الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

ما الذي سيحدث في إيران بعد سريان العقوبات الأمريكية عليها؟

تداعيات العقوبات على النظام الإيراني

متابعة كيو بوست –

مع فجر 7 أغسطس/آب، بدأ سريان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطبيق العقوبات على إيران، بسبب عدم التزامها ببنود الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وبسبب استمرار تدخلاتها في المنطقة العربية، فعلى ماذا تشتمل العقوبات؟ وما الذي سيحصل في إيران نتيجة ذلك؟

اقرأ أيضًا: سيناريوهات متتابعة ترسم ملامح حرب حقيقية بين إيران والولايات المتحدة

 

الاقتصاد الإيراني

تشمل العقوبات الأمريكية على طهران تجارة الذهب والمعادن الثمينة والمركبات والطائرات. كما تشتمل على منع إيران من الحصول على دولارات أمريكية، أو شرائها من السوق العالمية، إضافة إلى منع التعاملات المتعلقة بالعملة الإيرانية في الأسواق الأمريكية.

ويستثنى من العقوبات صادرات الأدوية والأجهزة الطبية والمواد الغذائية. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات اقتصادية على طهران منذ سنوات، لكنها رفعتها بعد توقيع اتفاق (5+1) عام 2015. وقد أدت هذه العقوبات إلى تراجع كبير في الاقتصاد الإيراني، دفعها مجبرة إلى التفاوض حول المشروع النووي الخاص بها، وصولًا إلى توقيع الاتفاق الذي ينص على تقليص نشاطات البرنامج إلى حد كبير. ويتوقع خبراء أن عودة العقوبات الأمريكية ستعني معاناة اقتصادية مشابهة، خصوصًا مع بلوغ ذروة العقوبات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، التي ستستهدف قطاع الطاقة.

 

التعاملات المالية

ضمن المسار المحدد لها، ستؤثر العقوبات بشكل مباشر على الشركات والمؤسسات المالية الإيرانية في التجارة الدولية، بهدف منع النظام الإيراني من الحصول على إيرادات كبيرة لصالح الخزينة، الأمر الذي سيحد من تمويل طهران لنشاطات خارجية، خصوصًا نشاطات الحرس الثوري في المنطقة العربية.

اقرأ أيضًا: بدء تنفيذ العقوبات الأمريكية على إيران: ما هي السيناريوهات المرتقبة؟

وبدأت بالفعل أزمة العملة الإيرانية التومان (الريال) بالظهور مجددًا، قبل إعلان ترامب نيته فرض العقوبات، بالتحديد منذ نهاية العام الماضي، أي في الفترة التي شهدت احتجاجات شعبية واسعة بسبب تراجع مستويات الاقتصاد، وارتفاع الأسعار الجنوني، حتى نادى المحتجون بشعارات الموت للخامنئي.

وبلغ سعر صرف التومان مقابل الدولار الأمريكي الواحد ما مقداره 42 ألف تومان، مع نهاية 2017. ويتوقع أن يتراجع مستواه أكثر فأكثر مع العقوبات، خصوصًا أن الفترة الماضية -بدون تلك العقوبات- شهدت تراجعًا آخر؛ إذ وصلت قيمة الدولار الواحد إلى 65 ألف تومان.

 

التجارة الخارجية

يتوقع أن تشهد علاقات إيران مع الخارج انخفاضًا ملموسًا، بسبب خوف دول كثيرة من خرق العقوبات؛ إذ لن تخاطر الكثير من الدول بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، وبعلاقاتها في المجتمع الدولي، مقابل العلاقات مع إيران.

وأبدت دول عدة تخوفاتها من أن تشملها العقوبات، في حال أصرت على علاقاتها مع طهران، كما أعلنت شركات كبرى نيتها الانسحاب من السوق الإيرانية.

اقرأ أيضًا: إحماء أمريكي-إيراني لمواجهة نفطية: هل هي الحرب؟

وذكرت قناة سي إن إن، نقلًا عن مسؤول في الخارجية الأمريكية قوله إن 100 شركة دولية أعلنت نيتها مغادرة إيران، بسبب سريان القرار.

وبحسب القناة فإن من بين أهم الشركات التي أعلنت أنها ستغادر طهران أو توقف توسعها فيها شركتا بيجو ورينو الفرنسيتان، ودايلمر وسيمنس الألمانيتان، وتوتال الفرنسية.

ورغم ما يبديه الاتحاد الأوروبي من “تفهم” متعلق بانفتاحه على السوق الإيرانية، إلا أن حساباته تتجه إلى الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة، إذ يشير مراقبون إلى أن أوروبا بدأت تضغط على طهران لتقليص نفوذها الخارجي. كما يستبعد المراقبون أي تراجع أميركي بخصوص العقوبات على إيران، لافتين إلى أن الأمر أكبر من العقوبات، وأنه يرتبط برغبة أميركية واضحة لدفع إيران إلى التراجع عن مساعيها لإنتاج أسلحة نووية، أو خلق تقدم عسكري يهدد جيرانها الخليجيين، فضلًا عن الدور التخريبي لها في ملفات المنطقة.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة