الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

ما الذي يلزم لردع روسيا؟

دروس الولايات المتحدة من فشل أوكرانيا عام 2014

كيوبوست – ترجمات

جيم تاونسيند♦

بعد نحو ثماني سنوات من غزو روسيا لأوكرانيا، وضمها لشبه جزيرة القرم، تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم يفكرون في كيفية ردّ بوتين عن تهديد أوكرانيا إن لم يكن اجتياحها مرة أخرى، طمعاً في الحصول على تنازلاتٍ جديدة من الغرب. وفي المحادثات التي بدأت بين بوتين وبايدن، طرح الرئيس الروسي مطالب عالية السقف، يمكن أن تصلح لأن تكون نقطة بداية لمفاوضات مطولة أو ذريعة لتصعيدٍ كبير في النزاع القائم.

اقرأ أيضاً: ماذا يريد بوتين من أوكرانيا؟ روسيا تسعى لوقف توسع الناتو

وفي هذا السياق، كتب جيم تاونسيند في صحيفة “فورين أفيرز” مقالاً يرى فيه أن العقوبات الاقتصادية مهما كانت مؤلمة لن تكون كافية لردع الرئيس الروسي الذي أمضى السنوات التي تلَت المواجهة الأخيرة مع الولايات المتحدة في شحذ مهاراته في الترهيب، مستخدماً التعبئة العسكرية والتضليل الإعلامي، وزيادة التوتر لترهيب جيرانه. ولا شك في أنه عندما يتعلق الأمر بالعقوبات الاقتصادية فإن عتبة الألم عند بوتين مرتفعة للغاية، وهو يتمتع بمرونة سياسية عالية، ويثق ثقة تامة بأنه سيتغلب على خصومه الغربيين.

الولايات المتحدة تشعر بقلقٍ متزايد من التهديدات الروسية لأوكرانيا- الغارديان

ويرى تاونسيند أنه لردع بوتين يجب على واشنطن وشركائها إقناعه بأن استفزازاته ستقابل برد عسكري من شأنه أن يضعف تأثير تكتيكاته، ويقوض قدرة روسيا على الحصول على تنازلاتٍ قوية من جيرانها. ويؤكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم من خلال تعزيز وجودهم العسكري على طول الحدود مع روسيا أن يزيدوا ثقة الحكومات المجاورة بقدرتها على مقاومة البلطجة الروسية.

اقرأ أيضاً: بايدن يتوعد بوتين.. لكن هل يمكنه وقف غزو روسي آخر لأوكرانيا؟

في عام 2014 بعد أن استوعبتِ الولايات المتحدة وحلفاؤها صدمةَ الغزو الروسي لأوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم، اقتصر رد فعلهم على مجموعة من الإجراءات الاقتصادية المصممة لمعاقبة روسيا وردعها عن أي عدوان مستقبلي، ولكن من دون استفزاز بوتين أو التأثير على المصالح الغربية. كما أن المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا اقتصرت على المعدات غير الفتاكة فقط، ولم يقْدم الغرب على تسليحِ الجيش الأوكراني بالمعدات العسكرية الفتاكة الضرورية للوقوف في وجه بوتين وردعه عن التفكير في أي غزوٍ جديد. قدم الغرب الملايين في شكل تمويل ومعدات غير قتالية، وفرق تدريب للجيش الأوكراني، ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها رفضوا نشر قوات أو مجموعات قتالية كما فعلوا حين نشروا القوات في بعض الدول الأعضاء في الناتو في البلطيق وبولندا. وكان ذلك بمثابة إشارة التقطها بوتين، ومفادها أن الغرب لن يذهب للدفاع عن حليفٍ من خارج الناتو مثل أوكرانيا، وبأنه يستطيع أن يضايق جيرانه ويفلت من العقاب.

اليوم بوتين يهدد أوكرانيا بالحرب، وغداً قد يأتي دور جورجيا أو دول البلطيق- فورين بوليسي

ويخلص كاتب المقال إلى أن بوتين يستفيد دون شك من دروس غزو 2014، وهو يقيم النتائج المحتملة لغزوٍ جديد بالتزامن مع المحادثات مع الرئيس بايدن. ومرة أخرى لتجنب استفزاز موسكو مع بدء المحادثات، لم تقدم الولايات المتحدة، وحلف الناتو، أية مساعدات عسكرية فتاكة أو تعزز قواتها المنتشرة بالفعل في الدول المتحالفة معها والقريبة من روسيا.

اقرأ أيضاً: أوكرانيا عادت إلى الأجندة الروسية

وفي النهاية، فقد أثبتتِ العقوبات التي فرضها الغرب عام 2014 فشلها في ردع بوتين، بل أعطته شعوراً بالإفلات من العواقب. وأي حزمة جديدة من العقوبات ستكون مفيدة فقط إذا كانت مصحوبة بردٍّ عسكري قوي. وعندها فقط يمكن تخليص شعوب دول الكتلة السوفييتية السابقة من عبودية بوتين.

♦زميل أول مساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد، شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي للسياسة الأوروبية وحلف الناتو بين عامي 2009 و2017.

المصدر: فورين أفيرز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة