الواجهة الرئيسيةحواراتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

مايكل نايتس لـ”كيوبوست”:تحديث وتسليح القوات المسلحة الإماراتية لسنواتٍ ساعدها على الانتصار في عدن

تحدَّث مؤلف كتاب "25 يوماً في عدن"، في مقابلةٍ خاصة، عن رؤيته لدور القوات المسلحة الإماراتية في عدن، والنجاحات التي حققها التحرك الإماراتي السريع لمنع سيطرة الحوثيين على عدن..

كيوبوست- أحمد عدلي

مايكل نايتس

أكد الدكتور مايكل نايتس، زميل برنامج الزمالة “ليفر” في معهد واشنطن، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، أن تحديث وتسليح القوات المسلحة الإماراتية لسنواتٍ ساعدها على تحقيق الانتصار العسكري في عدن، مؤكداً أن التحرك الإماراتي المنفرد بعد قرار الولايات المتحدة عدم التدخل جرى تنفيذه بشكلٍ فعال.

وقال مؤلف كتاب “25 يوماً في عدن”، خلال مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، إنه استغرق عامين في إعداد الكتاب، لكنه فضّل الانتظار لبعض الوقت بسبب النظرة السلبية لحرب اليمن في واشنطن، مشيراً إلى أنه قرر طرح الكتاب مؤخراً لأن الناس أصبحوا أكثر استعداداً لسماع قصة حرب اليمن بشكلٍ أكثر إنصافاً، وإلى نص الحوار…

* لماذا قررتَ تأليف كتاب “25 يوماً في عدن”؟

– لقد أمضيتُ وقتاً طويلاً في الماضي في عدن؛ قبل الحرب الحالية، وأثناءها وبعدها، وأردت أن أحكي قصة أهل عدن. قضيتُ أيضاً وقتاً طويلاً مع القوات المسلحة الإماراتية على أرض اليمن، وأردتُ أن أروي قصتهم، لهذا قررت أن أكتب هذا الكتاب؛ لأسرد قصة إحدى المدن المفضلة لديّ، والناس المفضلين لديّ؛ عدن وسكانها، وأيضاً قصة الحرب التي خاضتها القوات الإماراتية، بالطريقة التي شاهدتها على الأرض.

تنقل الدكتور مايكل نايتس في العراق ودول الخليج، ونشر العديد من الدراسات والأبحاث حول المواضيع الأمنية، وأجرى بحوثاً حول الدروس المستقادة من العمليات العسكرية الأمريكية في العراق خلال التسعينيات، فيما حصل على الدكتوراه من قسم “دراسات الحروب” بالكلية الملكية في لندن، وعمل صحفياً للشؤون الدفاعية في “غلف ستيتس نيوزليتر”، و”جينس إنتليجنس ريفيو”.

* لماذا استغرقتَ خمس سنوات لكتابة الكتاب؟

– كنتُ جاهزاً لكتابة الكتاب بعد حوالي عامين على بدء الحرب، لكن حينها كان يُنظر إلى حرب اليمن بشكلٍ سلبي للغاية في الولايات المتحدة، وخاصةً في واشنطن العاصمة، لذلك أردتُ أن أنتظر قليلاً حتى يُنظر إلى الحرب من منظورٍ بعيد المدى، وأن يصبح الناس أقل غضباً بشأنها، والآن؛ وبعد مرور عام على وقف إطلاق النار، أصبح الناس أكثر استعداداً لسماع قصة حرب اليمن، وأكثر إنصافاً في الطريقة التي يستمعون ويتحدثون فيها عن الحرب.

* تحدثتَ عن تفاصيل عسكرية محددة، كيف تمكّنت من الوصول إلى هذه المعلومات؟

– قضيتُ بعض الوقت على الأرض في اليمن؛ مع القوات السعودية والإماراتية واليمنية، وشاهدتُ عمليات القوات العسكرية، ليس على مستوى المقرات فحسب؛ بل على مستوى القتال في الميدان أيضاً.

وهكذا تسلّحت بالمعرفة التي تعلمتها من حروبٍ أخرى، مثل حربي العراق وسوريا.

ذهبتُ إلى اليمن فعرفتُ كيف كانت حرب اليمن، وماذا يحصل، وتحدثتُ إلى العديد من الجنود الذين شاركوا فيها؛ الإماراتيين واليمنيين والسعوديين، وهذا ما جعلني أفهم التفاصيل الحقيقية للصراع.

كان الجنود المشاركون سعداء بمشاركة التفاصيل معي، لأنهم كانوا يعرفون أنني سأكون منصفاً عندما أروي القصة.

لم آتِ إلى اليمن لأقول إن الحرب سيئةٌ أو جيدة. كنت مؤرخاً أحاول حفظ القصة للمستقبل، حتى تتاح الفرصة للأجيال المقبلة من الشباب اليمني أو الإماراتي للقراءة عن هذه الحرب.

يُعتبر كتاب “25 يوماً في عدن” أول تسجيل للتاريخ العسكري لدولة الإمارات في حرب تحرير عدن، من خلال شهادات جنودها وبحارتها وطياريها، أعده مايكل نايتس من خلال مقابلاتٍ شخصية وتواجد في أرض المعركة، فيما يكتسب أهمية كبيرة لكونها المرة الأولى التي يخرج فيها أحد الباحثين العسكريين الأمريكيين لتوثيق الدور الإماراتي الحاسم في عملية إنقاذ عدن.

* ما هي المخاطر التي تعرضت لها أثناء وجودك على الأرض في اليمن؟

– عندما تكون ضيفاً على القوات اليمنية أو السعودية أو الإماراتية، فإنهم يريدون حمايتك لأنك ضيفهم، وهكذا هم يتحملون مسؤولية الحفاظ على سلامتك، لذلك شعرت دائماً بحماية جيدة.

كنت أعرف أن كل من معي سيفدونني بحياتهم. في كثيرٍ من الحالات كنت أرتدي نفس النوع من الدروع الواقية للجسد التي يرتديها صحفي يعمل في منطقة حرب. وكما تعلم؛ أكثر ما يحميك هم الأشخاص الذين تتعامل معهم، وبعض الدروع الواقية للجسد وبعض التدريب.

عندما تضع هذه الأشياء الثلاثة معاً، يكون لديك خطراً أقل من الجندي. حين يذهب أي شخص إلى منطقة حرب يكون شجاعاً بعض الشيء، لكن لا أحد يملك شجاعة الجندي، لأن الجندي يجب أن يذهب إلى حيث يكون القتال شرساً، ولا يمكنه المغادرة، بينما يستطيع الكاتب أو الصحفي، إذا ساء الأمر، أن يغادر، لذا أنا أفهم أن ما أقدمتُ عليه كان مخاطرة، لكنها لا تعادل مخاطرة الجندي.

غلاف الكتاب

* تتحدث في كتابكَ عن خبرة الشيخ محمد بن زايد، وردود فعله المبكرة على الوضع، كيف ساعد ذلك الحملة العسكرية؟

– الشيخ محمد بن زايد قائد أعلى جيد جداً للقوات المسلحة، معظم الضباط العسكريين ليس لديهم خبرة في القيادة العليا والقيادة السياسية، ومعظم القادة السياسيين ليس لديهم تدريب عسكري، لكن محمد بن زايد لديه كلاهما؛ التدريب العسكري من ساندهيرست، والتدريب في الإمارات، ثم يجمع ذلك مع السلطة السياسية التي يتمتع بها، وعندما تضع هذين الأمرين معاً، يصبح لديك مزيجاً قوياً للغاية.

عندما يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة شخصية عسكرية مدربة، يمكنه أيضاً قيادة أي موارد في الدولة. لذا؛ فإذا كانت لديه فكرة يمكنه التأكد من طريقة تنفيذها. وكما تعلم؛ كان هذا مثالاً جيداً لقائدٍ عسكري يتولى أيضاً أعلى مستوى من السلطة السياسية، ويستخدم خبرته للتأكد من أن الحرب تسير باتجاهٍ إيجابي في معركة عدن.

الإمارات محظوظة جداً بوجود محمد بن زايد كقائد أعلى في هذه العملية، لأنه رجل عسكري جيد ولديه فكر عسكري جيد. إنه يثق في قادة جيشه، وعندما يحتاجون إلى تنفيذ أشياء بطريقتهم الخاصة لأن لديهم الفهم للبيئة المحلية، فإنه يتفهم ذلك، ولديه أيضاً أفكار جيدة يقدمها لهم، وإذا وافقوا يصبح هذا مزيجاً رائعاً.

غلاف الطبعة العربية والإهداء

* كيف استفاد الجيش الإماراتي في عدن من عملية التحديث التي قادها محمد بن زايد؟

– كانت القوات المسلحة الإماراتية محظوظة جداً بوجود قائدين قويين على التوالي؛ الشيخ زايد، ثم محمد بن زايد. هذا يعني أن لديهم أكثر من 10 إلى 20 عاماً لشراء النوع المناسب من المعدات العسكرية، ولهذا؛ بحلول الوقت الذي بدأت فيه حرب اليمن، كان العديد من الأنظمة الرئيسة في مكانها، وجاهزة للانطلاق، بدءاً من طائرة النقل C-17 التي يمكنها نقل الدبابات على طول الطريق من أبوظبي إلى البحر الأحمر أو إلى عدن، وكان لديهم سفن إنزال يمكنها حمل الدبابات والمعدات المدرعة عبر البحار، وذلك النوع من الطائرات الهجومية من طراز F-16 التي كانت متوفرة لاستخدامها في حرب اليمن.

كل هذه الأشياء تم شراؤها بعد تفكيرٍ طويل، على مدى السنوات الـ 10 أو الـ 15 الماضية قبل الحرب، وكانت جاهزة في الوقت المناسب حتى يتمكن الإماراتيون من استخدامها لكسب المعارك، وأيضاً لإنقاذ أرواح جنودهم، والمقاتلين والمدنيين اليمنيين.

* كيف ساعد تدخل الجيش الإماراتي السريع في حماية التجارة العالمية؟

– التدخل الإماراتي في عدن ساعد على إبقاء ميناء عدن في أيدي الحكومة المُعترف بها دولياً، وهذا يعني أن جنوب اليمن بقي بعيداً عن أيدي الحوثيين المدعومين من إيران.

لو سقطت عدن في أيدي الحوثيين، لبقي باب المندب في أيدي الحوثيين، ولكان الحوثيون قد سيطروا على ساحل البحر الأحمر بأكمله، وبالتالي كان سيكون لديهم مكان لإطلاق الصواريخ ضد سفن الشحن في المحيط الهندي أيضاً.

لذا، فإن الدفاع عن عدن هو ما سمح لقوات الخليج، وقوات التحالف العربي، بتحرير باب المندب، وتحرير أماكن مثل المخا على ساحل البحر الأحمر، وإبقاء الحوثيين خارج المحيط الهندي، وكان ذلك حاسماً لسلامة الشحن العالمي.

* هل تعتقد أن الولايات المتحدة تأخرت بالتدخل في الحرب؟

– نعم، قررت الولايات المتحدة أنها لا تريد أن تكون جزءاً من حرب اليمن، ولكن ما كان مثيراً للإعجاب في التحالف العربي هو أنه لأول مرة تصرَّف بدون مساعدة الولايات المتحدة. اجتمعت الدول العربية، ونشرت قواتٍ بأعدادٍ كبيرة، جهزوا الحملة الجوية بسرعة كبيرة، وكانت في البداية فعّالة جداً في نزع الأسلحة الرئيسية التي استولى عليها الحوثيون في صنعاء وشمال اليمن.

وكان الجزء الإماراتي من التحالف فعالاً جداً في مساعدة جنوب اليمن، الذي كان الأبعد عن الأراضي السعودية، وكان هذا التحدي العسكري الأصعب الذي واجهه التحالف، كونه كان يتطلب مدى طويلاً.

عادة ما تفعل الولايات المتحدة هذا الأمر، ولكن في هذه الحالة فعل الإماراتيون ذلك بمفردهم، وقد نفذوا ذلك بشكلٍ فعّال للغاية.

لم يقتصر التدخل الإماراتي في اليمن على القوات الجوية فحسب

* لماذا تعتقد أن الضربات الجوية لم تكن كافية؟

– لقد أظهر التاريخ العسكري الأمريكي، على مدى العشرين سنة الماضية، أنه حتى لو كان لديك سلاح جوي قوي جداً، فإن القوات الجوية وحدها لا يمكنها الفوز بالحرب. أنت بحاجة إلى قواتٍ برية وبحرية للسيطرة على الأرض أو السيطرة على الموانئ، وهذا ما نفّذه محمد بن زايد بسرعةٍ كبيرة.

لقد أدرك من قراءة التاريخ العسكري، ومن كونه مؤرخاً عسكرياً وضابطاً عسكرياً مدرباً، أن القوة الجوية وحدها لن تمنع الحوثيين من السيطرة على عدن ومأرب، وجميع المناطق الأخرى، لذلك، قال إننا بحاجة إلى إدخال قواتٍ برية إلى اليمن، للمساعدة في توجيه الضربات الجوية، والمساعدة في دعم قوات المقاومة اليمنية، وهذا ما فعلوه.

* هل تعتقد أن اتخاذ قرار الحرب كان مخاطرةً في ذلك الوقت؟

– إن محمد بن زايد والقيادة العليا لدولة الإمارات جيدون جداً في تقبّل المخاطر. في الغرب، في الولايات المتحدة خاصة، قد نخاف أحياناً من المخاطرة، لكن الإمارات جيدة جداً في تقييم المخاطر، بغض النظر عن؛ هل سينجح ذلك أم لا، تم الالتزام بمسار العمل ومتابعته حتى النهاية.

لقد كان إرسال قوات إلى اليمن خطوة محفوفة بالمخاطر، ولكن كلما سألت الإماراتيين؛ هل تريدون المغادرة أم أنكم تريدون زيادة عدد قواتكم على الأرض، قالوا سنزيد عدد القوات على الأرض، وننجز المهمة.

 اقرأ أيضاً: 25 يوماً إلى عدن.. القصة المجهولة لقوات النخبة العربية في الحرب

* ماذا حققت الإمارات في استراتيجيتها السياسية؟

– أعتقد أن الإماراتيين تعلموا أن بإمكانهم القيام بعمليةٍ عسكرية كهذه بمفردهم، وأنهم إذا احتاجوا إلى ذلك يمكنهم تنفيذها من دون الأمريكيين، ويمكنهم القيام بذلك بنجاحٍ كبير.

وأعتقد أن الإماراتيين تعلموا أيضاً أنه إذا لم يوافق المجتمع الدولي على الحرب، فمن الصعب جداً البقاء في تلك الحرب المفتوحة، في مرحلةٍ ما عليك أن تقول إما أن نتمكن من إنهاء هذه الحرب بالنصر أو علينا المغادرة الآن.

وهكذا في 2018/2019 قالت الإمارات إنه لم يعد هناك المزيد من العمليات الهجومية، لا يمكننا السيطرة على الحديدة بسبب الضغط الدولي، ولا يمكننا السيطرة على صنعاء، لذلك حان الوقت لتغيير الطريقة التي نعمل بها، وقد أدّى ذلك إلى عملية ستوكهولم، ولاحقاً أدى إلى وقف إطلاق النار لمدة عام.

لقد تعلمت الإمارات أنه في مرحلةٍ معينة، إذا لم يكن المجتمع الدولي مستعداً لدعم الحل العسكري، فإنك تذهب إلى الحل الدبلوماسي بدلاً من ذلك.

* ماذا لديكَ لتقوله عن التجارب العسكرية لأولئك الذين قاتلوا في الحرب؟

– الأشخاص الذين شاركوا في الحرب؛ سواء أكانوا يمنيين أو إماراتيين، لا يتحدثون كثيراً عن الحرب، لذلك بالنسبة لي كمؤرخ عسكري، كان التحدثُ معهم، عن تجربتهم في الحرب، أمراً جيداً جداً بالنسبة لهم.

شيء جيد أن تتحدث عن حربٍ خضتها، فهي تساعدك على فهم أفكارك ومشاعرك حول الحرب، وهي جيدة لصحتك العقلية، لذلك أعتقد أنه أمرٌ جيد أن يبدأ الناس في الحديث عن الحرب، وعن تجاربهم فيها.

سوف يستقون جميعاً دروساً مختلفة من الصراع، لكن أحد أهم هذه الأمور بالنسبة للإماراتيين، هو أنهم ذهبوا إلى اليمن، ورأوا كيف يبدو الأمر عندما تكون في بلدٍ فقد أمنه.

الأمر المهم للجنود الإماراتيين عندما يعودون هو “أننا يجب ألا نفقد أمننا داخل دولة الإمارات، علينا أن نحافظ على الأمن، وعلينا أن نحافظ على تماسك وحدة أراضينا وسلامتها”.

وأعتقد أن ذلك كان درساً قوياً لمعظم الشباب والشابات الذين ذهبوا إلى اليمن؛ إذا لم يكن بلدك متحداً، فهو ضعيف، لذلك ركزوا على الوحدة.

* كيف سيؤثِّر ما حدث في عدن على الجيش الإماراتي؟

– أدركتِ الإماراتُ أنها تستطيع القيام بعملياتٍ جوية وبرية وبحرية بمفردها، وأعتقد أن ذلك أعطى الجيش الإماراتي الكثير من الثقة.

لقد تعلّم الجيش الإماراتي أنك لا تبقى في مكانٍ ما إلى الأبد، تذهب لتنجز المهمة، ثم تغادر غالباً. لا يزال الجيشُ الإماراتي جيشاً صغيراً، والضباط أنفسهم خدموا لمدة خمس سنواتٍ متتالية في اليمن، وهذا في نهاية المطاف مرهق جداً لهم.

لذا؛ تعلمت الإمارات أن بإمكانها القيام بأشياء مذهلة، لكنها تعلّمت أيضاً أنه بعد بضع سنوات عليك التوقف، وإعطاء القوات قسطاً من الراحة، وإصلاح المعدات، وشراء معدات جديدة، لأن الحرب مُكلّفة، وتجعل قواتك المسلحة مرهقة للغاية، خاصة القوات التي تستخدمها أكثر، مثل الأطقم الجوية والقوات الخاصة.

كما تعلم، هؤلاء الناس يحتاجون إلى الراحة، ويحتاجون إلى التدريب، ويحتاجون إلى العودة إلى التعليم العسكري والعودة إلى أسرهم.

اكتسبت القوات المسلحة الإماراتية خبرة كبيرة من الوجود في اليمن

* ما هو انطباعك عن الجنود في اليمن على الأرض؟

– الجنود والبحّارة والطيارون الإماراتيون في غاية الشجاعة. كان العديد منهم في صراعاتٍ أخرى، مثل كوسوفو والصومال وأفغانستان، لكنهم لم يخوضوا أبداً حرباً كبيرة مثل هذه، والتي تضمنت جميع أسلحة الحرب الحديثة؛ الطائرات المسيّرة والألغام الأرضية والصواريخ الموجهة، وكان هذا تقريباً يشبه التجربة التي نراها في أوكرانيا حالياً.

لقد شاركوا في حربٍ شديدة الضراوة، حيث يكون الموت احتمالاً حقيقياً. وبالنظر إلى ذلك، فإن القوات المسلحة الإماراتية أبلت بلاءً حسناً، لم يهابوا الموقف، وأكملوا مهامهم بشكلٍ فعّال.

غالبيتهم بقوا في اليمن لفتراتٍ طويلة، وكما تعلم؛ عندما يذهب جندي غربي إلى العراق، فإنه يذهب إلى هناك لمدة تسعة أشهر، لكن الكثير من الجنود الإماراتيين مكثوا في اليمن لفترة أطول من ذلك بكثير. أعتقد أن لديهم شجاعة كبيرة، وتشبثوا بالمهمة حتى أنجزوها.

شاهد: فيديوغراف: “25 يوماً إلى عدن”.. عن البسالة الإماراتية في اليمن

* ماذا تتوقع لمستقبل اليمن؟

– ربما يكمن مستقبل اليمن في حل التقسيم، وهذا يعني أن اليمن ربما سيعود إلى كونه دولة اتحادية أو حتى دولتين، وربما ثلاث دول. علينا أن نفكر ملياً فيما إذا كان التقسيم جيداً أم سيئاً لليمن، لكنني أعتقد من نواحٍ عديدة أن الشعب اليمني راضٍ عن كونه دولة اتحادية، وعن كونه لا يُدار من مكان واحد فقط، مثل صنعاء أو عدن أو مأرب، لذلك سنترك الأمر للشعب اليمني، لكنني أعتقد أنه ربما يصبح اليمن أقل مركزية عما كان عليه في عهد علي عبد الله صالح، وقد يكون هذا شيئاً جيداً.

* كيف يمكن تحقيق ذلك؟

– حسناً؛ يجب تحقيق ذلك من خلال عمليةٍ تفاوضية تدعمها الأمم المتحدة، عملية تحترم فيها الدولة حقوق المناطق المختلفة فيها. اليمن مكان يتعين فيه على المناطق المختلفة أن تعمل معاً؛ بعض مناطق الدولة لديها نفط وغاز مثل مأرب، ومناطق أخرى من الدولة لديها موانئ، مثل حضرموت وشبوة وساحل البحر الأحمر.

وهناك مناطق أخرى من الدولة لديها مراكز حكومية وطنية، ومطارات، لذلك يتعين على مناطق الدولة التعاون معاً لإدارة كل ما سبق؛ الموانئ والطاقة والمطارات والبنك المركزي، لتشكيل اقتصادٍ فعّال.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة