اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةفلسطينيات
ماذا لو سقطت حكومة نتنياهو وتزعم “غانتس” إسرائيل؟
انتخابات نيسان ستكون الحاسمة

كيو بوست –
قرابة الشهرين تفصل دولة الاحتلال الإسرائيلي عن الانتخابات البرلمانية التي تحدد رئيس الحكومة الجديد. وتحظى هذه الانتخابات بأهمية واسعة، ليس على الصعيد الإسرائيلي فحسب، إنما على الصعيدين الفلسطيني والعربي أيضًا؛ فهي التي ستحدد من هو رئيس الحكومة القادم الذي سيقود إسرائيل في ظل تعقيدات حالة الصراع.
ولا يعول الفلسطينيون على أي من قادة الاحتلال لإحداث اختراق في عملية السلام، لكن على المستوى الرسمي تميل السلطة الفلسطينية لصالح اليسار باعتباره يؤيد حل الدولتين الذي يجمع عليه العرب والعالم كسبيل لإنهاء الصراع.
اقرأ أيضًا: ملف الانتخابات الإسرائيلية: فرص صعود التطرّف ضد الفلسطينيين
وفي وقت لا يمكن فيه توقع صعود اليسار من جديد، إذ اتجه المجتمع الإسرائيلي للتطرف خلال السنوات الأخيرة، فإن الطرف الرسمي الفلسطيني يبحث عن أي بديل آخر غير رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو الذي قاد خلال السنوات العشر الأخيرة من حكمه عمليات استيطان وتهجير وقتل ضد الفلسطينيين، وسعى إلى طمس أية آمال لقيام دولة فلسطينية.
البديل الممكن الآن هو رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس، الذي يدخل المعترك السياسي لأول مرة، طارحًا نفسه كمنافس لنتنياهو للوصول إلى رئاسة الحكومة، فهل يختلف عن نتنياهو؟ وما هي فرص حدوث تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه عملية السلام في حال توليه الحكم؟
من هو غانتس؟ وما معالم حكمه؟
ولد غانتس عام 1957، والتحق بجيش الاحتلال في عام 1977، حيث انضم للواء المظليين، وتدرج في هذا السلاح حتى صار قائدًا له في عام 1995.
وفي عام 2011، صار قائدًا لأركان الجيش الإسرائيلي. ومن أبرز المهام العسكرية التي تولى قيادتها أثناء وجوده في ذلك المنصب العدوان الدموي الأخير ضد قطاع غزة في عام 2014.
وفي أواخر عام 2018، أعلن نيته الترشح للانتخابات مؤسسًا حزبًا جديدًا أطلق عليه مسمى “المناعة لإسرائيل”.
ومن خلال تصريحاته الأخيرة ضمن دعايته الانتخابية، لم يبد على اختلاف مع توجهات نتنياهو المتطرفة، إذ وجه تحذيرات قوية لكل من إيران وحزب الله وحركة حماس، وذلك في سياق محاولته جذب الناخب الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا: سيناريوهات الانتخابات الإسرائيلية وتأثيرها في القضية الفلسطينية
وبشأن الصراع مع الفلسطينيين، شدد على أن “القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل”، كما أكد أنه لا انسحاب من هضبة الجولان السورية.
ويتوقع مراقبون أنه في حال فوز غانتس، فإن السياسة الإسرائيلية ستشهد تغيرًا على جبهات الحروب المتوقعة مع غزة وحزب الله وإيران، أكثر من أي تغير قد يطرأ في عملية السلام.
ففي حين كان نتنياهو يتبع سياسة حذرة حيال قرار خوض الحرب، يأتي غانتس من خلفية عسكرية بحتة ليضع بصمات جديدة في فترة ولايته إن حدثت بالفعل.
وعلى صعيد عملية السلام، فإن المجتمع الإسرائيلي لم يعد يرضيه خلال عقد مضى من الزمن سوى شن المزيد من الانتهاكات ضد الفلسطينيين، واحتلال مزيد من الأراضي في الضفة لصالح المستوطنين، ما يضع غانتس أمام ضرورة العمل على هذا النهج المتطرف، وفقًا لمراقبين، والنتيجة هي أن فرصة التغيير تكاد تكون معدومة.
صعود لافت
حقق الجنرال غانتس قفزة في استطلاعات التصويت، عبر عدد من أشهر وسائل الإعلام العبرية، ليؤكد بذلك أنه المنافس الجدي الأساسي لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وأفادت استطلاعات الرأي، التي بثت نتائجها محطات التلفزة الثلاث الرئيسة في إسرائيل، بأن حزب “مناعة إسرائيل”، الذي أسسه بيني غانتس في ديسمبر/كانون الأول، يمكن أن يفوز بما بين 21 و24 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي المكون من 120 عضوًا، فيما كانت تقديرات أولى قبل إطلاق حملته قد أفادت بأنه سيحصل على ما بين 12 و15 مقعدًا.
ووفق نتائج الاستطلاعات، يتوقع أن يحصل حزب “الليكود” اليميني الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو ويشغل حاليًا ربع مقاعد الكنيست، على ما بين 30 و31 مقعدًا في البرلمان.
اقرأ أيضًا: هل ستؤدي تحقيقات الفساد إلى إقالة نتنياهو من منصبه؟
وأفادت الاستطلاعات أيضًا بأن غانتس يقترب من نتنياهو -إن لم يكن قد تعادل معه- بصفته المرشح الأقدر على قيادة الحكومة في نظر الإسرائيليين، وذلك في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء تهمًا محتملة بالفساد، إذ تشير وسائل إعلام إلى أن المدعي العام قد يبدأ الإجراءات القانونية قبل التصويت في 9 أبريل/نيسان، ما قد يترك أثرًا بارزًا في نتائج التصويت.