الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

“ماهان إير”.. أداة إيران لنشر “كورونا” في العراق ولبنان

تحقيق شبكة "بي بي سي" البريطانية يكشف عن مسؤولية شركة الطيران الإيرانية في نشر فيروس كورونا عبر مخالفتها قرار الحظر الجوي على الصين

كيوبوست

كشفت شبكة “بي بي سي”، في تحقيقٍ جديد، عن تورط شركة طيران “ماهان إير” الإيرانية، في نشر فيروس كورونا في الشرق الأوسط، بعد استمرارها في نقل المسافرين دون اتباع الإجراءات الوقائية، وذلك على الرغم من بدء تفشي فيروس كورونا في تلك الفترة، فضلاً عن مخالفتها قرارات إيرانية رسمية عبر استمرار تسيير رحلات إلى الصين في بداية الأزمة.

وعبر تحليل رحلات التتبع للشركة التي ترتبط بالحرس الثوري الإيراني مباشرةً، فإن الشركة خالفت قرار السلطات القاضي بمنع السفر إلى الصين بداية فبراير الماضي، وأصدرت تحذيرات للأطقم العاملة بها من محاولة الاعتراض أو الإدلاء بأي تصريحات عن الأمر.

اقرأ أيضاً: 40 سنة على الثورة الإسلامية.. كيف يعيش الشعب الإيراني تحت حكم ولاية الفقيه؟

أولى الإصابات

وحسب التحقيق، فإن أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في العراق ولبنان، جاءت من ركاب وصلوا إلى البلدين على متن طائرات “ماهان إير”، في الوقت الذي لم تقم فيه الشركة بأية عمليات تعقيم داخل طائراتها التي استمرت في التردد على أربع وجهات صينية رئيسية؛ هي: بكين، وشنتشن، وشنغهاي، وغوانغتشو.

ورغم زعم الشركة توقف رحلاتها إلى الصين؛ فإن ثمة أدلة نفت ذلك؛ بينها تغريدة للسفير الصيني لدى إيران عقب نشر صورة جمعته مع الرئيس التنفيذي للشركة خلال تأكيده رغبته في استمرار العمل مع الصين، رغم وقف الرحلات الإيرانية رسمياً اعتباراً من 31 يناير.

اقرأ أيضًا: بسبب أزمة “كورونا”.. إيران تطلب قرضًا من صندوق النقد.. ومساعٍ بريطانية سرية لتخفيف العقوبات

مصطفى كامل

رئيس تحرير صحيفة “وجهات نظر” مصطفى كامل، يذهب إلى أبعد من ذلك، ويشير، في تعليق لـ”كيوبوست”، إلى أن أولى الإصابات التي ظهرت في دول الخليج كافة، كانت لمواطنين زاروا إيران، وأغلبهم ذهبوا بشكل سري وبطريق غير مباشر؛ لأن بعضهم، وتحديداً من السعودية والبحرين، لا يمكنهم الذهاب إلى إيران مباشرةً عبر مطارات بلادهم؛ لاعتباراتٍ سياسية أو أمنية، فاستخدموا المطارات العراقية أو مطار بيروت الذي يسيطر عليه “حزب الله”؛ كي لا يتم ختم جوازات سفرهم في رحلات الذهاب والإياب.

وحسب ما جاء في الوثائقي البريطاني، فإنه خلال الفترة الواقعة بين أواخر يناير حتى 20 أبريل قامت الشركة بتسيير 157 رحلة إلى الصين في تحدٍّ واضح لحظر الطيران. بينما خالفت شركة الطيران الإيرانية قرار السلطات السورية بتعليق جميع الرحلات من إيران وإليها، والصادر يوم 8 مارس، وقامت بتسيير 8 رحلات أخرى.

اقرأ أيضًا: هل تتحول إيران إلى بؤرة وباء كورونا في الشرق الأوسط؟

مخالفة الحظر

ويضيف التحقيق معلومات تتعلق برحلة لشركة “ماهان إير” كانت متجهةً من طهران إلى مدينة النجف العراقية؛ وهي الرحلة التي نقلت طالباً إيرانياً سُجل كأول حالةٍ رسمية للإصابة بـ”كورونا” في العراق يوم 24 فبراير. وعلى الرغم من قرار الحكومة العراقية وقف رحلات الطائرات من إيران وإليها؛ فإن التحقيق كشف عن استمرار تسيير ما لا يقل عن 15 رحلة أخرى، جرت بعد صدور قرار المنع وبموافقة الحكومة العراقية.

وهي معلومات مهمة، كما يصفها الكاتب العراقي مصطفى كامل؛ لكنها تلقي الضوءَ على جانب بسيط من الدور الذي قامت به إيران في نشر هذا المرض، أسوةً بنشرها أمراضاً أخرى؛ أهمها الإرهاب والفتن الطائفية في المنطقة.

اقرأ أيضًا: صور القبور الجماعية في “قم” الإيرانية تفضح أكاذيب النظام بشأن “كورونا”

وأضاف كامل أن التحقيق أغفل حقائق بالغة الأهمية؛ من بينها أن للعراق حدوداً طويلة تمتد إلى نحو 1200 كيلومتر، وأن هناك العديد من المنافذ الحدودية الرسمية التي يدخل منها القادمون من إيران، كما أن هناك عدداً لا يمكن حصره من المنافذ غير الشرعية التي يتسلل منها من يرغب في التسلل، مع إغفال تام من قبل السلطات في بغداد لهذه المنافذ.

وحسب كامل، فإن “السلطات العراقية قد كذبت في ادعائها إغلاق المنافذ الحدودية البرية مع إيران؛ بل الصحيح أنها تركت المنافذ خالية من الموظفين، ومن حرس الحدود، ما جعلها فريسة سهلة أمام المتسللين”، التقرير أغفل أيضاً تعمد السلطات العراقية الكذب في ما يتعلق بوقف الرحلات الجوية؛ فالمطارات العراقية كانت تستقبل وتودع العديد من الرحلات كل يوم، وهي رحلات تابعة للخطوط الجوية العراقية الحكومية، ولشركات أخرى خاصة، بخلاف “ماهان إير”.

استقبل مطار بيروت حالة الإصابة الأولى عبر ماهان إير
شارل جبور

وفي لبنان، قال التحقيق إن امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها، وصلت يوم 20 فبراير عبر رحلة “ماهان إير” بعد زيارة مدينة قم الإيرانية، لتسجل في اليوم التالي كأول إصابة مؤكدة بالفيروس في لبنان. وعلى الرغم من حالة الغضب التي أثارتها الواقعة؛ فإن رحلات الطيران استمرت بين إيران ولبنان.

الحكومة اللبنانية تأخرت في قرار وقف الرحلات القادمة من إيران، حسب مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية​ ​شارل جبور، الذي أكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن مناشدات للحكومة خرجت مبكراً لوقف الرحلات من الدول الأكثر إصابةً بالفيروس؛ لكن لم يتم اتخاذ القرار في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الحكومة اتخذت خطوات جيدة لاحقاً؛ لكن تأخر صدور القرار في تلك الفترة تسبب للبنان في الكثير من المتاعب.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة