الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة

ماذا تخفي أهرامات المايا في داخلها؟

كيوبوست- ترجمات

أوين جاروس♦

لطالما سحرت الأهرامات مَن يشاهدها، وكثيراً ما أثار حب المعرفة والفضول رغبة جامحة في نفوسهم لمعرفة ما الذي تخفيه هذه الأهرامات بداخلها. نشر موقع “لايف ساينس” مقالاً بقلم أوين جاروس، يأخذ فيه قرّاءه في رحلة إلى داخل أهرامات حضارة المايا في أمريكا الوسطى؛ لاستكشاف بعض الكنوز الأثرية الموجودة بداخلها.

كما هي الحال في أهرامات مصر القديمة، تحتوي أهرامات المايا على مقابر تضم كنوزاً نفيسة؛ ولكنها تضم أيضاً ما هو أكثر إثارة للفضول، أهرامات أصغر بداخل أهرامات أكبر. فعلى سبيل المثال يحتوي هرم إل كاستيلو في شبه جزيرة يوكاتان، على هرم داخل هرم داخل هرم؛ مثل الدمية الروسية الشهيرة. يقول أندريس تيجيرو أندرادي، الأستاذ في جامعة المكسيك الوطنية، إن سكان المنطقة القدامى لم يهدموا الأهرامات القديمة؛ بل قاموا ببناء أهرامات جديدة فوقها. ولم تكن هذه الممارسة محصورة بهرم إل كاستيلو؛ بل تنتشر في العديد من أهرامات المايا، حيث كانت هذه الممارسة شائعة قبل وصول المستكشفين الإسبان إلى أمريكا. وكثيراً ما تكون الأهرامات الموجودة في مناطق كانت مأهولة لفترات طويلة من الزمن قد بُنيت على مراحل متعددة.

اقرأ أيضاً: مَن بنى أهرامات مصر؟

وبعض هذه الأهرامات كان يستخدم كمعابد لإقامة الطقوس الدينية، بينما استخدم بعضها الآخر كمقابر للحكام وأفراد النخبة. واحتوى بعضها على قطع أثرية من أقنعة من اليشم للشخص المتوفى، وحبات من العقيق، وقطع من الزجاج البركاني، وأشواك سمك الطباق التي كانت رمزاً للتضحية بالنفس في حضارة المايا؛ لأن الناس كانوا يثقبون بها آذانهم ووجناتهم وشفاههم، ويمسحون الأصنام بالدم المتناثر من جروحهم.

عرش بشكل نمر منحوت من اليشم- “لايف ساينس”

كان شعب المايا يقدس قطعاً مصنوعة من اليشم؛ مثل العرش المنحوت من اليشم بشكل نمر أرقط الذي عثر عليه في هرم إل كاستيلو. وكان اليشم يحظى بتقدير كبير ليس بسبب قيمته وجماله فحسب؛ بل باعتباره حجراً يتمتع بأهمية رمزية كبيرة، وقد ربطه شعب المايا بوفرة محاصيل الذرة والحكام وقوة الرياح، وكان عنصراً مهماً في الطقوس الجنائزية وفي استحضار الآلهة وأرواح الأجداد.

اقرأ أيضاً: التغيرات المناخية أسهمت في تدمير أربع حضارات قديمة.. فهل حان دورنا؟

ويشير كاتب المقال إلى أن أهرامات المايا احتوت أيضاً على كنوز أثرية كثيرة؛ على سبيل المثال فإن الهرم الموجود في منطقة سان بارتولو في شمال غواتيمالا كان يحتوي على قطع من أقدم تقويم تم العثور عليه لحضارة المايا يرجع تاريخه إلى أكثر من 2200 عام مضت. كما يحتوي هرم في منطقة كوبان في هندوراس على نقش ضخم مؤلف من أكثر من ألفَي كلمة منقوش على جدران درج بداخله. ويروي هذا النقش حكاية تاريخ حكام كوبان بلغة المايا التي كانت تكتب برموز تشبه الرموز الهيروغليفية؛ وهي عبارة عن صور رمزية تمثل الأصوات التي تتشكل منها كلمات يمكن للعلماء قراءتها وترجمتها.

♦كاتب متخصص في علوم الآثار وتاريخ الإنسانية.

المصدر: لايف ساينس

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات