الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

لماذا يزور أمير قطر الولايات المتحدة بعد أيام من مغادرة ابن سلمان؟

"زيارة أمير قطر إلى واشنطن متعددة المهام"

كيو بوست – 

وصل أمير قطر تميم بن حمد، الجمعة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على دعوة تلقاها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

وتأتي هذه الزيارة في الأيام الأخيرة لزيارة مطولة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عقد خلالها صفقات كبرى عدة مع شركات أمريكية في مجالات متعددة. لذا لا يبدو أن الزيارة تأتي بمعزل عن زيارة ابن سلمان، ويمكن توقع صفقات قطرية أكبر وأضخم.

وتحولت الولايات المتحدة إلى عنصر محوري في الأزمة الخليجية، فكلا الطرفين في الأزمة يسعى لتجنب إدانة موقفه من قبل واشنطن. 

وجاء في وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير تميم سيبحث “سبل دعم وتطوير العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.

وأضافت أن الرحلة ستستغرق أيام عدة، وتتضمن إجراء محادثات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين “في إطار تعزيز العلاقات القطرية الأمريكية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية”.

ويرافق الأمير تميم خلال هذه الزيارة وفد رسمي وعدد من رجال الأعمال.

 

تخفيف أضرار زيارة ابن سلمان

وحول أهداف الزيارة القطرية وارتباطها بزيارة ابن سلمان، تنقل صحيفة العرب عن أوساط دبلوماسية في العاصمة الأميركية قولها إن أمير قطر سيحاول خلال الزيارة “التخفيف من وقع النجاحات التي حققها ولي العهد السعودي”.

ومنذ بداية الأزمة تسعى قطر إلى إغراء جهات عدة في الولايات المتحدة لاستمالة مواقف واشنطن من الأزمة الخليجية لصالحها. كان الوسط اليهودي المؤثر أحد هذه الجهات التي استهدفتها قطر.

وتشير الأوساط الدبلوماسية للصحيفة إلى أن الأمير تميم سيحاول محاكاة الخطوات التي أقدم عليها محمد بن سلمان، مثل تقديم وعود بمشاريع واستثمارات قطرية لفائدة الشركات الأميركية.

 

كيف سيواجه تهمة دعم الإرهاب؟

لا شك في أن الأمير محمد بن سلمان الذي يخلق صورة جديدة عن السعودية، ويواصل تغيير كثير من المعتقدات التي كانت تخيم على واقع السعودية في الرأي العام الغربي، قد أدى المهمة في واشنطن عبر لقاء رجال الأعمال وشخصيات فنية شهيرة في الوسط الأمريكي. 

وأمام هذا التحرك السعودي الذي يلقى نوعًا من الترحاب في الولايات المتحدة، وصل أمير قطر وخلفه تهم بالتورط في دعم الجماعات الإسلامية المتشددة. 

وقد يتعين على الأمير تميم حسم موقف بلاده من العناصر الإخوانية وغير الإخوانية الموجودة على أراضيها.

ويذهب مراقبون إلى أن الأمير القطري سيكرس زيارته للبحث عن حل للأزمة التي تخيم على بلاده، جراء المقاطعة الخليجية المستمرة.

ووفقًا لصحيفة العرب، تسعى قطر إلى تحويل الولايات المتحدة إلى وسيط كامل في الأزمة الخليجية، بدلًا من الكويت، والتوصل إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن.

لكن هذا التوجه القطري تقابله تصريحات لابن سلمان قال فيها إن أزمة قطر قضية هامشية ولا تحظى بأولوية.

وتشترط دول المقاطعة، تلبية قطر لـ13 بندًا من المطالب، قبل فك المقاطعة وبدء الحوار لحل الأزمة، التي عصفت بالخليج العربي منذ مطلع حزيران 2017.

 

محاولة احتواء

مؤخرًا، حدثت تغييرات في تركيبة الإدارة الأمريكية، لم تكن في صالح الخط القطري الذي يميل تجاه إيران وتركيا، إذ جرى تعيين مايك بومبيو وزيرًا للخارجية، خلفًا لريكس تيلرسون الذي كان ينتقد مقاطعة الدوحة، وكذلك استلام جون بولتون لمهامه كمستشار للأمن القومي.

ويتخذ الرجلان موقفًا متشددًا حيال إيران، ولا يملكان علاقات جيدة مع تركيا، ما قد يؤثر في سياسة الولايات المتحدة تجاه قطر في ضوء أزمة الخليج.

لذا، تبدو زيارة تميم متعددة المهام، فمن جانب يسعى لدور يطغى على حضور ابن سلمان الأخير في المشهد الأمريكي، ومن جانب آخر، يسعى إلى امتصاص أي موقف أمريكي قد يفرض حصارًا على الموقف القطري من الأزمة الخليجية، الذي يتجاهل مطالب دول الجوار.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة