الواجهة الرئيسيةفلسطينيات

مؤتمر وارسو: هل تنجح واشنطن في اختراق الموقف العربي حيال صفقة القرن؟

وثائق مسربة تكشف موقف السعودية الرافض للصفقة

كيو بوست –
 
أكثر من 40 دولة تشارك في مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن أحد طرفي الصراع الرئيسين يغيب ويعلن المقاطعة، ما يطرح تساؤلات حول جدوى هذا المؤتمر ومآربه الفعلية.
 
السلطة الفلسطينية أعلنت مقاطعتها للمؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة صاحبة صفقة القرن التي فجرت الأزمة بين السلطة وواشنطن، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول معالمها بإزالة قضية القدس عن طاولة الصراع والاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة للاحتلال.

اقرأ أيضًا: كيف عملت السعودية مع الفلسطينيين لمواجهة “عقوبات صفقة القرن”؟

محللون ذهبوا لاعتبار المؤتمر -المنعقد في العاصمة البولندية وارسو- خطوة لتصفية القضية الفلسطينية، ومسعى أمريكيًا لتهميش الفسطينيين، ومحاولة التوصل لحلول مع العرب بعيدًا عنهم.

 
مناورة أمريكية جديدة 
 
يرى مراقبون أن دعوة واشنطن للمؤتمر -الذي يناقش إلى جانب القضية الفلسطينية، الصراع مع إيران- تأتي في سياق المحاولات الأمريكية العديدة للقفز عن السلطة الفلسطينية لتمرير صفقة القرن؛ والمقصود هنا، محاولة من فريق ترامب لخلق دور عربي ضاغط على السلطة متماه مع صفقة القرن.
 
وترفض السلطة الفلسطينية الجلوس للحوار مع إدارة ترامب منذ إعلان نقل السفارة، وتشترط للعودة إلى التفاوض تراجع ترامب عن قرار الاعتراف.
 
وحاولت الإدارة الأمريكية بكل أنواع الضغط ثني الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن موقفه دون جدوى، إذ اتخذت خطوات لتصفية وكالة الأونروا كمقدمة لتصفية قضية اللاجئين، إلا أن الحضور السعودي والخليجي والأوروبي منع آثار الخطوة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: صفقة القرن في محطتها الثانية: اللاجئون الفلسطينيون في عين العاصفة

وبعد ذلك، أعلنت واشنطن على مراحل عن قطع التمويل عن السلطة، وهو الأمر الذي اعتبرته الأخيرة ابتزازًا، ورفضت الخضوع له.
 
ويأتي مؤتمر وارسو كخطوة جديدة كما يبدو، وهذه المرة فتح حوار مع العرب تمهيدًا لدور في تمرير الصفقة. واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن المؤتمر “مؤامرة أمريكية تستهدف النيل من استقلالية قرارات المشاركين بالمؤتمر السيادية، حيال قضايا جوهرية تعتمد على مواقف مبدئية لهذه الدول، مثل الموقف من القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها”.
 
وتابعت الخارجية الفلسطينية: “هذا المؤتمر أمريكي بامتياز، الهدف منه دفع الدول المشاركة إلى تبني مواقف الإدارة الأمريكية من القضايا المطروحة، تحديدًا القضية الفلسطينية”.
 
وأضافت أنها “لن تتعامل مع أية مخرجات لهذا المؤتمر، وسوف تتمسك بمواقفها الثابتة، وتواصل مساعيها مع الدول وكأن مؤتمر وارسو لم يعقد”.

 
اختراق الموقف العربي
 
والى جانب موقف السلطة الفلسطينية الرافض للمؤتمر، يرى محللون أن عقد المؤتمر دون حضور ممثل عن الفلسطينيين يندرج في سياق السعي الأمريكي إلى معاقبة السلطة لرفضها الجلوس مع فريق صفقة القرن.
 
وقال المحلل الفلسطيني هاني حبيب في مقالة له: “بينما تعلن وزارة الخارجية الأمريكية أن هدف مؤتمر وارسو الأساسي تنظيم وحشد المجتمع الدولي ضد إيران، إلاّ أن تسريبات أشارت إلى أن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي سيكون أحد الملفات الهامة التي سيتناولها المؤتمر، وأن هناك أكثر من احتمال أن يضع وزير الخارجية الأمريكي وغرينبلات المشاركين في صورة “صفقة القرن” الأمريكية، مع احتمال إعلانها في المؤتمر، مع أن مصادر أمريكية رجّحت الإعلان عن هذه الصفقة بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية”.

اقرأ أيضًا: وثائق وتسريبات صوتية: إسرائيل تعتبر أن السعودية خذلتها وقطر ساعدتها

ومنذ بدايات الإعلان عن بنود صفقة القرن، أعلنت الدول العربية المحورية موقفًا موحدًا، برفض أي حلول دون إقامة دولة فلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية، وهذا ما أكدت عليه قمة الظهران التي أطلق عليها العاهل السعودي قمة القدس وأكدت على الثوابت العربية بشأن قضية فلسطين.

وقال مصطفى البرغوثي في صحيفة “القدس” الفلسطينية إن “مؤتمر وارسو يسعى عمليًا إلى إعادة رسم خريطة الصراعات والتحالفات في العالم والشرق الأوسط، ولا يخفي أقطابه سعيهم إلى جعل إسرائيل دولة شقيقة للمحيط العربي، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مع استمرار ترسيخ الاحتلال ونظام الأبرتهايد العنصري ضد الفلسطينيين”.
 
في المقابل، تبدي القيادة الفلسطينية ثقة عالية في الموقف العربي الموحد الرافض للصفقة. 
 
لعل ما يدعم هذه الثقة الوثيقة السرية التي سربت عن وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرًا وتؤكد أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حسم موضوع العلاقات مع إسرائيل مؤكدًا رفض المملكة التطبيع معها.

اقرأ أيضًا: معاريف الإسرائيلية: السعودية تغتال “صفقة القرن”

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية في تقرير نشرته عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدت وثيقة قدمت فيها تقديراتها لموضوع العلاقات مع السعودية، موضحة أن الأخيرة غير مستعدة حاليًا للتطبيع أو الموافقة على “صفقة القرن”.
 
ونقلت القناة عن مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية أن بومبيو طلب من العاهل السعودي دعم خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط بعد أن يتم نشرها، إلا أن الملك سلمان أبلغ بومبيو أن المملكة لن تقدم الدعم لهذه المبادرة في حال عدم تلبيتها لمطالب الفلسطينيين، خصوصًا فيما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة