الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
مأساة الشحاتيت تختصر معاناة من يختلف مع “حماس” في قطاع غزة
مراقبون لـ"كيوبوست": سجل السنوار عندما كان في الأسر حافل بجرائم تعذيب الأسرى الذين كانوا يعترضون على نهج حركة حماس

كيوبوست – مصطفى أبو عمشة
خرج من السجون الإسرائيلية في حالة جسدية ونفسية صعبة للغاية بعد أن قضى 17 عاماً من الاعتقال؛ قضى منها نحو عشرة أعوام في العزل الانفرادي.. الأسير المحرر منصور الشحاتيت، بكى عندما تحدث عن تعرضه إلى الضرب، وتوقف عن الكلام؛ لكن قضيته تبقى غامضة.
اقرأ أيضاً: صدمة في غزة بعد اعتقال شيخ السلفيين بسبب صورة سليماني!
بدأت قصته عام 2009 عندما نشأ خلاف تنظيمي بينه وبين يحيى السنوار، مسؤول حركة حماس الحالي في غزة والأسير السابق، تطور الخلاف إلى عنف، وتم ضرب الشحاتيت من قِبل عدد من أسرى “حماس”، وأُصيب في رأسه بشكل بليغ، ثم رفض الأسرى بقاءه معهم في ذات القسم؛ الأمر الذي أدى إلى عزله.

جرم وطني
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، أنه من الواضح أن يحيى السنوار كان قد ارتكب جرماً وطنياً خطيراً عندما كان مسؤولاً لأسرى “حماس” في السجون الإسرائيلية، ويتمثل في تعذيب الأسرى الفلسطينيين والاعتداء عليهم بشكل وحشي عندما يختلفون معه، وما قضية الأسير الشحاتيت إلا واحدة من عشرات القضايا المشابهة؛ لكن شاءت الأقدار أن يُفتضح أمر السنوار بحق الشحاتيت من خلال قيام زملاء الأسير بالإخبار عن أن مَن تسبب في وضعه الصحي والنفسي هو السنوار.

ويشير الأيوبي، في تصريحاتٍ خاصة أدلى بها إلى “كيوبوست”، إلى أن أكثر من أسير شاهدوا وقائع الخلاف بين السنوار والشحاتيت، بعد أن أمر أتباعه بمقاطعة الشحاتيت داخل المعتقل والتحقيق معه، فما كان من الشحاتيت إلا أن صفع السنوار بكف على وجهه أمام العشرات من الأسرى؛ الأمر الذي دفع السنوار لإصدار تعليمات لأتباعه بضربه والاعتداء عليه، ومن ثمَّ طلب من إدارة السجون الإسرائيلية عزله.
اقرأ أيضاً: هجوم على “حماس” بسبب “الكريسماس”!
ويضيف الأيوبي: “إدارة السجون كانت على اطلاع باعتداء السنوار على الشحاتيت، إلا أنها لم تتدخل لحمايته باعتبارها مسؤولة عن حياة وأمن الأسرى، وفقاً للقانون الدولي”، مؤكداً أن سِجل السنوار عندما كان في الأسر حافل بجرائم تعذيب الأسرى الذين كانوا يعترضون على نهج “حماس”، وأن الأسرى المحررين يذكرون عشرات القصص من هذا النوع.
واستطرد الأيوبي قائلاً: “هذه القضية بعد التفاعل الشعبي معها لا يمكن تأجيل الحديث عنها، فشعبنا تناقل القضية وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم في مدينة دورا قضاء الخليل، مسقط رأس الأسير الشحاتيت، ولولا قناة (العربية) والإعلاميون الأحرار لما تحولت هذه القضية إلى قضية رأي عام”.
تصرف ممنهج

وعلَّق الإعلامي الفلسطيني أحمد مازن، في تصريحاتٍ خاصة أدلى بها إلى “كيوبوست”، بأن اللقطات التي أظهرت الأسير منصور الشحاتيت، وهو شارد الذهن وهزيل الجسم، ولا يستطيع التعرف على أُمه أو أحد أقربائه، أمر محزن جداً، فهو لم يخرج من المعتقل كما دخله بكامل قواه العقلية والجسدية، والحديث عن اعتداء أسرى ينتمون إلى “حماس” عليه بالضرب المبرح على رأسه، “ليس مؤكداً حقيقة؛ ولكنه ليس مستبعداً أو مستغرباً”، مشيراً إلى أن “حماس” جعلتنا نرى الأفظع خلال حكمها لغزة، وهذا لا يعني أن إدارة السجون بريئة مما حصل؛ بل على العكس تماماً فهي شريكة في هذه الجريمة بسماحها لتفلت الأمن داخل سجونها، وعدم اكتراثها لسلامة الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى إهمالها الطبي مع كل الأسرى.
اقرأ أيضاً: “حماس” تشعل أزمة جديدة في الشارع الفلسطيني بسبب اتفاقية الغاز
وعن رؤية البعض في محاولة ربط “حماس” والسنوار في حادثة الشحاتيت، والذي يأتي حسب ما يقولون إنه لأغراض انتخابية في ظل الاقتراب من موعد الانتخابات، يعقِّب مازن قائلاً: “لا أعتقد أن مثل هكذا حادثة يمكن أن تؤثر على أحد الأطراف الفلسطينية سلباً أو إيجاباً؛ فهناك فئة كبيرة من الحزبيين الذين ينتمون إلى أي طرف انتماء أعمى دون تفكير واعٍ وفهم حقيقي لمسار هذه الأحزاب”، منوهاً بأن الذي لم يغير وجهة نظره تجاه “حماس” بعد اعتقال الفلسطينيين في غزة وتكميم أفواههم وسحلهم وقتلهم، لن يغير وجهة نظره ألف قضية بمثل قضية الأسير الشحاتيت.