الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
لهذه الأسباب، يحاول تنظيم داعش الدخول إلى تونس!
ما هي دوافع التنظيم لتثبيت أقدامه في تونس؟

كيو بوست –
بعد أن ثخنت جراح تنظيم داعش المتطرف في مناطق سوريا والعراق، بات يبحث عن مناطق أخرى للعودة من جديد. وقد تحدثت تقارير سابقة لكيو بوست عن سعي التنظيم إلى التوجه إلى جنوب شرق آسيا، وإلى شمال إفريقيا، من أجل إعادة بناء قوته فيها من جديد، لتعويض خساراته في مراكز قوته الرئيسة.
وتظهر تقارير حديثة أن التنظيم يحاول خلال هذه الفترة أن ينشئ قوة له داخل تونس، يكون لها القدرة على إنشاء مناطق نفوذ فيها، على اعتبار أنها من بين أكثر الدول التي كانت ترسل مقاتلين محليين للقتال في صفوق التنظيم.
ويحاول التنظيم، وفق التقارير، أن يستفيد من عامل الكثرة العددية للمقاتلين التونسيين، من أجل بناء قوة يعوّض من خلالها ما فقده في سوريا والعراق، خصوصًا مع عودة المقاتلين المحتملة إلى بلادهم في شمال إفريقيا.
نشاطات مشبوهة
خلال الفترة القريبة الماضية، شهدت تونس مجموعة من النشاطات المشبوهة، التي يُعتقد أنها جزء من تحركات العناصر التابعين لتنظيم داعش داخل أراضيها. وكانت بعض العمليات التي استهدفت قوىً أمنية ومنازلَ مسؤولين في الحكومة التونسية من بين أقوى المؤشرات على تنامي قوة مجموعات متطرفة.
وفي بداية عام 2018، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “أبو الوليد الصحراوي” مسؤوليتها عن عدد من العمليات داخل تونس، وفي النيجر ضد القوات الفرنسية والأمريكية. وبعد أيام من الإعلان، فكّكت القوى الأمنية خلية لداعش من 9 عناصر عائدين من سوريا متورطين في قضايا إرهابية، كانت تحاول استقطاب عناصر جدد لصالح التنظيم، وتحرضهم على السفر إلى ليبيا للالتحاق بمجموعات مسلحة هناك بغرض التدريب.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أعلنت السلطات التونسية عن تنفيذها عمليات عدة ضد جهاديين يبايعون التنظيمات المتطرفة، خصوصًا في المناطق الحدودية مع الجزائر.
وتشير كل هذه الدلائل إلى تزايد نشاطات الجماعات المتطرفة في تونس، بشكل قد يسهم في تهديد أمن البلاد بشكل جدي، الأمر الذي يستدعي تحركًا كبيرًا من السلطات الأمنية.
أسباب
يحيل متخصصون أسباب السعي الداعشي نحو استعادة النشاطات في تونس مجددًا إلى اعتبارات عدة، أبرزها يتعلق بوجود الخلايا النائمة، في صفوف المجتمع التونسي. وينظر تنظيم داعش إلى ذلك باعتباره مخزونًا يمكن لهم العودة إليه في حالات الضرورة، خصوصًا أن عددًا من هذه الخلايا تضم نساءً وفتيات.
ووفق بعض التقارير، فقد جرى الكشف عن خلايا نائمة عدة خلال الفترة الماضية، بما في ذلك خلية تشتمل على 3 فتيات من بين عناصرها، حاولن نشر أفكار التنظيم، بهدف إيفاد عناصر جديدة له من المدنيين. المجموعات النائمة يمكن لها أن تسهم في تنفيذ عمليات خاطفة وسريعة ضد أهداف حيوية، بما يهدد أمن البلاد بشكل مباشر.
الاعتبار الآخر هو تزايد نفوذ الجماعات المتطرفة الأخرى، بما في ذلك القاعدة، الذي يحارب حاليًا عناصر داعش في شمال إفريقيا، بهدف كسب النفوذ هناك. ويرغب داعش بأن يحصل على نفوذ القاعدة، وأن يستقطب عناصره لصالح تنظيمه.
يحاول تنظيم داعش أيضًا أن يستغل الأوضاع المتوترة في تونس، من أجل تثبيت نفسه فيها. وكان التنظيم قد استغلّ الفلتان الأمني في سوريا والعراق من أجل تثبيت أقدامه في مناطق واسعة. كما أن تونس شهدت خلال الفترة الماضية مشاكل اقتصادية وسياسية، تتمحور معظمها حول الأوضاع المعيشية للسكان، وما رافقه من احتجاجات ومظاهرات شعبية في عدد من المدن التونسية.
مع ذلك، يحسب للسلطات الأمنية أنها تمكنت من ردع خلايا التنظيم في تونس خلال الفترة الماضية، فيما يُحتمل أن تواجه قوة أكبر خلال الفترة المقبلة، ما يضع عليها مزيدًا من المسؤوليات.