الواجهة الرئيسيةترجمات

ماذا اكتشف العلماء بعد فحص حالات زواج الأقارب في المملكة المتحدة؟

كيوبوست – ترجمات

يعد زواج الأقارب أحد أكبر المحظورات في العالم كله، ولعل حظر هذا النوع من الزواج له مبررات وجيهة؛ في مقدمتها زيادة حالات الاعتداء الجنسي وما قد ينتج عنها من صدمات نفسية طويلة الأمد، كما أن الأطفال الناتجين عن مثل هذا النوع من الزواج معرضون أكثر من غيرهم إلى الأمراض الجينية.

وعلى الرغم من أن تلك المحظورات لا تمنع أبدًا حدوث زواج الأقارب؛ فإنه من الصعب على العلماء جمع البيانات بحرية حول مختلف الحالات؛ لأن حالات الإبلاغ الذاتي المتعلقة بزواج الأقارب قليلة للغاية، وهو أمر يمكن فهم أبعاده منذ الحظة الأولى؛ فهناك كثير من الموانع الأخلاقية التي تجعل جمع البيانات دون الحصول على إذن من أصحابها شيئًا غير محبَّذ، وبالتالي تصبح دراسة زواج الأقارب والتداعيات الناجمة عنه أمرًا بالغ الصعوبة.

اقرأ أيضًا: كيف تؤثر جيناتك في جودة زواجك؟

لكن بوجود مرجع مثل البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، أصبح الأمر أقل صعوبةً؛ حيث يتمتع البنك الحيوي باحتوائه على قاعدة بيانات جينية لنحو نصف مليون مواطن على امتداد المملكة. وبمسح تلك البيانات تبيَّن بعض الأمور؛ حيث وجد العلماء أن نسبة زواج الأقارب من الدرجة الأولى أو الدرجة الثانية كانت قليلة للغاية بنحو 0.03% من إجمالي العينة المشاركة في الدراسة، وبقراءة الشريط الجيني لتلك الحالات تبيَّن وجود بعض المشكلات الصحية الموروثة لدى هؤلاء الأفراد من آبائهم.

ما الذي تشير الأرقام إليه؟

قام العلماء بتحليل نحو 450000 جينوم لأفراد منحدرين من أصول أوروبية؛ حيث تعمَّد الفريق البحثي بجامعة كوينزلاند بأستراليا، انتقاء شريحة من الناس ولدوا ما بين عامَي 1938 و1967، وبالمضي قدمًا في المشروع، وضع العلماء أمام أعينهم دراسة الأنماط الجينية المتماثلة في شريط الـDNA مع نظيره لدى أفراد آخرين، وهي السمة التي تحدد ما إذا كان الشخص نتاج زواج أقارب من عدمه، وإذا كنا جميعًا نمتلك جينات متماثلة مع أفراد آخرين، فإن تلك التماثلات عند الأفراد الناتجين عن زواج أقارب تصبح أكبر بكثير وموجودة على نحو متصل.

عدد من التوائم في أحد المستشفيات

وقد وجد العلماء أن هناك نحو 125 شخصًا من بين كل أفراد العينة يتبعون نمط التماثل الخاص بزواج الأقارب؛ أي نحو حالة واحدة بين كل 3600 حالة، حيث نتجت تلك الحالات من زواج أقارب من الدرجة الأولى؛ كالزواج من الإخوة أو من الدرجة الثانية كأخوات الأب والأم.

اقرأ أيضًا: هل يختلف سلوك التوائم المتطابقة باختلاف أسلوب الحياة؟

كما تعرَّف الباحثون على عدد من المشكلات الصحية في هؤلاء الأفراد المولودين عن زواج أقارب؛ حيث تميَّز هؤلاء بانخفاض في القدرات الذهنية والوظائف العضلية، ذلك فضلًا عن قصر القامة وانخفاض وظائف الكلى والقابلية للتعرُّض إلى الأمراض بشكل أكبر من نظرائهم. ووجد الباحثون عددًا من الأمراض الجينية النادرة في بعض هؤلاء الأفراد، والتي لم تكن هنالك أي بيانات متوفرة عنها من قبل. وعلى الرغم من أن زواج الأقارب يسبب عددًا من الاضطرابات الذهنية والجسدية؛ فإن حدة تلك الاضطرابات يتم تحجيمها في كثير من الحالات. ويمكننا أن نشير إلى 7 وظائف رئيسية تتأثر سلبًا بزواج الأقارب، لكل وظيفة منها متوسط لا ينبغي أن تقل عنه.

السلاسل الجينية المتشابهة

وبالنظر إلى نتائج الدراسة نجد أن متوسط الانحرافات السلبية عند المولودين من زواج أقارب يتراوح بين 0.3 و0.7 فقط، وهو رقم صغير مقارنة بما سبق توقعه، وهناك نسبة تتراوح بين 25% و40% من الأفراد المولودين عن زواج أقارب يوجدون في تلك المنطقة بشكل أقرب إلى الحالة الطبيعية؛ وهو ما يعني أن زواج الأقارب لم تنتج عنه مشكلات غير قابلة للإصلاح حتى الآن.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا في العالم؟

ويؤكد الباحثون أمرًا بالغ الأهمية، وهو أن البيانات المستقاة من البنك الحيوي الخاص بالمملكة المتحدة لا تعبر بالضرورة عن سكان المملكة كافة، وهي بالتأكيد لا تعبر عن سكان العالم كافة؛ ففي الغالب لا يتقدم لمنح نسخة من الـDNA الخاص به إلى البنك الحيوي إلا الأفراد المتعلمون والأصحاء، وهو ما يعني أن النسبة التي حصل عليها العلماء من دراسة البنك الحيوي ستنحرف بالضرورة عن المعدل الواقعي لزواج الأقارب.

المصدر: مجلة ديسكوفر

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة