الواجهة الرئيسيةحواراتشؤون دولية
لويس ميغيل بوينو: العقوبات لا تشمل المساعدات لمنكوبي الزلزال في سوريا
المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا -في حوار خاص مع "كيوبوست"- يؤكد أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات كبيرة على إيران

كيوبوست- سلمان إسماعيل
أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، أن دول الاتحاد تدعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، مستبعداً أن تكون لدى موسكو النية لوقف هذه الحرب في الوقت الحالي؛ خصوصاً مع ما تشهده الأراضي الأوكرانية من اجتياح روسي متواصل.
وقال بوينو، في مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، إن الاتحاد الأوروبي قدم ما يلزم من الدعم للمتضررين من الزلزال في سوريا، منوهاً بأن العقوبات المفروضة على دمشق لا يمكن أن تشل المساعدات الإنسانية، وإنما تنحصر فقط في عدد من الكيانات والشخصيات المتورطة في “قمع المدنيين”، حسب وصفه.
وأشار المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إلى أن أوروبا لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة الدمار الشامل، مع ما وصفه بزيادة انتشار النشاط النووي في المنطقة. وأكد أن الاتحاد فرض عقوبات كبيرة على الحكومة والنظام الإيراني، دعماً للانتفاضة الشعبية ضد القمع المتواصل هناك؛ لكن في النهاية لا يمكنه تغيير النظام لا في إيران ولا غيرها من دول العالم. وإلى الحوار..
– مع قرب انتهاء السنة الأولى للحرب في أوكرانيا.. ما توقعاتك لسيناريوهات النهاية؟
من الواضح أن روسيا ليست لديها أية نية لوقف اعتداءاتها غير القانونية على أوكرانيا. العكس هو الصحيح، للأسف؛ فموسكو تواصل قصف المدن والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا. والسؤال هو: متى سيوقفون عدوانهم على الشعب الأوكراني؟ الاتحاد الأوروبي يؤمن بحل الخلافات من خلال الحوار؛ لكن لم تبدِ روسيا أي استعداد للتفاوض، وإنما تستمر في عدوانها وانتهاكاتها للقانون الدولي. والعدوان الروسي يهدد الأمن والسلم ليس فقط في أوروبا؛ ولكن أيضاً في العالم.

– هناك اتهامات لدول الاتحاد الأوروبي بإذكاء الحرب عبر المساعدات العسكرية بدلاً من البحث عن حلول للتسوية.. ما رأيك؟
تأسس المشروع الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية على منطلق واضح، هو القيام بكل ما يلزم كي لا تعود الحرب إلى القارة الأوروبية مرة أخرى، وأن يكون السلام مستداماً. اليوم يهدد العدوان الروسي هذا المشروع الذي تمكنا من خلاله من الحفاظ على السلام في أوروبا لعقود. فهل من المفترض أن يظل الاتحاد الأوروبي مكتوف الأيدي بينما تغزو روسيا دولة أوروبية ذات سيادة ومستقلة؟ هل حدود أوكرانيا معترف بها دولياً؟ أوكرانيا بلد يتعرض إلى عدوان مسلح، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واضحة جداً. تُذكرنا هذه المادة أن هناك “حقاً طبيعياً للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسها إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة. ومساعدة الاتحاد الأوروبي، بما فيها الدعم العسكري، تأتي في هذا السياق. والهدف هو مساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها أمام هذا العدوان.
اقرأ أيضاً: هنري كيسنجر: كيف نتجنب حرباً عالمية أخرى؟
– هل يمكن أن تتحول الحرب في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة؟
لقد حرصنا على تجنب التصعيد. ندعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها؛ ولكن مَن الذي يهدد باستخدام الأسلحة النووية؟ مَن الذي قصف منطقة زابوريجيا؟ مَن الذي شن اجتياحاً غير مبرر ضد أوكرانيا؟ من مصلحة جميع الأطراف منع أي نوع من التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب أوسع. لكن علينا أن نكون واضحين؛ تتحمل روسيا كامل المسؤولية في ما يحدث في أوروبا، وآمل أن تدرك السلطات في الكرملين خطر انتهاكاتها القانونَ الدولي.
– إذا انتقلنا إلى الشرق الأوسط.. ماذا قدم الاتحاد الأوروبي للمتضررين من زلزال تركيا وسوريا؟
في سوريا، يقدم الشركاء الإنسانيون الذين يمولهم الاتحاد الأوروبي، من بين أمور أخرى: البحث والإنقاذ، وإسعافات أولية، وخدمات الإسعاف، والمأوى، والطعام، والماء، ومستلزمات العناية الشخصية. كما خصصنا على الفور 3.5 مليون يورو إضافية لمساعدة السوريين المتضررين. وتم أيضاً تفعيل آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية لمساعدة السوريين المتضررين من هذا الزلزال الرهيب. في الوقت الحالي، تساعد 6 دول في الاتحاد الأوروبي من خلال توفير الخيام والبطانيات والأَسِرَّة والطعام والملابس الشتوية.. وغير ذلك من المواد الإغاثية في كل المناطق المتضررة في سوريا. كما نعمل جنباً إلى جنب مع برنامج الغذاء العالمي لتقديم المساعدة الإنسانية.

– وهل تضع كارثة الزلزال نهاية للعقوبات الدولية المفروضة على سوريا؟
المساعدات الإنسانية لم تكن قط مستهدفة ضمن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد النظام السوري، وكل مَن يدعي العكس هو كاذب. العقوبات لا تمنع تصدير الأغذية أو الأدوية أو المعدات الطبية، وينص إطار عقوبات الاتحاد الأوروبي على عدد من الاستثناءات الإنسانية، وهي معروفة جيداً من جانب كل العاملين في المجال الإنساني في سوريا.

– لكن البعض يقول إن المدنيين وليس النظام هم المتضرر الأكبر من هذه العقوبات..
تستهدف هذه العقوبات 291 شخصاً و70 كياناً يخضعون لتجميد أصولهم وحظر للسفر بسبب دورهم في قمع المدنيين. وتستهدف هذه العقوبات أعضاء من النظام وعسكريين ورجال أعمال بارزين وشركات تجني أرباحاً طائلة من الحرب الاقتصادية وتمول النظام. تستهدف أيضاً قطاعات اقتصادية يستفيد منها النظام، وهي مُصممة بطريقة تسمح بتجنب أي آثار سلبية محتملة على الشعب السوري.
– في ما يتعلق بمفاوضات النووي الإيراني.. هل أوشكت إيران على امتلاك قنبلة نووية؟
يكرر الاتحاد الأوروبي تأكيد تصميمه الواضح على ألا تمتلك أو تطور إيران سلاحاً نووياً. والاتحاد يشعر بقلق عميق بشأن تسارع برنامج إيران النووي. إن أنشطة إيران ليس لها مبرر مدني موثوق فيه، وتنطوي على مخاطر كبيرة للغاية تتعلق بانتشار الأسلحة النووية. ونواصل حث إيران على الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

– وما خطورة امتلاك إيران أسلحة الدمار الشامل؟
للأسف نرى أن خطر الانتشار النووي في المنطقة زاد نتيجة مسار إيران النووي الحالي. ومن المؤسف أن إيران تواصل تصعيد برنامجها النووي. وسوف يواصل الاتحاد الأوروبي الاستثمار دبلوماسياً وسياسياً، لضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً. يعد هذا الأمر أولوية لنا.
– وما الذي أوصل المفاوضات مع طهران إلى هذا الطريق المسدود؟
نرى أن إيران لم تتخذ القرارات اللازمة والخطوات الضرورية للمضي قدماً في هذا الملف، وذلك رغم جهود الاتحاد الأوروبي بصفته منسق المفاوضات النووية. وسنستمر في عملنا من أجل إحياء الاتفاق النووي.
– يتهمكم البعض بعدم مساندة المحتجين في إيران لإسقاط نظام الملالي.. ما ردك؟
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران لقمعها الوحشي المواطنين الإيرانيين؛ لكن الاتحاد الأوروبي ليست لديه سياسة تغيير النظام، سواء أكان ذلك في إيران أم في أي مكان آخر.