شؤون عربية

ليلة عنيفة في تونس: الشارع يحتج من جديد

"2018 سيكون عامًا صعبًا"!

خاص كيو بوست – 

ليلة عنيفة شهدتها تونس مع تصاعد التظاهرات الشعبية احتجاجًا على ارتفاع أسعار بعض السلع، وفرض ضرائب جديدة. وقتل شخص واحد وجرح 5 آخرين خلال صدامات بين قوات الأمن والمحتجين في بلدة طربية غرب العاصمة التونسية. 

بدأت التظاهرات مساء الأحد، وامتدت إلى نحو 10 مدن وبلدات تونسية، من بينها سيدي بو زيد، وبو حجلة، والوسلاتية، وفريانة، والكاف.

ويتصاعد الغضب الشعبي في تونس خلال الآونة الأخيرة إثر ارتفاع التكلفة المعيشية في أعقاب الزيادات التي أقرها قانون المالية الجديد لعام 2018، والذي بدأ تطبيقه مطلع الشهر الجاري. وفي ردها، توضح الحكومة أن هذه الزيادات طالت السلع الكمالية المستوردة، ولم تمس المواد الأساسية والغذائية.

وقبل ذلك، ثار جدل واسع في تونس بعد المصادقة على ميزانية عام 2017 بقيمة 32.7 مليار دينار (14.1 مليار دولار).

 

الحكومة: 2018 سيكون عامًا أصعب
 
لا يبدو أن الوضع الاقتصادي والمعيشي في تونس يتجه نحو التحسن، ما ينذر بموجة احتجاجات محتملة في البلد الذي يعيش ذكرى شرارة الربيع العربي، واعتبر في ما بعد التجربة الناجحة الوحيدة في ثورات الشعوب العربية.
 
وقال رئيس وزراء تونس يوسف الشاهد، في حديث نقلته إذاعات محلية، إن الوضع الاقتصادي “صعب ودقيق، لكن 2018 سيكون عامًا آخر صعبًا على التونسيين”، بعد ليلة الاحتجاجات العنيفة.
 

 

“لا مظاهرات ليلية”

وفي تصريحاته، قال رئيس الوزراء إنّ “حقّ التظاهر يكفله القانون، لكن لا وجود لاحتجاجات ليليّة في البلدان الديمقراطيّة”، في إشارة إلى رفضه تلك المظاهرات.

وأضاف أن حكومته ستطبق القانون على من وصفهم بـ”المخربّين” وعلى “من يقومون بتحريضهم”. 

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت في وقت سابق عن إيقاف 44 شخصًا على خلفية الاحتجاجات.

وقال المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني، “إن 44 شخصًا من بين المتورطين في أعمال سرقة، وسطو، أثناء الاحتجاجات، تم اعتقالهم”. وأوضح الشيباني: “هؤلاء لم تكن لهم علاقة بالاحتجاجات؛ كانوا مسلحين بأسلحة بيضاء”.

 

إجراءات موجعة

ووصف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الإجراءات التي فجرت الاحتجاجات بالموجعة، لكنه اعتبر أن لا بديل عن اتخاذها.

وقال السبسي إنه “لم يكن هناك بديل عن الزيادات في الأسعار، من أجل خلق توازنات مالية”.

ومنذ بداية 2018 رفعت تونس أسعار سلع أساسية عدة، أبرزها الوقود، وتلتها زيادة في أسعار عدد من المواد الاستهلاكية والأدوية، إضافة إلى ارتفاع تكلفة خدمات الإنترنت والهواتف والأطباء.

ولجأت الحكومة إلى زيادة الأسعار ضمن حزمة إصلاحات، يطالب بها المقرضون الدوليون، لخفض العجز في الموازنة.

لكن هذه الإجراءات أثارت غضبًا في الأوساط النقابية والشعبية التونسية. واعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل -وهو أكبر نقابة عمالية في تونس- أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أدت إلى “التهاب أسعار العديد من المواد المرتبطة بالاستهلاك اليومي للتونسيات والتونسيين”.

وقال الاتحاد في بيان له إن تلك الإجراءات “قد تزيد من ترفيع (ارتفاع) نسب التضخم، ومن تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين وتعمّق التفاوت الاجتماعي”.

 

برأيك هل الحكومة التونسية محقة في إجراءاتها، أم أن هنالك أسباب أخرى أدت إلى الأزمة الاقتصادية؟

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة