الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

ماذا يعني تهديد “كتائب سيد الشهداء” العراقية بالمشاركة في الحرب اليمنية؟

"إلى اليمن، إن شاء الله"

ترجمة كيو بوست – 

بعد ورود تقارير إعلامية من مصادر مختلفة عن مشاركة حزب الله اللبناني في الحرب اليمنية إلى جانب الحوثيين، بأوامر إيرانية، تذكر معلومات جديدة عزم طهران إرسال مزيد من وكلائها في المنطقة للمشاركة في الحرب ضد قوات الشرعية اليمنية، الأمر الذي يكشف بشكل أو بآخر عن تراجع الحوثيين على الأرض، وحاجتهم للإسناد من جماعات إيرانية من الخارج، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن أشياء أخرى.

اقرأ أيضًا: مؤسسة أمريكية تكشف معلومات صادمة حول وكلاء إيران في المنطقة العربية

في فيديو انتشر بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، ظهر رجل يتفاخر أمام جنود يشنون ضربات مدفعية في الخلفية. وبدأ الرجل بإظهار صور جوية للكثير من المقاتلين التابعين لكتائب الإمام علي -الميليشيا العراقية التابعة لقوات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيًا- وهم يسيرون في تشكيلات عسكرية أثناء التدريب.

وقبل نهاية الفيديو، يعلن الرجل بشكل صريح: “إلى اليمن، إن شاء الله”. وليست تلك المرة الأولى التي تعلن فيها جماعة تابعة للحشد الشعبي نيتها الانضمام إلى الميليشيات الحوثية في اليمن؛ ففي مؤتمر صحفي في وقت سابق من العام، أعلن الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، إحدى مجموعات الحشد الشعبي، أنه يتطوع في صفوف ميليشيات الحوثي في اليمن، قائلًا: “سأكون حيث يريدني عبد الملك الحوثي أن أكون”.

وفي تعليق على ذلك، قدرت مؤسسة ميدل إيست إنستيتيو الأمريكية أن كتائب سيد الشهداء تضم 7000 مقاتل، يندرجون تحت 40 مجموعة عسكرية. وتشكلت الكتائب في صيف عام 2014، وتعتبر الجناح المسلح للحركة الإسلامية العراقية. الأمين العام للكتائب، شبل الزيدي، كان أحد المنضوين تحت قوات المهدي التابعة لمقتدى الصدر، ويُعتقد بأنه كان من أشرس المقاتلين.

اقرأ أيضًا: كيف وصلت الدبابات الأمريكية إلى الميليشيات الإيرانية في العراق؟

وكغيرها من المجموعات الشيعية التابعة للحشد الشعبي، ترتبط الكتائب بشكل وثيق بالحرس الثوري الإيراني، وتستقبل من طهران تمويلًا، وتدريبًا عسكريًا، وأسلحة، ودعمًا استخباراتيًا. ويعلن قادة المجموعة ولاءهم للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. كما ظهر الزيدي في أكثر من مرة مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وأثبتت العديد من تحقيقات الأمم المتحدة والجيش الأمريكي أن فيلق القدس -قوات النخبة التابعة للحرس الثوري المسؤولة عن العمليات الخارجية- قد قدم دعمًا عسكريًا، بما في ذلك أسلحة متطورة، إلى الحوثيين.

وبدأ خبراء الأسلحة في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، التحقيق في قضية 2500 قطعة سلاح من نوع كلاشنكوف كانت في طريقها من إيران إلى اليمن، جرى الاستحواذ عليها من قبل الولايات المتحدة. وهكذا، يؤدي انخراط كتائب سيد الشهداء في اليمن إلى رفع مستوى التخوفات من إرسال الحرس الثوري ميليشيات عراقية، أو وكلاء آخرين لها في المنطقة، إلى اليمن، خصوصًا بعد نهاية الحرب على تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وبعد تأسيسها، ظهرت كتائب سيد الشهداء في سوريا إلى جانب قوات الأسد، ولم يخجلوا يومًا من نشر مقاطع فيديو عنيفة يحتفلون فيها بانتصاراتهم وبقطعهم للرؤس على غرار ما كان يفعله داعش.

اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: هكذا تحرك إيران وكلاءها في المنطقة العربية

وتشهد اليمن عمليات عنف مفرط منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2015، خصوصًا بعد انخراط عدد من الجهات ذات المصالح في الحرب اليمنية، بما في ذلك إيران.

وأعاق تواجد المجموعات المختلفة –مثل الحركة الانفصالية في الجنوب اليمني، وتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وقوات الحوثي- الجهود الدولية من أجل تسوية سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب في البلاد. وسيكون دخول كتائب سيد الشهداء إلى اليمن ضارًا بوحدة البلاد؛ لأنه سيؤدي إلى تعزيز الانقسامات الإثنية-الانفصالية-القومية، وإضعاف جهود المصالحة اليمنية.

 

المصدر: ميدل إيست إنستيتيو الأمريكية

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة