
كيو بوست –
لا أحد يعلم ماذا يحدث في ليبيا؟ وإلامَ وصلت الأوضاع هناك، خصوصًا بعد الأنباء الأخيرة التي تم تداولها بشأن وفاة المشير خليفة حفتر؟ كيوبوست تحدث مع باحثين ليبيين لتوضيح الرؤية للقارئ العربي.
في هذا الصدد، قال ناصر الهواري، الحقوقي الليبي البارز، عن الأوضاع الحالية في ليبيا: «هناك صراع سياسي وميداني حالي في ليبيا، وهناك انقسام كبير، لدينا برلمانان؛ برلمان في الجهة الشرقية، وشبه برلمان في طرابلس، لدينا حكومتان؛ حكومة الوفاق وحكومة السرّاج التي انبثقت عن الاتفاق السياسي الذي جرى في تونس عام 2015. ووصل الانقسام إلى حد الجيش، فلدينا جيشان؛ جيش في الجهة الشرقية يقوده المشير خليفة بن جاسم حفتر، وجيش في المنطقة الغربية يتبع صوريًا حكومة الوفاق، كل هذا أدى إلى استمرار الأزمة الليبية حتى الآن».
اقرأ أيضًا: مصطفى عبد الجليل: الإخوان والإسلاميون خدعوني وخدعوا جميع الليبيين
وأكد الهواري في تصريحاته الخاصة لـ”كيوبوست” على وجود تمويل خارجي لتغذية الانقسام السياسي والعسكري في ليبيا، مشيرًا إلى كل من قطر وتركيا كممولين أساسيين لهذا الانقسام. ليس هذا فحسب، بل كشف عن وجود تمويل قطري وتركي للإرهاب في ليبيا حين قال: “هناك سلاح يأتي إلى ليبيا من أوكرانيا للمجموعات المسلحة، عبر تركيا، وقد تم القبض على سفينتين من قبل محملتين بالسلاح، ولهذا أؤكد أن إنفاقًا كبيرًا على الإرهابيين يأتي من قبل قطر وتركيا، ولن ننسى زيارات قيادات التنظيمات الإرهابية المسلحة لقطر منذ عام 2011، وحصولهم على أموال لتمويل نشاطاتهم، بل تم تدريبهم وإمدادهم بالمقاتلين أيضًا”.
حفتر: حي أم ميت؟
تطرق حوار الحقوقي الليبي البارز إلى المشير خليفة بن جاسم حفتر، وحقيقة ما إذا كان حيًا أو ميتًا كما ردد البعض، فأضاف في تصريحاته: “هناك تضارب في الأقوال حول مصير خليفة حفتر، ما بين ميت أو حي يعالج في إحدى المستشفيات بفرنسا، وما تأكدنا منه هو أنه مريض ولم يتوفى، وهذا ما نحمد الله عليه لأن وفاته حاليًا ستزيد من تأزم الأوضاع في ليبيا، خصوصًا أن الجيش الليبي يدخل حاليًا معركة قوية للقضاء على الإرهاب، وتحرير كل الأراضي الليبية من دنسه، بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي من جديد في البلاد، وظهور خلايا تابعة له في سرت ودرنة وبنغازي والجفرة. هذا الظهور خيب آمال عناصر التنظيم بعد الأنباء التي ترددت بشأن وفاة حفتر”.
هل يترشح سيف الإسلام القذافي؟
ومن المحاور الذي تحدث فيها الهواري أيضًا الانتخابات الرئاسية الليبية، وما تردد بشأن مشاركة سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، مؤكدًا أحقيته في المشاركة بالانتخابات الرئاسية الليبية، خصوصًا بعد أن حوكم في ليبيا، وخضع للعفو العام.
اقرأ أيضًا: سيف الإسلام يحشد: هذه فرص تسلم القذافي الجديد مقاليد الحكم
ورفض الحقوقي الليبي محاكمة نجل القذافي دوليًا، بعد أن حوكم في ليبيا على التهم نفسها، موضحًا أنه في حال ترشحه في الانتخابات ستكون حظوظه كبيرة، خصوصًا أن لديه شعبية كبيرة وسط القبائل، وأنه كان يملك مشروعًا في السابق باسم “ليبيا الغد”، الأمر الذي قد يزيد من حظوظه في الفوز.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي قد يكون أيضًا أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية الليبية حال تركه الجيش الليبي، وأخذه قرار بتولي مسؤولية ليبيا بالكامل في الفترة المقبلة.
الأكاديمي الليبي البارز جبريل العبيدي، كان له رأي أيضًا في الأوضاع في ليبيا وكيفية حلها، إذ أكد لـ”كيوبوست” أن حلحلة الأزمة الليبية تكون من خلال الدعوة لانتخابات رئاسية بإشراف دولي، لتنتهي الفوضى في البلاد، وتقف الحرب التي اشتعلت برعاية إقليمية ودولية من دول عابثة مثل قطر، وأخرى تختبئ خلف مصالح شركات متعددة النشاط كتركيا.
ودعم العبيدي هو الآخر مشاركة سيف الإسلام القذافي في الانتخابات، وكذلك المشير خليفة حفتر -إذا أراد- مؤكدًا على أنه بخير، متهمًا جماعة الإخوان بترديد أكاذيب وفاته لزعزعة ثقة الجنود الليبين في حربهم على جماعات الإسلام السياسي.