الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

ماذا تعني عفرين لطرفي المعركة؟

بالنسبة لتركيا: الأكراد إرهابيون، فهل داعش كذلك؟

خاص كيو بوست – 

بدأت تركيا ثاني جولاتها العسكرية على الأرض السورية، بعد العملية الأولى التي استهدفت محافظات الباب وجرابلس، وسميت آنذاك “درع الفرات“. اليوم تقود تركيا عملية ثانية في منطقة عفرين في الشمال السوري تحت اسم “غصن الزيتون”، لكن الهدف يبدو واحدًا: لا قوة كردية على الحدود.  

ولطالما اعتبرت تركيا الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة جريمة ضد شعب، إلا أن الحال يتبدل بالنسبة للمقاتلات التركية التي تقصف المنطقة ذات الغالبية الكردية، باعتبار هذا العمل “دفاعًا عن النفس”، وفق تعبير الرئيس رجب طيب أردوغان.

 

 ما الذي تعنيه عفرين لطرفي المعركة؟

تقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وتحاذي مدينة إعزاز من جهة الشرق ومدينة حلب من جهة الجنوب، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال.

خارطة السيطرة في الشمال السوري، المصدر: BBC

تفصل عفرين بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في جرابلس، والباب، وإعزاز إلى الشرق، ومحافظة إدلب في الغرب.

وترمي تركيا من خلال المعركة إلى فرض السيطرة على عفرين، وتحقيق تواصل جغرافي ذي سيطرة موالية لها على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط.

وفي الوقت ذاته، القضاء على أي امكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية.

وصرح الرئيس التركي أردوغان قائلًا إن العملية التالية بعد عفرين ستشمل منطقة منبج، وفي حال تمكنه من ذلك سيقضي على كامل التواجد الكردي الحدودي مع تركيا. كل ذلك بدافع من مخاوف معلنة تثير شكوك المراقبين حول المطامع التركية في سوريا، على حساب الأقلية الكردية التي عانت من القوى المتصارعة في سوريا كافة؛ النظام أو داعش أو المعارضة المسلحة.

 

حقائق عن عفرين

  • تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا. 
  • يبلغ عدد سكانها نحو 523,258 نسمة حسب إحصائيات عام 2012، وارتفع هذا العدد ليصل إلى مليون نسمة، بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب، والمدن والبلدات المجاورة. 
  • تضم نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة. 
  • مشهورة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم. 

 

“داعش” أم الأكراد؟

يرى مراقبون أن الحرب السورية خدمت الأكراد كثيرًا، ففي وقت كانوا يعيشون فيه بإدارة ذاتية منقوصة ويعانون من التهميش، سحب النظام قواته تدريجيًا من مناطقهم في الشمال السوري بداية الأزمة، مما هيأ الظروف أمامهم لتشكيل حكم ذاتي.

إلا أن هجوم تنظيم داعش، وارتكابه جرائم ضدهم في تلك المناطق، دفع بهم إلى تشكيل قوات كردية، كانت الأكثر فعالية في محاربة التنظيم، وطرده نهائيًا من الشمال السوري، خصوصًا مدن عين العرب ومنبج.

حينها لم تتدخل تركيا عسكريًا ضد التنظيم الذي سيطر على مناطق حدودية عدة، واقتصر الموقف على محاولة منع التنظيم من الدخول إلى الأراضي التركية فقط، بل سادت شكوك حول دعم تركي للتنظيم. لكن المفارقة اليوم أن تعلن تركيا الحرب على عفرين بحجة “القضاء الى الإرهابيين” من الجماعات الكردية.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة