
كيو بوست –
يعد الانفصام العقلي من أكثر الأمراض العقلية شيوعًا في العالم، ويمكنه التأثير على أداء الأفراد من الناحيتيين التعليمية والمهنية. ويبلغ عدد المصابين به ما يقارب 21 مليون شخص، أي أن واحدًا من بين كل 100 شخص مصاب بهذا المرض، وذلك بحسب منظمة الصحة العالية. ويعتبر المرض شائعًا حول العالم بين الذكور (12 مليون)، الذي يظهر في صفوفهم بشكل مبكر، بينما يبلغ عدد الإناث المصابات بالمرض حوالي (9ملايين). لكن ما هي أعراض هذا المرض؟ وما هي أسبابه؟
أعراض الانفصام العقلي
يتعرض المصابون بمرض الانفصام العقلي لحالات تشويش في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات، كما ويعانون من الهلوسة، التي تعني سماع ورؤية أشياء غير موجودة، ويعانون أيضًا من الأوهام والمعتقدات والوساوس الزائفة التي يتمسك بها المريض بشدة، حتى في حال وجد إثباتات تنفي ذلك. يمتلك بعض هؤلاء مظهرًا غريبًا يتميز بإهمال الذات، أو الكلام غير المتماسك، أو السير بلا هدف والتمتمة، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
وليس من الضروري أن يعاني مريض الانفصام من تعدد الشخصيات أو أن يصبح عنيفًا، فقد بينت جمعية “ريثينك مينتال إيلنس” الخيرية للصحة النفسية، من خلال بحث أجري على 1500 شخص في سبتمبر الماضي، أن هناك سوء فهم واسع لطبيعة مرض الشيزوفرينيا. وحذرت الجمعية في دراستها أن مثل هذه الخرافات تنطوي على خطورة بالغة بحق المصابين بالمرض. وأوضح الأطباء النفسيون أن من يعانون من الانفصام يكونون على الأرجح عرضة للضرر أكثر من الآخرين كونهم هم من يتسببون بتلك الأضرار.
ومن تأثيرات المرض على الأشخاص المصابين أن من يعانون منه يموتون قبل باقي الأشخاص بمدى زمني يتراوح بين 15 إلى 20 سنة في المتوسط، كما أن 8% من المصابين به يرغبون في العمل ولديهم وظائف بالفعل.
أسباب المرض
عرف الأطباء العديد من المسببات التي من شأنها رفع خطر الإصابة بالشيزوفرينيا، وأهمها:
1-الوراثة: تزداد خطورة الإصابة عند الأشخاص الذين عانى أحد أفراد عائلتهم من الانفصام.
2- صحة الأم أثناء الحمل: إن تعرض الجنين أثناء الحمل لمواد خطرة، أو سوء تغذية، أو تعرضه للعدوى من الفيروسات، يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرضه للمرض مستقبلًا.
3- قد ترتبط إصابة الجنين بالمرض أيضًا بازدياد عمر الأب.
4- مشاكل في جهاز المناعة: تعرض الجسم للالتهابات والاضطرابات المناعية يعمل على زيادة نشاط الجهاز المناعي، الأمر الذي قد يرفع من خطر الإصابة بالانفصام.
5- الأدوية والمواد الكيميائية: إن تناول الأدوية المؤثرة على النفسية مثل العقاقير المهدئة وعلاجات الاكتئاب، أو المخدرات مثل الكوكائيين وغيرها خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة يزيد من إمكانية الإصابة بالمرض.
كيفية العلاج
يعالج مرضى الانفصام بالأدوية والدعم النفسي والاجتماعي. وبخصوص علاجه بالطرق التقليدية، أثبتت أبحاث كثيرة أن مستشفيات الأمراض العقلية على الطراز القديم، لا يوجد لها فعالية، ولهذا يجب توسيع نطاق الجهود للرفع من مستوى مؤسسات الرعاية النفسية، نظرًا لانتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل في هذه المؤسسات ضد المرضى.
ويهدف العلاج إلى التخفيف من أعراض المرض وإعادة تأهيل المريض لتخفيف الأعراض، وتحسين مهاراته الاجتماعية، والتحكم في المرض والتكيف معه.
أما عدم علاج أعراض المرض لفترة طويلة فيؤدي إلى حدوث مشاكل خطيرة في العمل والعلاقات الشخصية، أما إذا التزم المصاب بالعلاج فقد يشفى من المرض بشكل كامل.