الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
لماذا يلازم الخوف والريبة صفقة حبوب البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا؟!

كيوبوست- ترجمات
قالت صحيفة “بوليتيكو“، المعنية بالسياسة الدولية، إن الخطة المدعومة من الأمم المتحدة للسماح لصادرات المواد الغذائية الأوكرانية بالتغلب على الحصار الروسي على البحر الأسود، قد أثارت الآمال في إمكانية تجنب أسوأ الأضرار الناجمة عن أزمة الغذاء العالمية.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن كسر حصار البحر الأسود دون تدخل الناتو؟
لكن المسؤولين الأوكرانيين والغربيين يشككون في أن موسكو ستلتزم بالاتفاق النهائي. وبحسب الصحيفة، فإن السبب يعود إلى خوفهم من أن الرئيس فلاديمير بوتين سوف “يستخدم أسلحة” في شحنات الحبوب في المستقبل، مما يؤدي إلى إبطائها مرة أخرى.
وقد وقَّعت روسيا وأوكرانيا، الجمعة الماضية، اتفاقية مع الأمم المتحدة وتركيا تسمح لسفن الحبوب بالتحايل على الحصار البحري الروسي لثلاثة موانئ حول أوديسا. ويعتقد التجار والفلاحون أن أيّة صفقة ستنجح في تخفيف الضغط عنهم.

فيما كتب تاراس كاتشكا، نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، في رسالة إلى “بوليتيكو” يعبِّر عن عدم ثقته في نوايا الكرملين للموافقة على الصفقة. وأضاف: “لا أحد يعرف دوافع روسيا”. ومن جانبه، أبدى أوليكسي جونشارينكو، النائب الأوكراني عن أوديسا، تفاؤلاً حذراً لكنه قال إنه يتوقع أن يحاول بوتين في نهاية المطاف “جعل عنق الزجاجة في الممر البحري” ليتمكن من إبطاء الاتفاق وإضعافه.
اقرأ أيضاً: كارثة نقص الغذاء القادمة
وقال فولوديمير دوبوفيك، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوديسا الوطنية: “ما زال حبر الاتفاق لم يجف، وروسيا تهاجم أوكرانيا بينما نحن نتحدث”. “لقد رأيت الكثير في الأشهر الخمسة الماضية، وقبل ذلك لسنوات، وما زلتُ متشككاً”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأوكرانيين مرتابين بشأن هذا الاتفاق أبسطها، كما ذكرت وكالة أنباء انترفاكس الأوكرانية، أن روسيا سرقت 70 ألف طن من الحبوب من منطقة لوهانسك.

كما شدَّد المجتمع الدولي على ضرورة متابعة العمل بالاتفاق، الذي رحبت به الأمم المتحدة، وآخرون، على وجه السرعة. وقال مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن نجاحها “سيعتمد على التنفيذ السريع، وحسن النية”.
اقرأ أيضاً: غبار الغزو الروسي لأوكرانيا سيكشف عن أوروبا مختلفة
لكن في الدوائر السياسية الغربية المغلقة، وفقاً للصحيفة، يشكِّك مسؤولون غربيون بارزون في أن الحبوب ستبدأ في التحرك بسرعة عبر الممر الآمن الجديد. حيث قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: “من الواضح أننا بحاجة إلى رؤية الحبوب تتدفق إلى الأسواق الدولية للحكم على النجاح!”.
فيما كان آخرون أكثر صراحة، مثل وزير الزراعة الألماني، جيم أوزدمير، الذي شبَّه الثقة في بوتين لتحرير البحر الأسود بالإيمان بسانتا كلوز أو أرنب عيد الفصح!
المصدر: بوليتيكو