الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

مارك بيريني: أنجيلا ميركل تضغط بشكل كبير لتحسين العلاقات مع أنقرة

بالنسبة إلى سفير الاتحاد الأوروبي السابق في تركيا فإن المستشارة الألمانية لا تريد إنهاء ولايتها وهي في أزمة مع أنقرة

كيوبوست- ترجمات

زار قادة الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء (السادس من أبريل)، تركيا، في محاولة للدفع باتجاه انطلاقة جديدة في العلاقات بين أنقرة وبروكسل، وذلك بعد أشهر من التوتر، وتعهدات تركيا الأخيرة بالعمل على “برنامج إيجابي”.

لكن سفير الاتحاد الأوروبي السابق في أنقرة مارك بيريني، يشكك في نيَّات أنقرة، ويتهم الاتحاد الأوروبي بالتخاذل عن مواقفه الداعمة لحقوق الإنسان، في مواجهة استبداد أردوغان، جاء ذلك في مقابلةٍ صحفية أجرتها معه صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.. وإلى نص الحوار:

♦التقى مسؤولا الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل وأورسولا فون دير لاين، الرئيسَ رجب طيب أردوغان، أمس، في أنقرة، كيف نفسر هذه الزيارة؟

مارك بيريني: هذا هو ما يُعرف بالحمض النووي الأوروبي، والذي يعتبر أن التفاوض دائماً أفضل من الصراع المفتوح، تذكرني هذه الزيارة بزيارة الرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد تاسك، في ذروة أزمة الهجرة في عام 2015. فالمسؤولان الأوروبيان ذهبا إلى تركيا مع طبقٍ من الفضة محمل بالهدايا، كما كان يذهب المرسلون إلى قصر توبكابي في زمن الإمبراطورية العثمانية.

هناك خوف مطلق في الاتحاد الأوروبي من أن يفتح أردوغان حدوده للسماح بمرور اللاجئين؛ لذلك فهو يوافق على تخصيص مليارات إضافية في إطار اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا، وللحديث عن الاتحاد الجمركي والتأشيرات، أو حتى عن هذا المؤتمر حول شرق المتوسط ​​الذي تريده تركيا، والذي سينتج عنه الجلوس على طاولة المفاوضات مع رئيس “جمهورية شمال قبرص التركية” الذي لا يعترف به الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: هل تدفع حكومة أنقرة ثمن سياستها الخارجية.. داخل الشارع التركي؟

مارك بيريني سفير الاتحاد الأوروبي السابق في أنقرة- “رويترز”

♦ألم تشرع تركيا في التهدئة كما طالب الأوروبيون؟

إن خفض التصعيد هو تحرك تكتيكي؛ فمع عدم تخلي الاتحاد الأوروبي عن الحدود البحرية، اضطر أردوغان إلى سحب سفنه؛ لكن أياً من مواقفه الجوهرية لم يتغير، خصوصاً أنه مضطر إلى تقديم تعهدات للقوميين الأتراك. وبالتالي، فإن المناقشات مع اليونان لا تتقدم. توضح تركيا الآن أن حل الدولتين المنفصلتين في قبرص هو الحل الوحيد القابل للحياة. أما في ما يتعلق بليبيا وحظر الأسلحة، يظل موقف أنقرة ثنائي القطب تماماً: إنه مع الناتو عندما يناسبه، وضد الناتو عندما لا يناسبه الأمر أيضاً.

اقرأ أيضاً: “التايم” تحذر من نتائج سياسات أردوغان العدوانية على العالم

♦هل هذه الزيارة هدية لأردوغان؟

نعم؛ لأن الاتحاد الأوروبي يمنح الرئيس التركي الرؤية التي يحتاج إليها، وهو يشدد قمعه داخلياً، هذه الخدمة الانتخابية خطأ سياسي؛ لأن أردوغان يريد استبعاد مسألة حكم القانون من الحوار مع أوروبا. إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فسيكون ذلك وصمة عار على الاتحاد الأوروبي. يحتاج أردوغان إلى تقديم نفسه على أنه حصن لا غنى عنه لتركيا التي يقول إنها تتعرض إلى الهجوم من جميع الأطراف؛ ولكن أيضاً كمحاور محترم مع الأوروبيين. دعونا نتذكر أنه لم تكن هناك إشارة إلى حقوق الإنسان في البيان الصحفي الذي أعلن عنه خلال هذه الزيارة. دعونا نتذكر أيضاً أن مسودة النتائج التي توصل إليها المجلس الأوروبي في 25 مارس لم تتضمن أي بند في هذا الصدد أيضاً.

♦قامت تركيا بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول، وأقالت محافظ البنك المركزي، واعتقلت أحد نواب حزب الشعوب الديمقراطي، وأطلقت إجراءات حظر هذا الحزب؛ كيف تقبل أوروبا إنكار تاريخها ومبادئها إلى هذا الحد؟ كيف يمكنها التخلي عن الديمقراطيين في تركيا، رغم أنها تدعم أولئك في بيلاروسيا وبورما؟

أنجيلا ميركل ورجب طيب أردوغان- “رويترز”

♦ما تفسيرك؟

كانت هناك ضغوط كبيرة من أنجيلا ميركل على شركائها؛ لأنها مع وجود حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المتعثر، لا يمكنها تحمل إنهاء ولايتها وهي في أزمة مع تركيا؛ لا يمكنها المجازفة برؤية هذا البلد يفتح حدوده للسماح للاجئين بالمرور. هناك أيضاً احتمال لزعزعة استقرار المجتمع من قِبل بعض الألمان من أصل تركي، وجهاز المخابرات التركي بأكمله في ألمانيا. يجب أن تحافظ أنجيلا ميركل على السلم الاجتماعي. يسود هذا القلق نفسه في هولندا وبلجيكا، وبالطبع في فرنسا، في إقليم الألزاس على وجه الخصوص.

♦هل تساعد إدارة بايدن الجديدة في “توضيح” موقف تركيا في الناتو كما يتمنى إيمانويل ماكرون؟

وصول بايدن يزيل الروابط الشخصية لأردوغان بين الرئيس والرئيس. تذكر أنه كان يمكنه الاتصال بترامب على هاتفه الخلوي، عندما كان يلعب الجولف. كل هذا لم يعد موجوداً مع بايدن. موقف واشنطن أكثر يقظة في ما يتعلق بحقوق الإنسان. يبقى أن نرى كيف سيترجم هذا. ما هو واضح هو أن نشر تركيا الصواريخ الروسية هو خط أحمر أكثر حدة مما كان عليه في ظل الإدارة السابقة. على المستوى العسكري، تعمل الولايات المتحدة أيضاً على تعزيز موقعها في شرق البحر المتوسط، ​​وتشدد أيضاً من دعمها وتعاونها ومبيعاتها العسكرية لأثينا. هناك حركة يقظة حقيقية تجاه أنقرة، هل يترك الأوروبيون المشكلة للولايات المتحدة مرة أخرى؟ أخشى ذلك، وهذا سوء تقدير؛ لأنه يتعلق بالدفاع عن أوروبا.

المصدر: لوفيغارو

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة