شؤون خليجية

لهذه الأسباب، أعادت الإمارات فتح سفارتها في سوريا

ما علاقة تركيا وإيران؟

متابعة كيو بوست –

أعادت الإمارات افتتاح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، قبل أيام عدة، في مسعى منها لتعزيز التواجد العربي هناك، إذ تخوض البلاد غمار مرحلة التعافي من حرب مدمرة استمرت قرابة 8 سنوات.

وتمهد الخطوة إلى عودة العلاقة مع دمشق إلى طبيعتها، بينما فسرها مراقبون بمحاولة سد الفراغ الذي تركه الغياب العربي في البلد الذي تحاول إيران تثبيت موضع قدم لها داخل حدوده.

وتؤدي الإمارات دورًا هامًا في مساعدة اللاجئين السوريين، وقد تفتح خطوة إعادة فتح السفارة إلى تطوير هذا الدور، وربما المشاركة في إعمار سوريا.

اقرأ أيضًا: هكذا غيرت الإمارات حياة آلاف اللاجئين السوريين في الأردن

 

مواجهة التفرد التركي الإيراني

خلال سنوات الحرب، تمكنت تركيا وإيران من فرض وجودهما على الساحة السورية، وصولًا إلى التنسيق فيما بينهما لترسيم خارطة نهاية هذه الحرب، في وقت غاب فيه أي دور عربي فاعل في القضية السورية.

ووفق مراقبين، سمح هذا الغياب بتوغل تركيا وإيران في الشأن السوري، إذ تخطط تركيا في هذه المرحلة للسيطرة الكاملة على الشمال السوري، حيث تقطن الغالبية الكردية.

كيو بوستس

وقالت تقارير إن خطوة الإمارات تهدف إلى إعادة تعزيز الدور العربي الذي بات “أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي”.

وأعلنت الخارجية الإماراتية، في بيان لها، استئناف العمل في السفارة بالعاصمة السورية، “إذ باشر القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله من مقر السفارة”، معربة عن تطلعها إلى أن “يسود السلام والأمن والاستقرار في ربوع الجمهورية العربية السورية”.

اقرأ أيضًا: تركيا تهدد باجتياح شرق الفرات: أي سيناريوهات ممكنة؟

ويرى المفكر الإماراتي يوسف الحسن في تصريح خاص إلى كيو بوست أن “الخطوة الإماراتية تأتي في إطار التزامها المبدئي بحماية الأمن القومي، والدولة الوطنية العربية، وسيادتها، وإعادة الحيوية للتضامن العربي، والعمل العربي المشترك، ووقف الاختراقات الخارجية للبيت العربي”، مشيرًا إلى أن “هذه الخطوة تتضمن مؤشرات إيجابية لمراجعة سياسات عربية في إطار الجامعة العربية بشأن الدولة الوطنية السورية، وهي سياسات اتخذت في مرحلة الارتباك والفوضى التي تسبب بها ما سمي بالربيع العربي، وانتهزتها قوى إرهابية، وأخرى وكيلة لشياطين الأرض، وصغار مغرورين لا يدركون معنى المسؤولية الإنسانية ولا القومية”، حسب تعبيره.

وأضاف المفكر الإماراتي أن “إعادة فتح السفارة الإماراتية في دمشق هي خطوة مهمة أيضًا لإحياء “تعريب” القضايا والأزمات العربية بدلًا من “تدويلها”، وطمأنة الشعب السوري بكل مكوناته بأنه في حضن أمته، وفي وجدانها، وأنه عاد إلى دوره الحضاري والقومي”، موضحًا أن “الدور الإماراتي، بهويته العربية، وبقدراته وعطائه الإنساني، وسياساته العقلانية السلامية والبناءة، يشكل رافعة عروبية تحظى بالاحترام والقبول، للخروج من هذا الكرب الذي حل بالوطن العربي، ومواجهة الفكر  المتشدد والممارسة الإرهابية”.

وأوضح الحسن أن العلاقات الإماراتية – السورية لم تقطع، وإنما جمدت في ظروفها، إذ إن الطيران المدني السوري بين البلدين لم يتوقف، والخطاب الإماراتي ظل متزنًا وعقلانيًا، طوال الأزمة السورية، مضيفًا: “ولعل هذه الخطوة [أي إعادة فتح الإمارات سفارتها في سوريا] ستفتح الباب أمام خطوات عربية أخرى، تسهم في إغلاق الجرح العربي السوري، وتعزيز مناعته في مواجهة كل التدخلات الخارجية والإقليمية”.

 

الدور الإنساني 

وإلى جانب الأبعاد السياسية، يفسر مراقبون خطوة الإمارات من جانب إنساني، إذ تضطلع الإمارات بدعم غير محدود للاجئين السوريين وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

واستقبلت أراضي الإمارات منذ اندلاع الأزمة السورية، في عام 2011، 101364 سوريًا من كل أطياف المجتمع السوري وطوائفه، ومنحتهم تصاريح للإقامة في أرضها، ليرتفع بذلك إجمالي عدد السوريين المقيمين في الدولة إلى 250 ألف سوري.

اقرأ أيضًا: طفل سوري يسمع ويتكلم لأول مرة في حياته بعد أن ولد فاقدًا للسمع والكلام

وتعتبر الإمارات أكبر مانح للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا والدول المحيطة، إذ وصل إجمالي المساعدات منذ بداية الصراع إلى أكثر من 4 مليارات درهم إماراتي، أي نحو 1.1 مليار دولار.

وشملت هذه المساعدات 581.5 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية، استفاد منها اللاجئون والمشردون في دول الجوار السوري كالعراق ولبنان والأردن بشكل مباشر.

ووفق تقرير لصحيفة البيان الإماراتية، تتعاون دولة الإمارات أيضًا مع حكومتي المملكة المتحدة والنرويج لتوفير التعليم والتدريب وتأهيل الأطفال اللاجئين لاستكمال تعليمهم، إذ أنفقت دولة الإمارات قرابة 55 مليون دولار أمريكي إضافية على المخيم وتكاليفه اليومية، حتى مطلع عام 2018.

وفي اليونان، عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على توقيع اتفاقية مع جمعية الصليب الأحمر اليونانية، تم بموجبها إنشاء مخيم للاجئين السوريين.

وإلى جانب هذا الدعم الإنساني والإغاثي، يرى مراقبون أن عودة السفارة قد تدفع بدخول إماراتي فعال في إعادة إعمار البلاد، وتنسيق دعم اللاجئين الذين لا يزال قسم منهم يعاني في مخيمات اللجوء.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة