الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

ما أهمية صعدة في ميزان الحرب داخل اليمن؟

المعقل التاريخي للحوثيين قد يعود للقوات اليمنية

كيو بوست – 

دخلت المعركة بين الجيش اليمني مدعومًا من التحالف العربي، ضد جماعة الحوثي في محافظة صعدة مرحلة حاسمة، ضمن مساعي التحالف للسيطرة على المعقل التاريخي للجماعة.

فما هي الأهمية الإستراتيجية لهذه المعركة بالنسبة لطرفي الصراع؟ وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل الصراع بشكل كامل داخل اليمن؟

اقرأ أيضًا: حدة الحرب في اليمن تتحول من الغرب للشمال

نبذة عن صعدة

تقع مدينة صعدة شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، وهي مركز محافظة صعدة شمال غرب اليمن، ومعقل جماعة “أنصار الله”، التي تدعمها إيران. 

وتستمد المحافظة أهميتها من وقوعها على مفترق الطرق المتوجهة من جنوب اليمن وغربه، إلى الشمال نحو مكة والمدينة والمنورة في السعودية. 

وتعد المحافظة معقل الحوثيين التاريخي، ومنها انطلقوا باتجاه السيطرة على مدن اليمن، وصولًا إلى العاصمة صنعاء. 

ويبلغ عدد سكانها قرابة 800 ألف نسمة، أي ما نسبته 3.5% من سكان اليمن. 

 

ما الذي يحدث في المحافظة؟

لم تتوقف غارات التحالف على المحافظة منذ بدء عملية “عاصفة الحزم” لاستعادة البلاد من سيطرة الحوثيين، وإعادة الحكم للرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، لكن مؤخرًا اشتدت المعارك برًا، وبات الجيش اليمني على قرب من هدفه بالسيطرة على المحافظة.

وفتح الجيش اليمني جبهات جديدة في مديرية باقم في شمال المحافظة، تمهيدًا لدخول مركز المديرية من كل الاتجاهات وتضييق الخناق على الحوثيين.

اقرأ أيضًا: لماذا تستعر المعركة في صعدة اليمنية تحديدًا؟

وتشتعل المعارك في 5 جبهات بمحافظة صعدة، بحسب ما ذكر فهد الشرفي أحد شيوخ صعدة لكيو بوست؛ ثلاث جبهات في المنطقة الغربية (جبهة الملاحيظ – وشتاء – ورازح).

وفي الجبهة الشمالية -القريبة من مركز محافظة صعدة- تدور معارك هي الأعنف، ابتداءً من منفذ علب، وصولًا إلى مديرية باقم التي أصبحت على وشك السقوط بيد الجيش.

واستطاع الجيش تحرير منطقة أبواب الحديد – بوابة مديرية باقم وبوابة قاع صعدة، وتدور معارك عنيفة أيضًا من الجهة الشرقية لصعدة انطلقت من منفذ البقع، ووصلت إلى مشارف منطقة كتاف.

 

أهمية المعركة الإستراتيجية

من جانب الحرب المعنوية، تشكل محافظة صعدة المعقل التاريخي لجماعة الحوثيين، وسقوطها يفقد الجماعة أبرز معقل لها بعد العاصمة صنعاء. ولهذا، تطلق جهات في التحالف العربي عبارة “قطع رأس الأفعى” على المعارك في المحافظة، في إشارة إلى إنهاء القوة الحوثية من معقلها. 

كما يتخذ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من المدينة مقرًا له، ولأبرز قيادات الجماعة. وفي المدينة أيضًا قتل زعيم الحوثيين السابق حسين الحوثي على يد الجيش اليمني في عهد علي عبد الله صالح. 

وفي الجانب الإستراتيجي، فإن محافظة صنعاء تعد إحدى بوابات العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية، وفي حال السيطرة عليها فإن خطوط إمداد الحوثيين في العاصمة ستصبح شبه معدومة، إذا ما أخذ بعين الاعتبار التقدم العسكري الحاصل من جبهة الساحل الغربي، تحديدًا في محافظة الحديدة، الأقرب للعاصمة جغرافيًا.

اقرأ أيضًا: معركة صعدة الحاسمة: في الطريق إلى صنعاء

وتقع المحافظة على الحدود السعودية، إذ تحاذيها من الجانب السعودي مدينة نجران التي تتعرض لقصف صاروخي حوثي باستمرار. ويتخذ الحوثيون من المحافظة مركزًا لتوجيه الضربات الصاروخية للأراضي السعودية. 

ووفق التقديرات، بإمكان منصة إطلاق صواريخ من محافظة صعدة، قصف 3 تقسيمات إدارية سعودية من الدرجة الأولى، هي نجران وعسير وجازان.

 

ما مصير المعركة؟

بالرغم من التقدم الحاصل في المحافظة من الشمال، من جبهة مديرية باقم، إلا أن السيطرة على كامل المحافظة قد يستغرق الكثير من الوقت والجهد من التحالف والجيش اليمني، وذلك لطبيعة تضاريس المحافظة التي تنتشر فيها الجبال الوعرة جدًا، كذلك تكثر فيها الكهوف العميقة. 

من ناحية أخرى، فإن تحصينات الحوثيين في المحافظة تبدو الأقوى من بين كل المحافظات كونها معقلهم الأبرز. وإذا ما استطاع الجيش اليمني انتزاع المدينة فإن مسار الحرب سينقلب بدرجة كبيرة ضد الحوثيين. 

ويعني ذلك:

  • اقتراب المعركة الكبرى للسيطرة على صنعاء.
  • طمس قوة الحوثيين بشكل كبير في أرجاء اليمن كافة.
  • ستشكل السيطرة على المحافظة خطوة كبيرة نحو وضع نهاية للحرب الدامية المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات. 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة