الواجهة الرئيسيةترجمات
ماذا يريد السودان من تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
خسرت إيران علاقاتها الاستراتيجية مع السودان بعد "الربيع العربي" التي استغلتها في تهريب الأسلحة إلى غزة والمغرب

كيوبوست- ترجمات
قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيارة إلى أوغندا، في رحلة خارجية جديدة سبقتها زيارات إلى واشنطن وموسكو؛ لكن اللافت في رحلته الإفريقية هو اللقاء الذي جمعه مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان، وهو ما يعتبر إنجازًا دبلوماسيًّا كبيرًا هدفه الأساسي هو تعزيز صورة نتنياهو كرجل دولة عشية انتخابات الكنيست الثالثة التي تُجرى في الثاني من مارس المقبل، كما يرجح احتمالية قيام مكتب نتنياهو، خلال الفترة الحالية، بمحاولة ترتيب اجتماعات أخرى ربما مع قادة الخليج على أن تُجرى قبل الانتخابات.

تهدف تحركات نتنياهو إلى تهدئة اليمينيين المحبطين من الوعود التي لم تتحقق بضم المستوطنات سريعًا؛ خصوصًا بعد “صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي، لكن هذه الأمور لا تعني التقليل بالضرورة من الأهمية الدبلوماسية للقاء نتنياهو مع البرهان؛ فرئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لتوسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، والتي يتسم معظمها بالسرية.
استغلال للفرص
فنتنياهو الذي أسهم في الجمود التام لعملية المفاوضات مع الفلسطينيين، وجد أن هناك فرصةً للتقارب مع الدول العربية، على خلفية التهديد المزدوج الذي يشكله كلاهما للتحالف الشيعي بقيادة إيران، وكذلك الجماعات الإرهابية؛ مثل تنظيمَي القاعدة وداعش.
اقرأ أيضًا: السودان يقترب من التطبيع مع إسرائيل بعد لقاء نتنياهو والبرهان
وإن كانت هناك مساحة للتعاون بين السودان وإسرائيل، فإن الخرطوم يمكن أن تحصل على أشياء قليلة من تل أبيب؛ منها المساعدات التكنولوجية والعملية، وكذلك مساعدات أخرى لم يتم ذكرها علنًا؛ ولكن بالتأكيد جرى التطرق إليها ومناقشتها، وقبل كل ذلك الوصول إلى البيت الأبيض؛ خصوصًا أن السودان مثله مثل بلدان أخرى في المنطقة يدرك جيدًا قوة العلاقة بين نتنياهو والإدارة الأمريكية الحالية.
احتياج سوداني
في دولة تعاني ما يشبه العزلة الدولية، فإن السودان بحاجة إلى مساعدة من الغرب؛ لإعادة بناء دولته بعدما مزقتها الحرب الأهلية وجرائم الحرب، ومن ثَمَّ فإن إسرائيل يُنظر إليها باعتبارها محطة أساسية للوصول إلى الولايات المتحدة.

من المتوقع أن يكون التقارب السوداني- الأمريكي بمثابة خطوة تجاه تحول في العلاقات الدولية للخرطوم؛ فقبل عقد من الآن كانت العلاقات السودانية مع إيران وثيقة، وهو ما ظهر بوضوح في عمليات تهريب الأسلحة التي جَرَت بين 2009 و2012. وبينما تلقت الحكومة السودانية مبالغ مالية من نظيرتها الإيرانية، قامت إسرائيل بمهاجمة سفن للأسلحة وقوافل للتهريب، وفي إحدى المرات تم استهداف مصنع للأسلحة؛ حيث جرت الهجمات عن طريق الجو، وفي إحدى المرات قامت وحدة كوماندوز بحرية بتنفيذ مهمتها.
أهمية السودان لإيران
بالنسبة إلى إيران، يعتبر السودان طريقًا محوريًّا مهمًّا؛ حيث ساعدتها العلاقات الثنائية المشتركة على تنفيذ مهمتَين؛ الأولى نقل الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الأراضي السودانية ومنها إلى مصر، حيث تصل الأسلحة إلى غزة عبر سيناء، والثانية نقل الأسلحة باتجاه الغرب؛ إذ يتم تهريب الأسلحة إلى جبهة البوليساريو بالصحراء المغربية.
اقرأ أيضًا: مؤتمر وارسو: هل تنجح واشنطن في اختراق الموقف العربي حيال صفقة القرن؟
مع بداية الربيع العربي، بدأ الضغط على السودان للانتقال إلى معسكر دول الخليج، واستبداله بالمساعدات الإيرانية المساعدات القادمة من الخليج، وهو ما آتى ثماره بالفعل وظهر واضحًا في المشاركة السودانية في تحالف دعم الشرعية؛ فالتحول السوداني خلال السنوات الماضية هو الذي مهَّد للقاء نتنياهو والبرهان في أوغندا.
المصدر: هآرتس