الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
ما الوعود التي قدمها جو بايدن إلى الإخوان المسلمين؟
في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية ووصوله إلى البيت الأبيض عمد المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى إطلاق سلسلة من الوعود لجذب الناخبين المسلمين

كيوبوست
مخطئ مَن يعتقد أن المرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، قد نال بسهولة دعم جماعات الضغط الإسلامية في البلاد؛ فالأصوات بدأت تتعالى للسؤال عن الثمن الذي تعهَّد بايدن بتقديمه إلى تلك الجماعات، لا سيما الإخوان المسلمين، حال وصوله إلى البيت الأبيض.
حسب المراقبين، لم يحدث أن كان أحد المرشحين إلى الرئاسيات الأمريكية من قبل قريباً إلى هذا الحد من التيارات أو الجمعيات ذات التوجه الإسلامي وبهذا الوضوح؛ هذا ما يمكن أن يلمسه المتتبع لحملة المرشح الديمقراطي جو بايدن، منذ انطلاقتها.
اقرأ أيضاً: فوز بايدن وشكل السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط!
حاول جو بايدن في كل اللقاءات التي نُظمت مع أكبر مجموعات من المسلمين الأمريكيين، تحت إشراف مستشاريه، أن يثبت بقدر ما يستطيع أنه على عكس خصمه الجمهوري تماماً؛ بل وعلى العكس من المرشحين الديمقراطيين السابقين ممن كانوا يخشون عادةً الاجتماع المباشر مع ممثلي الجالية الإسلامية، لا سيما الجماعات ذات الميول الإخوانية. انتهز بايدن الفرصة أكثر من مرة للتقرب من الجماعات الأكثر تأثيراً داخل الولايات التي تعيش فيها جاليات مسلمة مهمة من حيث العدد، دون النظر إلى خلفياتها وارتباطاتها.
استخدم بايدن أيضاً، في خطاباته الموجهة إلى تلك الفئة، مفردات عاطفية ترتكز على الدين، واعتمد كثيراً على تعابير إسلامية قلما تفوه بها مرشحون رئاسيون محتملون إلى البيت الأبيض؛ كان أبرزها حرية الاستشهاد بالنبي محمد، والحديث عما يصفه بالظلم والتعسف الذي طال المسلمين في عهد الرئيس دونالد ترامب، متعهداً بسرعة تصحيح أخطائه أو إلغاء الإجراءات التي اتخذها، بدءاً بالمرسوم الذي يقيد بشدة دخول الوافدين من العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

لم يتوقف جو بايدن عند هذا الحد؛ بل إنه تطرق إلى موضوعات قلما يتطرق إليها مرشحون للرئاسيات الأمريكية، لا سيما في هذه المرحلة التي تعكس تخوفاً من التيارات الإسلامية المتشددة، إلى درجة أنه دعا في أحد خطاباته إلى مناقشة تاريخ الإسلام، مقترحاً إدراجه في المناهج الدراسية، قائلاً: “أتمنى لو علمنا أكثر في مدارسنا العقيدة الإسلامية؛ هي من الأمور التي أجدها مهمة”، يقول أحد الصحفيين الذي تابع الخطاب: لا أذكر تصريحاً مشابهاً في حملة رئاسية أخرى.
مَن يستمع إلى لغة بايدن في خطاباته الموجهة إلى العرب والمسلمين الأمريكيين، يجدها لغة خطابية عاطفية بامتياز، صاغها دون أي شك مستشارون قد يكونون أقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين المعروفة بلغة الخطاب البراغماتي الرامي إلى اللعب على المشاعر الدينية.
اقرأ أيضاً: كيف حشد الإخوان المسلمون إمكاناتهم لدعم حملة الديمقراطي بايدن؟
لكن الأمر لا يتوقف هنا، فمقربون من حملة بايدن الانتخابية أشاروا إلى أن هذا الأخير قد تقدم بوعودٍ إلى الجالية المسلمة الأمريكية بأنه سيكون لها نصيب مهم من الوظائف في إدارته المقبلة، وعلى كل المستويات، ما يعني دون شك عودة المستشارين ذوي الميول الإخوانية إلى وزارات مهمة على؛ رأسها وزارة الخارجية الأمريكية، وقد يكون ذلك بشكل أبعد وأخطر مما ذهب إليه سلفه باراك أوباما.

في برنامج إذاعي بثه راديو “VCY America” أعرب المتداخلون عن مخاوف حقيقية بدأت تعتريهم من سياسة بايدن، يقول أحدهم: يجب أن ينتابنا القلق؛ لأن الإخوان المسلمين قد كثفوا بالفعل من أنشطتهم السياسية، وهو أمر حاولنا التحذير منه؛ فهم لايعتنقون مجرد دين ومعتقد بل أيديولوجية سياسية تسعى إلى فرض قانون الشريعة على الدساتير والقوانين الغربية، يجب أن نشعر بالقلق حيال التداعيات السياسية والتداعيات على أمننا القومي في ما لو سمح جو بايدن للإخوان المسلمين بالوجود في كل مستويات إدارته.
وعلى الرغم من أن نسبة الناخبين المسلمين لا تبدو بهذا الثقل الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن وجودهم المكثف في بعض الولايات قد يعطيهم كلمة الحسم النهائي، فهناك عدد كبير منهم في ولاية ميشيغان التي تعد إحدى أبرز الولايات المتأرجحة، كما أن هناك عدداً كبيراً منهم في فلوريدا؛ وهي ولاية أخرى يرغب جو بايدن في سرقتها من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.