الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
لهذه الأسباب قد تُجبر إيران على الخروج من سوريا
الوجود الإيراني في جنوب سوريا في محور مباحثات روسية أمريكية

كيو بوست –
بات الوجود الإيراني في سوريا يأخذ حيزًا كبيرًا من المناقشات العاصفة حول الأزمة السورية، بين الأطراف التي لعبت دورًا فاعلًا في الحرب، والأطراف الأخرى التي تراقب عن كثب ما يجري.
ركود الحرب في الجنوب السوري بعد اتفاقات تقضي بإخلاء المسلحين وسيطرة الجيش السوري على غالب أنحاء مدينة درعا، يقابله تحرك إسرائيلي كثيف لوضع مطالبها على طاولة التسوية.
إيران الساعية إلى مكسب من الكعكة السورية، قد تدخل في مقايضة مع إسرائيل: الانسحاب من جنوب سوريا مقابل شروط.
اقرأ أيضًا: إيران في سوريا: عسكرة واستثمار
مفاوضات غير مباشرة
مثلما لعبت روسيا دور الوسيط في الصفقة التي سمحت بإعادة انتشار الجيش السوري في الجنوب، فإنها تشكل محورًا في مفاوضات غير مباشرة تجري بين إيران وإسرائيل حول موضوع انسحاب القوات الإيرانية من المناطق الحدودية في الجولان.
مصدر دبلوماسي أجنبي كشف لصحيفة الجريدة الكويتية أن تزامن زيارة كل من علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للشؤون الخارجية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو، لم يكن من باب الصدفة، بل كان معدًا له من قبل الروس، بغرض إجراء مباحثات غير مباشرة بين الطرفين، والتوصل إلى اتفاق بشأن الوجود الإيراني في سوريا.
ويتواجد في سوريا ألوية عسكرية تابعة لإيران، أبرزها حزب الله، إضافة إلى قوات موالية أخرى، ومستشارين عسكريين في الحرس الثوري الإيراني.
ووفق المصدر الأجنبي، فإن روسيا طلبت من إيران إيفاد مندوب للبحث في القضية. وتبع ذلك الطلب قدوم ولايتي ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محملًا بإجابات طهران بشأن مطالب تل أبيب وما يقابلها من شروط بلاده.
“إيفاد ولايتي إلى موسكو لمباحثات غير مباشرة مع نتنياهو، يذكّر بإيفاد ولايتي للقاء صدام حسين بعد الحرب العراقية – الإيرانية عام 1988، عندما كان مجرد ذكر اسم صدام في إيران يثير غضب الجماهير، لكن ولايتي التقى صدام، وتقبل الإيرانيون ذلك، وعليه يتوقع المصدر أن تشهد إيران تحولات كبيرة غير متوقعة، إذ “حان الوقت لتجرع كأس العلقم”، قال المصدر.
مقايضة
وقال ولايتي إن الاجتماع مع بوتين كان “بناءً ووديًا جدًا”.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس إن ولايتي سلّم الرئيس بوتين رسالتين من خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني.
رسائل إسرائيلية
وخلال زيارته إلى موسكو ولقائه بوتين، أبلغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي، بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون في مأمن في حال إخراج القوات الإيرانية من بلاده.
“روسيا تعمل بالفعل على إبعاد القوات الإيرانية 80 كيلومترًا من خط وقف النار في الجولان، لكن هذا لا يفي بمطلب إسرائيل بخروجها بشكل تام”، قال مسؤول إسرائيلي رفيع.
وتضع تصريحات نتنياهو، الوجود الإيراني تحت ضغط سوري وروسي للخروج، فالنظام السوري الذي يضع اللمسات الأخيرة على استعادة السيطرة على كامل البلاد، بحاجة لاستقرار يتيح له استعادة زمام الأمور في الدولة السورية.
وبحسب مراقبين فإن الأسد قد يدفع باتجاه تسوية تهدئ الأوضاع مع تل أبيب.
اقرأ أيضًا: تحقيق: 3 إستراتيجيات إيرانية للسيطرة على الشرق السوري
تحركات إيرانية
في مقابل التحركات الإسرائيلية الروسية، فإن السلطات الإيرانية التي تواجه ضغطًا هائلًا من الداخل والخارج، بسبب العقوبات الأمريكية، باتت تبحث عن صيغة تخرجها من الأزمة.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى قوله إن رئيس اللجنة العليا للسياسة الخارجية في مكتب المرشد كمال خرازي، توجه إلى برلين للقاء مسؤولين ألمانيين وأوروبيين، وبحث مقترحات إيرانية لإنقاذ الاتفاق النووي، وحل الخلافات مع الولايات المتحدة.
عامل الضغوط الأمريكية
ثمة ما يشير إلى أن العقوبات الأمريكية على إيران قد تلعب دورًا مفصليًا حول وجود إيران في المنطقة العربية، وفقًا للمراقبين، وهو ما قد يدفع بطهران أخيرًا للرضوخ إلى تسوية بمكاسب معينة.
رغم تصريحات ترامب التي تأخذ طابعًا غير دبلوماسي في العادة، إلا أن أقواله التي أدلى بها لقادة حلف شمال الأطلسي في بروكسيل تلمح إلى ذلك: “إيران تعاملنا باحترام أكبر بكثير الآن مقارنة بما كان عليه الحال في السابق”، مضيفًا: “أعلم أن لديهم الكثير من المشاكل، وأن اقتصادهم ينهار، لكنني سأقول لكم هذا: في مرحلة ما سيتصلون بي وسيقولون فلنبرم اتفاقًا، إنهم يشعرون بألم كبير الآن”.
ويقول مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف، لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، إنه يمكن “إخراج” إيران من سوريا، بالضغط على طهران نفسها، كما يفعل الأمريكيون. فعندما لا يمتلك الإيرانيون الموارد اللازمة لدعم (الموالين لهم)، فإن ذلك سيجبرهم على الرحيل.
ويضيف: “ليس هناك قنوات أخرى، خصوصًا لدى روسيا. موسكو يمكنها القيام بذلك بشكل غير مباشر فقط، من خلال التأثير على دمشق الرسمية”.