الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةشؤون دولية
لماذا يزداد الجوع حول العالم؟

ترجمات-كيوبوست
يؤثر نقص التغذية حاليًّا على نحو 821.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وهي زيادة مضطردة للسنة الثالثة على التوالي، وَفقًا لتقرير الأمم المتحدة الذي نُشر أخيرًا عن نتائج عام 2018.
هناك إذن سبب يدعو إلى القلق: “فبعد عقد من الانخفاض، زاد عدد الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية منذ أربعة أعوام”، كما يقول ديفيد بيسلي (David Beasley)، رئيس برنامج الأغذية العالمي.
وحسب تقرير الأمم المتحدة حول “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم”، هناك زيادة بـ10 ملايين شخص يعانون سوء التغذية في عام واحد فقط، ومن المؤشرات الرئيسية في هذا التقرير أن ما نسبته 11٪ من الأشخاص يعانون حالة “انعدام الأمن الغذائي الشديد”.
في القارة الإفريقية يعاني 20٪ سوء التغذية، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 12٪ في آسيا. ولكن السؤال الأهم: ما أسباب الزيادة الكبيرة في هذه الأرقام؟
تدهور الاقتصاد العالمي
أشار تقرير الأمم المتحدة إلى آثار “الأزمات الاقتصادية”. فمن بين 77 دولة عانت ضعفًا أو تباطؤًا في اقتصادها، شهدت 65 منها في الوقت نفسه “زيادة في نقص التغذية” منذ عام 2011. والمثير للدهشة أن معظم هذه البلدان ليس دولًا منخفضة الدخل ولكنه دول ناشئة.
تشير الأمم المتحدة، في تقريرها أيضًا، إلى التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة كعامل لزعزعة الاستقرار: “ففرض المزيد من الضرائب على السلع بين أكبر اقتصادَين في العالم قد يزيد من إضعاف النمو ويضغط على أسعار السلع الأساسية”.
يشير التقرير أيضًا إلى “ارتفاع معدلات البطالة، ونقص الأمان الوظيفي، وانخفاض قيمة العملة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاعتماد على السلع الأساسية”.
عدم المساواة في توزيع الدخل
يعترف التقرير بوجود علاقة بين عدم المساواة الاقتصادية ونقص التغذية، وهو الأمر الذي يعرقل الخطط الرامية إلى توفير مستوى كافٍ من الأمن الغذائي، فكلما انخفض الناتج المحلي الإجمالي لبلد ما، ارتفعت فرص غياب المساواة في توزيع الدخل؛ الأمر الذي يزيد من خطر انعدام الأمن الغذائي الشديد.
النزاعات الدولية
هذا هو العامل الرئيسي المسؤول عن الأزمات الغذائية؛ فالنزوح السكاني المرتبط بالنزاعات يضعف هؤلاء النازحين. وحسب التقرير، فإن سوء التغذية يتزايد بشكل حاد في البلدان “المتأثرة بالصراعات”، وهو ما سُجل بشكل خاص في إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى بين عامَي 2015 و2018؛ حيث أصبح أكثر من 23 مليون شخص يعانون سوء التغذية في هذه المنطقة التي مزقتها الصراعات.
التغير المناخي
الكوارث الطبيعية، وتقلب المناخ، وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.. كل هذه التغييرات لها تأثير كبير على الأمن الغذائي. في عام 2018، هناك 29 مليون شخص إضافي يعانون سوء التغذية؛ بسبب الأحداث المناخية القاسية التي “أثَّرت سلبيًّا وبشكل كبير على أفقر السكان الذين يعيشون في المناطق النائية”.
تضع الأمم المتحدة ضمن أهدافها الرئيسية للتنمية هدف “القضاء على الجوع” بشكل نهائي حول العالم بحلول عام 2030، لكن هذا الهدف يبدو مهددًا ومن غير المضمون الوصول إليه في حال استمرت أحوال العالم في التدهور بهذا الشكل، مخاوف عبَّر عنها رئيس برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، بقوله: “يبدو أننا لن نتمكن من تحقيق هذا الهدف”.
المصدر: لوجورنال دي ديمانش