شؤون دولية
مؤتمر ميونخ للأمن: أمريكا تنسحب وحرارة الأرض تنذر بمزيد من الصراعات
تقرير المؤتمر: "إلى الهاوية"

كيو بوست –
تتجه الأنظار في 16 شباط من كل عام، ومنذ عام 1963، إلى أحد أهم وأبرز مؤتمرات العالم للأمن وسياسات الدول، الذي بات يعرف باسم “مؤتمر ميونخ العام للأمن”.
يعد المؤتمر وفق وسائل إعلام ألمانية، منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وفي تصنيفها الجديد، وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم.
والمؤتمر بمثابة منصة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف، وتبادل وجهات النظر، ولرسم الخطوط الحمراء في السياسة العالمية.
ويكتسب المؤتمر أهميته الكبرى لكونه يحتضن جلسات يشارك فيها أكثر من 500 مشارك من شتى أنحاء العالم، فيما يُتوقع هذا العام مشاركة 16 رئيس دولة، و15 رئيس حكومة، و47 وزير خارجية، و30 وزير دفاع، و59 ممثلًا لمنظمات دولية.
حصل المؤتمر في عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو، إضافة إلى مبلغ 700 ألف يورو كمصاريف تجهيزات، وطاقم موظفين من الجيش الاتحادي الألماني.
“إلى الهاوية؟”
هذا العام يضع المؤتمر على الطاولة، موضوعات محورية تتمثل بحالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب، ومستقبل العلاقات الأطلسية، وأزمة أوكرانيا، والعلاقات بين الغرب وروسيا، والوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا إلى جانب كوريا الشمالية. وتشمل الأجندة أيضًا موضوعات التطرف والإرهاب ولاسيما الحرب والسلام في الشرق الأوسط.
ويسبق انعقاد المؤتمر، تقرير سنوي يقيّم الأوضاع في العالم بصورة عامة، من زاوية أبرز القضايا الملحة التي قد تهدد الاستقرار الدولي.
أشار التقرير لهذه السنة، إلى تصاعد في وتيرة الصراعات، التي ساهمت في الهجرة والمجاعة.
تحت عنوان “إلى الهاوية – والعودة؟”، جاء في التقرير، على لسان رئيس المؤتمر فولفغانغ إيشنغر، أنه بات واضحًا بأن العالم قد أصبح خلال العام الماضي أكثر قربًا من حافة الصراعات المسلحة الثقيلة.
“الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، وكذلك المواجهة المتصاعدة بين السعودية وإيران، فضلًا عن التوترات المتراكمة باستمرار بين الناتو وروسيا في أوروبا”، هي من جملة قضايا اعتبرها التقرير دافعًا لتوتر الأوضاع في العالم.
وخلص التقرير إلى عنوان عريض مفاده “انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الساحة الدولية”، وجاء أن الولايات المتحدة تتخلى عن دورها القيادي في العالم، في ظل الحكومة الجديدة للرئيس دونالد ترامب.
“تبدي الولايات المتحدة الأمريكية اهتمامًا ضئيلًا ببناء مؤسسات إقليمية، أو حتى عالمية، تضع قواعد لتشكيل العلاقات الدولية. ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ودعت السياسة القائمة على القيم المشتركة، وأصبحت الآن المصالح المشتركة نقاط الاهتمام الوحيدة”، قال التقرير.
ونقل على لسان خبير السياسة الخارجية الأمريكية ج. جون أكينبيري إن “أقوى دولة في العالم بدأت بتخريب النظام، الذي وضعته بنفسها”، وهو الأمر الذي يدفع الأوروبيين، إلى منح المزيد من الاهتمام من أي وقت مضى إلى أمنهم، وفق التقرير، وذلك بمزيد من النفقات على الجيوش والتسلح.
تغير المناخ: تهديد عالمي
ولم يغفل التقرير مسألة تغير المناخ واعتبارها كتهديد عالمي. وجاء أن الأعوام 2015، و2016، و2017، تعد الأعوام التي سجلت خلالها أعلى درجات الحرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وأنها أيضًا أكثر الأعوام التي شهدت كوارث طبيعية كالعواصف والجفاف والفيضانات.
وربط التقرير بين تغير المناخ والصراعات، مرجعًا المزيد من الصراعات إلى ظاهرة تغير المناخ.