الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةشؤون دولية
لماذا يكره الإخوان المسلمون الغرب؟ باحثون يجيبون
في برنامج تليفزيوني -بثته قناة "I24" الإخبارية- أجمع المتحدثون على خطورة تنظيم الإخوان المسلمين وعملهم الدؤوب على نسف المجتمعات الغربية من الداخل

كيوبوست
تطرق الصحفي والمذيع التليفزيوني إيلي الشوراقي، في حلقة أخيرة من برنامجه المثير للجدل “إيلي بدون ممنوع”، إلى ملف الإخوان المسلمين، وتأثير هذا التنظيم الدولي في العالم، وذلك مع مجموعة من الضيوف والباحثين الذين حاولوا تسليط الضوء على خطورة هذا المكون عبر البرنامج التليفزيوني الذي يُذاع مساء الأحد على “i24NEWS”.
وتخللت المناقشات مقتطفات من الفيلم الوثائقي لجان بول ناي “الإخوان المسلمون.. جذور الشر”؛ هذا الفيلم الذي يتتبع بدقة التاريخ الحديث للإخوان المسلمين.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات جماعة “الإخوان المسلمون” وأساليبها في ألمانيا
الكاتب والباحث في الحركات الراديكالية ميشيل برازان، أكد خلال مداخلته أن الإخوان المسلمين يكرهون الغرب قبل كل شيء، وتتبع تاريخ أصول الإخوان، مؤكداً أن استيراد الأفكار الغربية؛ مثل الديمقراطية أو النسوية، إلى مصر، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، جعل الأطراف المحافظة تشعر بأنها محرومة من صلاحياتها، ومن ثمَّ حددت لنفسها مهمة ألا وهي إعادة أسلمة البلاد أولاً، ثم الخلافة، وأخيراً التوسع والانتشار عبر دول العالم.
ثم شرح ميشيل برازان أسباب دخول جماعة الإخوان المسلمين إلى فرنسا، قائلاً: “كان هناك وضع متفجر وتظاهرات وأعمال شغب في الضواحي، وكان السياسي الفرنسي خائفاً ويريد محاورين. ولا شك أن السياسيين نسوا في لحظة ما من هم الإخوان المسلمون الذين كانوا قد استقروا للتو في فرنسا مطلع الثمانينيات؛ لقد قدموا أنفسهم كمحاورين جيدين في عالم السياسة، فتم الترحيب بهم بأذرع مفتوحة، إلى درجة عهد إليهم فيها بتدريب الأئمة”.

قاعدة شعبية
وحسب الكاتب، تكمن قوة جماعة الإخوان المسلمين في العمل على المدى الطويل “لديهم الرغبة والإرادة لإنشاء قاعدة شعبية، وهم يحاولون عبرها الاستيلاء على السلطة”، وأوضح أن خطأ الدول الغربية كان منذ البداية؛ حيث لم يتم تصنيفهم على أنهم إرهابيون، ولكن كشخصيات معارضة للديكتاتوريات في الدول العربية.
وتقوم استراتيجية الإخوان المسلمين على عدة روافع، حسب برازان، وعلى المدى الطويل يرغبون في تقديم قوائم انتخابية لها وزن؛ لكنهم يعرفون أنهم أقلية، لذلك يريدون بداية جمع الشتات المسلم تحت لوائهم، ثم سيلقون بثقلهم في السلطة السياسية؛ خصوصاً أنهم يعتمدون في ذلك على رافعتهم الأساسية “الإسلاموفوبيا”، التي تخيف عدداً لا بأس به من الأحزاب السياسية.
اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في السويد.. جمعيات خفية تتنكر للتنظيم الأم
من جانبها، أوضحت المتخصصة في الإسلام، أميلي م.شيلي، أن القطبَين الإسلامويَّين المعروفَين على الساحة اليوم؛ هما الوهابية التي تقدم نفسها في الأصل كعدو رئيسي للمسلمين الذين لا يملكون القراءة الصحيحة للإسلام. ومن ناحية أخرى، الإخوان المسلمون الذين يريدون التخلص من الاستعمار الغربي؛ والطرفان يتذرعان بالجهاد المقدس الموجه ضد الغرب.
وشددت عالمة الاجتماع على أن هناك دولتَين مرتبطتَين ارتباطاً وثيقاً بالإخوان المسلمين؛ هما: تركيا وذراعها جماعة الإخوان المسلمين، وقطر التي تمد شبكات الإخوان المسلمين بالمال حول العالم.

وتضيف الباحثة أن أشكال الثورة لدى الإخوان المسلمين تختلف من مكان إلى آخر، وتمر بطرقٍ مختلفة؛ ففي الأردن مثلاً يمكن لعضو الإخوان المسلمين أن يمتلك كلاشينكوف، لكن في سويسرا أو بلجيكا أو فرنسا هو يحاول أن يستغل ثغرات الدولة، ويمرر قوانين تتوافق مع تطلعات التنظيم.
اقرأ أيضاً: في براغماتية الإخوان المسلمين: هكذا تبدل جلدهم أكثر من مرة!
وفي مداخلته، تحدث العالم الإسلامي والإخواني السابق ميشيل بريفو، عن مسيرته، موضحاً أنه في المسجد الذي كان يعمل فيه في بلجيكا، والذي كان يديره الإخوان المسلمون، كان العمل شديد التركيز على حياة المواطن وعمله واقتراح إسلام يكون قريباً من الشباب.
وقال: “ما يجذب الشباب إلى الإخوان المسلمين في أوروبا هو عملهم على تشكيل هوية إسلامية موحدة، يتم ربطها عادةً بقضية الإسلاموفوبيا”؛ إنهم يؤثرون بشكل كبير على وعي الأقليات المسلمة، وتأثيرهم مهم، لكنه غير منسق ولا منسجم؛ ما يجعل عملية التحليل أكثر تعقيداً.