الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

ليتوانيا تتخذ خطوة مهمة وتصنف “حزب الله” جماعة إرهابية

توقيت القرار يأتي استجابة للضغوط الأمريكية الرامية إلى محاصرة الحزب ومموليه حول العالم.. ويحفز دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة

كيوبوست

اتفق مراقبون على أن قرار ليتوانيا تصنيف “حزب الله” كجماعةٍ إرهابية، الأسبوع الماضي، يأتي ضمن الضغوط الأمريكية لملاحقة الحزب حول العالم؛ خصوصاً في أوروبا، أحد أبرز الأماكن التي يعمل فيها الحزب بشكل معلن.

وبعد يوم واحد من إعلان وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكفيسيوس، الحصول على معلومات تفيد قيام “حزب الله” بممارسة أنشطة تمثل تهديداً للأمن في البلاد، كشفت الخارجية الليتوانية عن قرار رسمي بتصنيف الحزب كجماعة إرهابية.

اقرأ أيضًا: “حزب الله” اللبناني.. عدائية ضد واشنطن وبراغماتية في التعامل معها

وقال لينكفيسيوس: “بعد تلقينا معلومات قيِّمة من شركائنا الأجانب، توجب علينا الاعتقاد بأن (حزب الله) يعمل في إطار منظمة إرهابية. ودون ذكر مزيد من التفاصيل، فإن بعض الأشخاص العاملين مع المنظمة يشكِّلون تهديداً على الأمن القومي للبلاد”.

تساؤلات قائمة

محمد رجائي بركات

ثمة تساؤلات لم تتم الاجابة عنها في القرار المتخذ، حسب المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية؛ محمد رجائي بركات، والذي يقول لـ”كيوبوست”: “إن ليتوانيا لم تقدم للإعلام الأسباب بشكل وافٍ حتى اليوم حول الأدلة التي عثرت عليها ضد الحزب، وطبيعة الأنشطة التي قام بممارستها على الأراضي الليتوانية”.

وأضاف بركات أن المسألة مرتبطةٌ بشكلٍ أساسي بالضغوط التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية على الحزب حول العالم؛ من أجل محاصرة أي أنشطة يمكن أن يقوم بها، لافتاً إلى أن القرار في ليتوانيا يحمل طابعاً سياسياً أكثر منه جنائياً أو مرتبطاً بوقائع حدثت بالفعل؛ الأمر الذي يظهر في إعلانه من قِبل وزير الخارجية وليس الجهات القضائية، فضلاً عن عدم تركيز الإعلام في أوروبا على هذه المسألة بشكلٍ كبير، كما جرت العادة في هذه النوعية.

عناصر أمن ألمانية خلال مداهمة مؤسسات تابعة لـ”حزب الله”- AP

اقرأ أيضًا: تمويل الدوحة لـ”حزب الله” تفصيل ضمن خطة كبرى

يتفق معه في الرأي السفير اللبناني الأسبق في واشنطن؛ رياض طبارة، والذي أكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن الولايات المتحدة تسعى لاستقطاب الأوروبيين إلى جانبها بمواجهة “حزب الله” وبشكل مباشر؛ خصوصاً أن نشاطات الحزب تتركز بشكل أساسي في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

وأعلنت وزارة الهجرة الليتوانية منع أشخاصٍ لم تسمِّهم من قادة الحزب المرتبط بإيران، من دخول البلاد لمدة 10 سنوات ضمن الإجراءات التي اتخذت على الفور، علماً بأن ليتوانيا هي ثاني دولة أوروبية، بعد ألمانيا، تقوم بتصنيف الحزب بشقَّيه السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية.

شاهد: فيديوغراف.. تعاون قطر مع “حزب الله” ليس مفاجئاً

رياض طبارة

يقول طبارة إن محاصرة الحزب ومواقع عمله؛ سواء القائمة أو المحتملة، وتقييد حركة قادته ومسؤوليه، مرتبطان بشكل مباشر بسعي واشنطن من أجل دفع إيران لحوار مباشر قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، وبالتالي تقوم بمحاصرة أذرعها؛ وفي مقدمتها “حزب الله”، بجانب الضغوط المباشرة عليها والتي لم تتوقف حتى اليوم.

ويشير السفير اللبناني الأسبق إلى أن الموقف الأوروبي من “حزب الله” يخضع لعدة عوامل مرتبطة بطبيعة كلِّ دولة، ومدى استجابتها للضغوط أو المواءمات السياسية التي تقوم بها؛ لموازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن بيان الخارجية الليتوانية تضمن تأكيداً بأن المعلومات جاءت من شركاء لها بشكلٍ أساسي، وتضمن إشارة إلى الولايات المتحدة، ودولٍ أوروبية أخرى.

وأكد طبارة أن الولايات المتحدة تقوم بتبادل المعلومات بشكلٍ كبير مع الدول الأوروبية، ويسعى ترامب بشكل رئيسي إلى كسب مزيد من الشعبية في الوقت الحالي مع اقتراب الانتخابات؛ وهو ما يجعله يسعى لتعزيز موقفه عبر إصدار قرارات من دول العالم تخدم أهدافه وبرنامجه الذي يسعى لتحقيقه في الفترة الحالية، مشيراً إلى أنه على الرغم من كون ليتوانيا دولة قد لا تكون مهمة بشكل كبير لـ”حزب الله” في أوروبا؛ فإن لقرارها تأثيراً واضحاً على المجتمع الدولي؛ متمثلاً في زيادة الدول التي قد تحظر الحزب، وتمنع قادته من دخولها.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة