الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
ما الذي يفعله الرئيس العراقي في السعودية؟
برهم صالح في السعودية والعين على إيران

كيو بوست –
وصل إلى المملكة العربية السعودية، الرئيس العراقي برهم صالح، في زيارة رسمية تستمر ليومين، بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان. واستقبل الأخير الرئيس صالح مع وفده المرافق، الذي يشمل وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم ومسؤولين ومستشارين ومحافظين في العراق.
وكان برهم صالح قد تولى رئاسة الدولة العراقية في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أشهر من مباحثات مكوكية بين مختلف مكونات الشعب العراقي. ويحظى منصب الرئيس في العراق باحترام كبير، رغم أن النظام برلماني؛ أي لا يتمتع فيه الرئيس بسلطات واسعة، وإنما يتولى رئيس الوزراء معظم المسؤوليات. وتكمن أهمية الرئيس في التوقيع على الاتفاقيات الخارجية والمعاهدات، ما يخول برهم صالح التواصل مع دول أخرى لهذه الأهداف.
اقرأ أيضًا: هكذا تحاول الإمارات والسعودية إبعاد العراق عن مدار التأثير الإيراني!
#الرياض | #الملك_سلمان يستقبل رئيس جمهورية #العراق ويقيم مأدبة غداء تكريماً له pic.twitter.com/adxuXnGsSE
— وزارة الخارجية ?? (@KSAMOFA) November 18, 2018
وبحسب مصادر إعلامية ورسمية، قدمت السعودية عرضًا لمساعدة العراق على تجاوز أزمته في ملف الكهرباء، عبر نقل الطاقة إلى بغداد، وفق آليات محددة.
سياسيًا، كان الملف الإيراني حاضرًا على أجندات الاجتماع؛ إذ جرى مناقشة الضغوط الإيرانية على العراق، وطرق الحد من تأثيراتها، بالاستفادة من العلاقة الطيبة التي تربط السعودية بالعراق. ويأتي الحديث عن إيران في ظل ضغوطات كبيرة تتعرض لها مدينة البصرة العراقية من طرف إيران، بهدف التأثير على سلوكيات بغداد، التي بدأت تُظهر علامات بالخروج عن دائرة التأثير الإيراني. يذكر أن العراق كانت تستورد الطاقة من إيران، وينظر مراقبون إلى العرض السعودي باعتباره ردًا على قطع إمدادات الطاقة عن العراق من طرف طهران.
كما تأتي زيارة الرئيس العراقي إلى السعودية بعد أيام على بدء سريان المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية التي تستهدف قطاع الطاقة الإيراني. وهددت الولايات المتحدة الدول والكيانات التي تتعامل مع إيران في مجال الطاقة بشملها بالعقوبات، فيما منحت العراق مهلة 45 يومًا لإيقاف التعاملات مع نظام الملالي.
لكن، ومع ضعف البنى التحتية في العراق بسبب الحرب على داعش، قدمت السعودية العرض وتبرعت بإنشاء الخطوط حتى الحدود مع العراق مجانًا، ما وفر على بغداد تحمل تكاليف كبيرة، كانت ستدفعها في حال الحاجة إلى مد خطوط جديدة للطاقة.
اقرأ أيضًا: مترجم – بعد 14 عامًا: قصة حب بين السعودية والعراق
ويستورد العراق نصف حاجاته من الطاقة الكهربائية من الخارج، فيما كان يعتمد على إيران في جزء من الطاقة المستوردة. ومن المتوقع أن تغطي الطاقة السعودية احتياجات العراق خلال الفترة المقبلة، في حال قدمت بغداد ضمانات بعدم السيطرة على مشاريعها من طرف إيران.
خادم الحرمين الشريفين يعقد جلسة مباحثات مع رئيس جمهورية #العراق، , جرى خلالها استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة.#واس pic.twitter.com/s9O6NvRRTu
— واس (@spagov) November 18, 2018
ونفت مصادر مختلفة أن يكون صالح قد حمل معه رسالة إيرانية بالتوسط بينها وبين السعودية، الأمر الذي كانت وسائل إعلام مختلفة قد تداولت أخبارًا تتعلق به.
ويشير مراقبون إلى أن الزيارة تكشف عن انفصال بين سياسات الرئيس الجديد في العراق وسياسات الحكومة العراقية، خصوصًا بفعل الضبابية التي تشهدها قرارات الحكومة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، والعلاقات مع مختلف الدول ذات المصالح في المنطقة.
وبعد يوم واحد من وصول الرئيس العراقي إلى الرياض، توعد السفير الإيراني في العراق، إيرج مسجدي، الحكومة العراقية بمواجهة ما أسماها “عواقب وخيمة” و”المشاكل”، في حال استجابة العراقيين للضغوط الأمريكية بالتخلي عن النفط الإيراني، مهددًا بأن تبعات العقوبات “لن تقف على إيران وحدها”، الأمر الذي اعتبره مراقبون تهديدًا مباشرًا للشعب العراقي.
وكانت تقارير سابقة لكيوبوست قد كشفت عن تحركات إيرانية خطيرة تستهدف مدينة البصرة على وجه التحديد، أبرزها قطع الروافد المائية في نهري دجلة والفرات عن العراق، وقذف المواد السامة إلى مجاري المياه التي تصل إليها، ما أدى إلى تسمم كميات كبيرة من الأسماك والمواشي ونفوقها. كما أدى ذلك إلى ارتفاع نسب التلوث الجرثومي في المياه بنسبة 60%، متسببًا بتسمم 100 ألف عراقي.