الاتفاق النووي ورفع العقوبات صادرات إيران إلى الارتفاع إلى 2.6 مليون برميل نفطي في اليوم.
ومن وجهة نظر المجلة فإن ترامب يأمل بأن يجبر تجديد العقوبات إيران على الخضوع لفرض قيود أشد على برنامجها النووي.
لكن تأثير هذه العقوبات لن يكون كبيرًا بقدر ما كان عليه في عام 2012، حسب المجلة. وهذا قد يرجع إلى الدول الأوروبية التي تعارض الانسحاب من الاتفاق.
كيف سيكون رد فعل أوروبا؟
مع اقتراب موعد الإعلان الأمريكي، وصل إلى واشنطن كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تباعًا، لغرض إقناع ترامب بالعدول عن الانسحاب.
لكن اللقاءات لم تسفر عن أي نتيجة، وفق ما رشح من وسائل الإعلام. تقول المجلة الأمريكية، إنه “يمكن لقرار ترامب أن يتسبب في تصدع خطير في العلاقات مع حلفاء أوروبيين”.
وقال المسؤولون في أوروبا إنهم سيسعون إلى حماية الشركات الأوروبية من أية عقوبات أميركية، وذلك باستخدام ما يُطلق عليه “قانون الحظر” الذي وضع في تسعينيات القرن العشرين.
ولكن من غير الواضح ما إذا كان من الممكن الحفاظ على الصفقة “الاتفاق النووي” على المدى الطويل من دون الدعم الأميركي، حسب المجلة.
قد تفرض العقوبات الأميركية على الشركات الأوروبية أن تختار بين الاحتفاظ بالوصول إلى السوق الأميركية أو السوق الإيرانية. معظمها سوف تبتعد عن إيران بدلًا من المخاطرة بعقوبات أميركية مؤلمة، وفقًا للمجلة.
اقرأ أيضًا: سياسة الولايات المتحدة تجاه القوى النووية: صلابة ضد كوريا الشمالية، ومرونة ضد إيران