الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجياثقافة ومعرفةشؤون دولية

ماذا تعرف عن الذكاء الاصطناعي؟

هذه التكنولوجيا ليست بالقوة التي تبدو عليها، فهي غير قادرة على تقليد الفطرة السليمة أو التفكير المنطقي للإنسان بشكلٍ كامل.

كيوبوست- ترجمات

كتب كيفن روز، وكايد ميتز، في “نيويورك تايمز” مقالاً حاولا فيه تقديم تعريفٍ محدد لـ”الذكاء الاصطناعي”. وقال الكاتبان إنه عادة ما يتم استخدام مصطلح “الذكاء الاصطناعي” للحديث عن الروبوتات والسيارات الذاتية القيادة، وتقنية التعرف على الوجوه أو غيرها من التقنيات المستقبلية المعقدة.

ظهر هذا المصطلح في أواخر خمسينيات القرن الماضي، عندما شرع مجموعة من الأكاديميين في بناء آلة يمكنها فعل أي شيء يستطيع الدماغ البشري فعله، كالتفكير، وحلِّ المشكلات، والتعلُّم، والتواصل باستخدام اللغة الطبيعية. ولكن التقدم في هذا المجال كان بطيئاً حتى عام 2012، عندما غيرت فكرة واحدة هذا المنحى بأكمله.

“الشبكة العصبية” هي نظامٌ رياضي قادرٌ على تعلم المهارات، من خلال إيجاد أنماط إحصائية في كمياتٍ هائلة من البيانات. وقد اعتمدت منظومات مثل “أليكسا” و”سيري” على هذه الشبكات لتتمكن من فهم ما تقوله لها، والتعرف على الأشخاص والأشياء في صور جوجل، وترجمة عشرات اللغات على الفور.

اقرأ أيضاً: كيف خسرت سيري وأليكسا ومساعد جوجل سباق الذكاء الاصطناعي

ومؤخراً أشعلت مجموعة جديدة من روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي سباقاً لتحديد ما إذا كانت التكنولوجيا ستقلب اقتصاديات الإنترنت رأساً على عقب، وتقزيم القوى الرئيسية العاملة اليوم وخلق عمالقة الصناعة القادمين. ومن هذه الروبوتات:

تشات جي بي تي: تصدر نموذج الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” الذي أطلقته شركة “OpenAI” عناوين الصحف منذ إطلاقه في نوفمبر الماضي لقدرته على الإجابة عن الأسئلة المعقدة، وكتابة الشعر والبرمجة والتخطيط للإجازات وترجمة اللغات، حتى أن الإصدار الأخير منه “GPT4” أصبح قادراً على تمييز الصور.

هل يمكن لشات جي بي تي قراءة الأفكار؟

بينغ: بعد شهرين من ظهور تشات جي بي تي، طورت شركة مايكروسوفت -وهي مستثمر رئيسي وشريك في شركة OpenAI- روبوت محادثة مماثلاً قادراً على إجراء محادثاتٍ نصية مفتوحة حول أي موضوع تقريباً، وأضافت هذا الروبوت إلى محرك البحث الخاص بها Bing. ولكن ردود هذا الروبوت غير الدقيقة والخاطئة أحياناً كانت أبرز ما لفت الانتباه إليه.

بارد: قامت جوجل بإطلاق برنامج المحادثة الآلي الخاص بها تحت اسم “Bard” في مارس الماضي لعددٍ محدود من المستخدمين في الولايات المتحدة وبريطانيا. تم تصميم بارد في الأصل كأداة إبداعية تهدف إلى صياغة الرسائل الإلكترونية، والقصائد، والمدونات، والإجابة على الأسئلة بالحقائق والآراء.

إرني: كشفت شركة البحث العملاقة بايدو عن المنافس الصيني لروبوت “تشات جي بي تي” في مارس الماضي، ولكن الظهور الأول لروبوت Ernie كان فاشلاً بعد أن تبين أن العرض التوضيحي المباشر للروبوت كان قد تم تسجيله مسبقاً.

الذكاء الاصطناعي أطلق ثورة ستغير العالم- صورة تعبيرية

أما التغيير الكبير القادم فيتمثل فيما يعرف بتسمية “نماذج اللغة الكبيرة”. وهي شبكات عصبية عملاقة طورتها شركات كبيرة مثل جوجل ومايكروسوفت، واوبن إيه آي، ودربتها على كمياتٍ هائلة من النصوص المتوفرة على الإنترنت، بما في ذلك مقالات ويكيبيديا، والكتب الرقمية، والأوراق الأكاديمية.

وقد أذهلت هذه المنظومات الخبراء بقدرتها على كتابة النثر وبرامج الكمبيوتر، وإجراء محادثات معقدة، وأصبحت هذه التقنية تعرف باسم الذكاء الاصطناعي التوليدي.

اقرأ أيضاً: لا خوف من نهاية عالم الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي حتى الآن

أثارت العديد من التقنيات الجديدة، مثل العملات الرقمية، والميتافيرس، اهتماماً وتوقعات كبيرة عند ظهورها، وكان الأمر مختلفاً مع الذكاء الاصطناعي، ويرجع ذلك إلى أن الملايين من المستخدمين يستفيدون من ميزاته اليوم، بعد أربعة أشهر فقط من إطلاقه. ولكن هذه التكنولوجيا ليست بالقوة التي تبدو عليها، فهي غير قادرة على تقليد الفطرة السليمة أو التفكير المنطقي بشكلٍ كامل.

صحيح أنها تحاكي تفكير البشر في بعض النواحي، ولكن ليس في كلها. فهي تظهر ما يمكن أن نسميه “ذكاء”، ولكن كما قال الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، “إنه ذكاء غريب، يمكنه أن يفاجئنا بقدراته، لكن يمكنه خداعنا بأن يوحي إلينا بأنه يشبهنا أكثر مما هو عليه في الواقع. إنه قوي ومعيب في الوقت نفسه”.

المصدر: نيويورك تايمز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة