الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

ليبيا.. أرض الفرص بالنسبة إلى روسيا

نشرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" مقالة حول أهداف بوتين من تعيين سفير روسي جديد في ليبيا

كيوبوست- ترجمات

بوراك بيلجهان أوزبيك

نشرت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” مقالة حول أهداف بوتين من تعيين سفير روسي جديد في ليبيا، وما يجب على الدول الغربية فعله لإحباط مخططات بوتين المحتملة. فذكرت أن بوتين قد عيَّن آيدار أغانين، أحد مستشاريه المقربين في قسم تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الروسية، سفيراً لدى ليبيا ابتداءً من الشهر الماضي.

وأضافت أن أغانين يجيد العربية، وقد خدم في الأردن والعراق وفلسطين، وأدار النسخة العربية لـ”روسيا اليوم”، التي تُعد اليوم واحدة من أكثر وسائل الإعلام تأثيراً في العالم العربي بأسره.

رجل بوتين في طرابلس موجود هناك لسبب وجيه؛ ففي وقت تحتاج فيه روسيا إلى حشد كل الطاقات وهي تشن حربها في أوكرانيا، فإن قرار إرسال أحد أفضل الخبراء الإقليميين الروس وألمعهم إلى ليبيا لا يخلو من دلالة.

اقرأ أيضًا: فاغنر في السودان وليبيا… هل تنجح أمريكا في إبعاد الشبح الروسي؟

في الوقت الذي يراقب فيه العالم الحرب في أوكرانيا، تفتش روسيا في بقاع العالم بحثاً عن نقاط ضعف محتملة تستغلها ضد الغرب. صحيح أن روسيا تخفض وجودها في سوريا إلى حد ما؛ لكنها لم تفقد نفوذها في الشرق الأوسط. وفي ليبيا، يدين الكثير من السياسيين الليبيين بحياتهم ومناصبهم للأسلحة الروسية والمرتزقة الروس؛ بحيث لا يمكنهم استبعاد فضل موسكو عليهم. والآن ربما يكون الوقت المثالي لرد بعض من هذا الجميل لبوتين.

تعيش ليبيا أوضاعاً سياسية وأمنية شديدة التعقيد

ليبيا، من دون حكومة، ومن دون دستور، ومن دون سيادة القانون، وفي ظل انتشار الميليشيات المأجورة، يمكن أن تتحول بسرعة إلى صداع للغرب. لقد أرسل بوتين شخصية ماهرة لقطف الثمار الناضجة. يمكن لأغانين أن يطلب بسهولة من أية ميليشيا حصار مصفاة نفط أو تخريبها، وتحويل مئات الآلاف من البراميل بعيداً عن الغرب. بإمكانه أيضاً تخريب خطوط أنابيب الغاز. وربما الأهم من ذلك، يمكنه استخدام إجادته اللغة العربية ومعرفته العميقة بالثقافة العربية، التي يفتقر إليها نظراؤه الغربيون، لإقناع القبائل الليبية بأن روسيا سوف تخدمهم على نحو أفضل من الغرب. يمكنه العمل مع أي عدد من البلطجية لإجبار المهاجرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا على الذهاب إلى أوروبا بشكل جماعي. وفي حالة أكثر تطرفاً، يمكنه العمل مع أحد الرجال السياسيين الأقوياء في ليبيا لزج الدولة في أتون الحرب الأهلية مجدداً.

شاهد: فيديوغراف.. هل ستؤثر القيادة الجديدة للإخوان المسلمين على الوضع في ليبيا؟

كيف يمكن للغرب أن يرد على ذلك؟ يجب على الدول الغربية التفكير بجدية في كيفية إنهاء عقد من البؤس السياسي في ليبيا وإرسال دبلوماسيين مهرة يمكنهم التعامل مع زعماء القبائل وبناء إجماع ليبي. القيام بذلك يتطلب استعداداً لاستخدام جزء فقط من قوتها الاقتصادية والسياسية الهائلة لتهديد رجال ليبيا الأقوياء. أقل ما يمكن أن يفعله الغرب هو التهديد بحرمانهم من رحلات التسوُّق إلى لندن، والعطلات في جنوب فرنسا، ما لم يتمكنوا من توفير حياة كريمة لشعبهم.

ومن أسفٍ، أن الدول الغربية لم تفعل ذلك منذ عقد من الزمان. فلماذا تبدأ الآن؟ عندما يتوقف النفط عن التدفق مرة أخرى، سوف تفعل. عندئذٍ، لا تلوموا أغانين، لوموا أنفسكم.

المصدر: ذا ناشيونال إنترست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة